سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اسرائيل تتحدث عن معركة وشيكة مع "حزب الله" لكن الجبهة الاخطر هي قطاع غزة حيث تتزايد احتمالات عودة الصواريخ في ظل اشتداد الحصار وتأخر الاعمار.. في كل الاحوال التهدئة على الجبهتين قد لا تطول واليكم الاسباب
تتصاعد التهديدات الاسرائيلية للجبهة الجنوبيةاللبنانية ويكثر المسؤولون العسكريون الاسرائيليون من تصريحاتهم التي تتحدث عن خطورة "حزب الله" اللبناني واسلحته وقواته وصواريخه حتى ان قائد في ما تسمى "قيادة المنطقة الشمالية" المحاذية للبنان اكد ان المعركة آتية حتما مع حزب الله، وان اسرائيل في الطريق الى المواجهة. من الصعب فهم هذه التهديدات ودوافعها في الوقت الراهن، فالجبهة الاسرائيلية الشمالية هادئة تقريبا، وقوات حزب الله مشغولة بحربها في سورية، فهل تأتي هذه التهديدات في اطار الحرب النفسية التي تبرع بها الآلة الدعائية الاسرائيلية، ام ان هناك نوايا اسرائيلية لاستغلال انشغال قوات كبيرة من حزب الله في الحرب السورية الى جانب النظام لشن ضربات خاطفة لتدمير قوات الحزب في الجنوباللبناني وانهاء خطره؟ ولكن لماذا لا يتم عكس الآية، والقول ان "حزب الله" هو الذي يمكن ان يباغت اسرائيل وجيشها، ويقدم على استفزازها من اجل جرها الى حرب كبيرة من خلال عملية فدائية موجعة على غرار ما حدث عام 2006 عندما اقدمت وحدة من قوات الحزب على خطف ثلاثة جنود اسرائيليين، ليرد ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي في حينها بإرسال دباباته لغزو لبنان وطائراته لتدمير دفاعات حزب الله. الغارة الاسرائيلية التي استهدفت مناطق عسكرية حول مطار دمشق الدولي، ودمرت، حسب مزاعم اسرائيلية، مخازن تحتوي على صواريخ حديثة كانت في طريقها الى حزب الله ربما يكون الرد الانتقامي عليها المفجر لهذه الحرب، خاصة ان تجارب سابقة اثبتت ان الحزب ينتقم دائما لاي غارة او عدوان اسرائيلي على مواقعه. اسرائيل "مرعوبة" على الاصعدة كافة تقريبا، مرعوبة من بعض الرسائل التي توجهها اوروبا وحكومات فيها اليها من خلال اعترافات برلمانية "صورية" بدولة فلسطينية، ومرعوبة ايضا من تضخيم القدرات الصاروخية لحزب الله كما ونوعا، وتحدثت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية نقلا عن خبراء عسكريين قولهم ان الحزب بات يحتل المرتبة الثامنة عالميا من ناحية ترسانته الصاروخية. جيمع الحروب الاسرائيلية التي استهدفت جنوبلبنان سواء في زمن تواجد المقاومة الفلسطينية (اجتياح عام 1982) او بعد خروجها الى تونس وتولي حزب الله مليء الفراغ (عدوان عام 2006) كانت مفاجئة، ورد فعل على حالة رعب تسود الاوساط الاسرائيلية من انشطة المقاومة بأنواعها كافة، وبغض النظر عن هويتها، وتؤكد التجارب السابقة ان اسرائيل تشن حرب على جوارها العربي، واللبناني خصوصا كل عشر سنوات تقريبا. العام الجديد الذي نقف على اعتابه، ربما يكون عام القضية الفلسطينية، والحرب على اسرائيل بشكل مباشر (هجوم شامل) او غير مباشر "انتفاضة مسلحة"، لان مشروع الرئيس الفلسطيني محمود عباس التفاوضي يقترب من نهايته المحتومة اي الفشل الكامل، والحصار المستمر على قطاع غزة حيث يدخل اغلاق معبر رفح شهره الرابع، وتعيش اكثر من مئة الف اسرة فلسطينية في العراء بسبب تدمير بيوتها وعدم بدء عملية الاعمار الموعودة. لا نستبعد ان تصل كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس′′ الى حافة اليأس والاحباط وتفتح العام الجديد بموجات من الصواريخ في تسخين جديد لكسر حالة الجمود، مثلما لا نستبعد ان يعود الدعم الايراني للحركة بعد الاشادة النادرة من قبل السيد ابو عبيدة الناطق الرسمي باسم هذه الكتائب بإيران. الجبهة الفلسطينية مرشحة لكي تكون محور العام الجديد عسكريا بسبب فشل الرهانات السياسية، ومن الصعب ان نتنبأ عما اذا كانت الحرب القادمة ستنطلق شرارتها من جنوبفلسطين ام من جنوبلبنان، ولكن ما يمكن قوله ان الهدوء الحالي على الجبهتين لن يدوم طويلا. المصدر: رأي اليوم 21/12/2014م