مندوبو عشرين دولة إفريقية وآسيوية وأميركية لاتينية اجتمعوا في القاهرة مؤخراً للمطالبة باستعادة آثارهم المسروقة والمعروضة في متاحف أوروبية عالمية. وقدم هؤلاء لائحة مرعبة بقطع وكنوز الآثار المنهوبة من بلادهم، وبحثوا سبل استرجاعها، بينما قالت صحيفة (الفيغارو) الفرنسية إن إدارات المتاحف الأوروبية ترفض بصلف وغطرسة إعادة هذه القطع الأثرية إلى بلدانها الأصلية، مما يضع (أخلاقية) عواصم كبرى على المحك، ولاسيما أنها تصدّع رؤوس أبناء العالم الثالث بحقوق الإنسان، ومنها حقوقه الثقافية. وإذا كانت هذه السرقات الشائنة تعود لفترات الاستعمار القديم، وتمت بالقطعة والمفرق، فإن العالم يشهد اليوم عمليات سرقة بالجملة، فقد تعرض العراق الشقيق لأكبر سرقة في التاريخ، استهدفت آثاره القديمة، حيث تبين أن عدداً من القطع الأثرية المهمة نقلت إلى كيان الاحتلال، بل إن هناك دلائل على أن عملاء إسرائيليين شاركوا في الغزوة الكبرى ضد الآثار العراقية، وهذا السلوك الإسرائيلي ليس غريباً ولا جديداً، فموشي دايان أقدم وزير حرب صهيوني اشتهر بأنه أكبر سارق للآثار العربية في فلسطين والجولان. واليوم فإن تلامذته يرتكبون أكبر عملية سطو مسلح على آثار وتراث الفلسطينيين، فبعد أن ادعى الإسرائيليون ملكيتهم للتراث غير المادي للشعب الفلسطيني، ها هم يعلنون استيلاءهم على الرموز الدينية والتاريخية لهذا الشعب، فيضمون إلى تراثهم المزعوم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح، والأعظم أنهم يسعون للاستيلاء على المسجد الأقصى المقدس عند مليار ونصف مليار عربي ومسلم، ويمضون في تهويد مدينة (القدس الشريف)، فهل ثمة ما هو أعظم خطراً من هذا السطو المسلح العنصري؟. وإلى متى يظل العالم (المتحضر) والديموقراطي جداً! يقف صامتاً أمام هذه الجرائم الكبرى؟. وهل نتوقع ممن يصمتون على إبادة شعب وقتل أطفاله أن يخرجوا عن صمتهم لحماية التاريخ والتراث المصدر: تشرين السورية 21/4/2010