ترى هل أفضل لدينكا نقوك إعطاء أرض مهجرهم ومنزحهم «أبيي» إلى سيادة دولة جنوب السودان بعد الاسفين القوي الذي دقه بين بعض أكبر القبائل هناك الانفصال؟ وهل سأل دينكا نقوك «الجيل الحالي» انفسهم عن بعد منطقتهم «جزء من ابيي» عن مناطق قبيلة الدينكا الاخرى؟! الحركة الشعبية رغم الحرب القبلية الطاحنة التي هندستها هناك واشنطن واسرائيل وبعض اوروبا لتوطيد اقدام نفوذها، إلا انها تتحدث عن تبعية «أبيي» للجنوب لضم دينكا نقوك إلى جحيم الحرب القبلية هناك. أو الى امتداد ذاك الجحيم الى حدود 1956م. هذه الأيام ليس هناك أهم من أخبار تطورات الأزمة بالجنوب على صفحات الصحف السودانية. فحتى اخبار الانتخابات التي ارتضتها القوى المعارضة الشمالية في ابريل 2010م وترفضها في ابريل 2015م.. لم تكن هي الاهم الآن من اخبار الجنوب فالانتخابات استحقاق دستوري عادي والمغالطات فيها لا تخرج من اطار ان المعارضة لا تريد للمؤتمر الوطني ان يجدد من خلالها شرعيته، وان المؤتمر الوطني لعله يجد لها العذر لان الغاءها بالنسبة لها افضل من ان تخسرها مع ان الغاءها وخسارتها واحدة من حيث النتيجة، وهي بقاء حكومة المؤتمر الوطني غير ان في حالة الغاء الانتخابات، تجد المعارضة حيلة سياسية للت والعجن وتصوير الحكومة انها نفسها حكومة 30 يونيو 1989م، مع ان تلك قد انتهت يوم 12/12/1999م. وهو يوم قرارات الرابع من رمضان. لكن حتى الغاءها لن يفيد المعارضة كثيراً.. فما هي هذه المعارضة؟! حزب الامة القومي؟!! بماذا سيستفيد من إلغاءها؟!.. فهو طبعاً يمثله «نجل الزعيم».. بحسابات غير مطروحة. الاتحادي الديمقراطي الاصل؟!!. إن زعيمه يبارك اجراءها.. وهذا ما جعل مساعدوه في الحزب في حيرة.. فهل يخالفون الزعيم ويتجاوزونه بالانضمام إلى خبراء الازهري وصديق الهندي وهما رئيسان مشتركان للتيار الاتحادي الجديد ويصبح مثلاً ابو سبيب رئيساً ثالثاً مشتركاً معهم؟! ام يصبرون على ما اراده الميرغني الى أن تمر سحابة الصعقة السياسية بينه وبين الحكومة بسلام؟! لقد افلت من يد كاتب هذه السطور رأس خيط الموضوع طبعاً، ذلك لأن موضوع الانتخابات هو الشغل الشاغل الآن في الساحة السودانية «الشمالية» اما ازمة الامن والصراع القبلي فهو الآن الثمار التي تجنيها واشنطن لتغيير خارطة استراتيجيتها للمرة الثانية. فقد كانت الاستراتيجية الاولى التمرد في الاقليم على مدى ستة واربعين عاماً من 1955م إلى 1964م، ومن 1966م إلى 1972م ومن 1983م إلى 2002م. وفي كل فترة تمر فإن المنطلقات هي ذاتها.. نفس دول الجوار واثيوبيا وكينيا ويوغندا.. والداعم هو ذاته فهو واشنطن. والمخطط والمدرّب هو نفسه .. هو اسرائيل. ثم الاستراتيجية الثانية هي للانفصال. ثم الثالثة لتحويل الجنوب إلى مثال رواندا ايام حرب الهوتو والتوتسي، كما حدث الآن بالفعل. ثم تتويج جنوب السودان منطقة نفوذ امريكي مغلقة. وحاجز بين شمال افريقيا وجنوبها. والحاجز اريد له ان يبدأ من شمال حدود 1956م في ابيي، لكنهم نسوا ان هناك العرب المسلمين المسيرية الذين يمكن ان يهدم ويحطم وجودهم في خارطة جنوب السودان هذا الحاجز الثقافي. فان لغتهم غلاّبة، وهي الآن والى الغد لغة التواصل بين كل قبائل الجنوب.. لان الدفعات الجنوبية الاولي المتخرجة في كلية المجرم غردون التذكارية تخرجت في الخمسينيات. واقصد الدفعات التي بها طلاب جنوبيون. وهذا طبعاً خطأ استعماري وقعت فيه بريطانيا آنذاك، إذن الحاجز مقدود تماماً. مقدود بلغة ودين وثقافة المسيرية ومن سيهاجر إلى ارضهم من ابناء الوطن في الشمال. فهل يسعي مشار هذا؟ هل سيعيه سلفا كير؟! إن فتنة الجنوب القبيلة ستعوّض على ما يبدو المسيرية إزاء بروتوكول دانفورث. نقلا عن صحيفة الانتباهة 27/1/2015م