الناصرة – "رأي اليوم"- من زهير أندراوس: كشفت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ، نقلاً عن مصادر أمنيّة وسياسيّة، وُصفت بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، كشفت النقاب عن أنّ التعاون بين الجيش والمخابرات في كل من إسرائيل ومصر فاق كل التوقعات، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ الطرف المصريّ يوافق على كل طلب يتقدم به الجانب الإسرائيليّ، إذا كان متعلقًا بمواجهة الحركات الإسلامية التي نعتتها المصادر بالمتشدّدّة في كلٍّ من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، على حدّ تعبير المصادر. وشدّدّت المصادر الإسرائيليّة، بحسب التلفزيون، على أنّ الجيش المصريّ يعتمد على معلومات استخبارية تُقدّمها المخابرات الإسرائيليّة في تنفيذ عملياته ضدّ "الجهاديين" داخل سيناء، على حدّ قولها. وبحسب المُحلل العسكريّ في القناة العاشرة، ألون بن دافيد، فإنّ التعاون بين الجيش المصريّ والجيش الإسرائيليّ لا يتوقف على التنسيق وتبادل المعلومات الاستخبارية بل تعدّاه للتعاون الميدانيّ، في إشارةٍ واضحةٍ إلى قيام الجانبين بعمليات مشتركة ضدّ من يعتبرون مصادر خطر لكلٍّ من إسرائيل ومصر داخل سيناء. ومن الجدير بالذكر أنّ المُحلل بن دافيد كان قد كشف النقاب عن قيام رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو بإصداره تعليمات لتنفيذ عمليات في قلب سيناء. وكانت مُحللة شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، سمدار بيري، نقلت مؤخرًا عن مصادر أمنيّة وسياسيّة رفيعة في تل أبيب، قولها إنّ التعاون الأمنيّ والتنسيق الاستراتيجيّ الإسرائيليّ يعملان مثلما لم يعملا من قبل أبدًا مع الأردن ومصر وفي أماكن أبعد لا تسمح الرقابة بالكشف عنها، على حدّ تعبيرها. وأكّدت بيري على أنّ صورة إسرائيل في الوطن العربيّ تبدو من الجانب السياسي سيئة، بينما هي في الجانب الأمنيّ تظهر بأحسن صورة، مُشيرةً إلى اهتمام الأنظمة العربيّة بالانتخابات الإسرائيليّة، فهم، على حدّ وصفها، يبتلعون عندهم كل كلمة تنشر عندنا، وأشفق على مستشاري القصور الذين يغرقون في المادة كي يؤشروا منذ الآن للحاكم، حتى في الدول التي ليس لنا علاقات علنية معها، من سيكون رئيس الوزراء القادم. في السياق ذاته، لفتت القناة العاشرة الإسرائيليّة إلى أنّ مرشح (المعسكر الصهيونيّ) لمنصب وزارة الأمن والقائد السابق لشعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش الإسرائيليّ، الجنرال في الاحتياط عاموس يدلين، قد صرحّ بأنّ التقاء المصالح بين إسرائيل وبين من نعتها بالحكومات السنيّة المعتدلة يُمثل فرصة غير مسبوقة لتعزيز التعاون معها بشكل يعزز البيئة الإستراتيجية لإسرائيل ويساعدها على مواجهة التحديات الكبيرة التي تتعرض لها، على حدّ تعبيرها. ووردت أقوال الجنرال في الاحتياط في صحيفة (مكور ريشون)، اليمينيّة الدينيّة المتشدّدّة، حيث أضاف: أن إسرائيل باتت تستفيد من تعاون كبير مع كل من مصر والأردن ودول في الخليج، ودعا حكومة بنيامين نتنياهو إلى استغلال هذه الفرصة حتى النهاية. وأشار يدلين، بحسب الصحيفة إلى أنّ ما يُقلّص من فرص الاستفادة من هذا التعاون هو عدم استقرار الأوضاع في بعض الدول العربية، علاوة على تعمد الحكومة الإسرائيلية إحراج نخب الحكم العربية عبر رفضها مبادرة السلام التي أطلقها الملك السعوديّ الراحل عبد الله بن عبد العزيز. في السياق ذاته، أشار د. عوزي أراد، رئيس المركز المتعدد المجالات في هرتسليا، شمال تل أبيب، والذي شغل في الماضي منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيليّ، ويُعتبر من المُقرّبين جدًا لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أشار إلى أنّ المنطقة تغلي من حولنا، وطالب بضرورة العمل على ما نعتها بالدائرة الأقرب، وتابع قائلاً: إنّه في الوقت الذي تنزف فيه سوريّة، فإنّ الوضع في مصر حساس جدًا، ومن غير المستبعد أنْ يؤدّي إلى تغييرات جذرية جديدة، أما لجهة الأردن، فلا يمكن استبعاد التحّول إلى الأسوأ برغم الأمل بأنْ يبقى الوضع الأمني مستقرًا، لكن لا شيء يمنع أن يتحول الأردن إلى ما يشبه الوضع في العراق وسوريّة، على حدّ قوله. أمّا في ما يتعلّق بلبنان، فقد أكّد مستشار الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق على أنّ الوضع فيها يحمل في طياته إمكانيات كبيرة لتردّي الوضع الأمنيّ، ويتسّم هذا البلد ببعد اقتصاديّ بحريّ، وتحديدًا فيما يتعلّق بحقول النفط والغاز المختلف عليه في عرض البحر المتوسط مع الجانب الإسرائيليّ، كما أنّ الوضع هناك غير واضح، ولا أحد يعلم مسبقًا ما يمكن أن تتجه إليه الأمور، بحسب أراد. وفي تاسع دراسة أصدرها منذ عزل الرئيس المصريّ محمد مرسي، والتي تتعلق بسبل دعم نظام السيسي، حثّ (مركز يروشاليم لدراسة المجتمع والدولة)، الدول الغربيّة على الوقوف خلف الدول العربيّة التي تشن حربًا ضد جماعة (الإخوان المسلمين)، وتحديدًا في مصر ودول الخليج. وعبّرت الدراسة، التي أعدّها سفير تل أبيب الأسبق في القاهرة، تسفي مازئيل، عن استهجانها لعدم إعلان الولاياتالمتحدة الأمريكيّة عن جماعة الإخوان حركةً إرهابيّةً، اقتداءً بعدد من الحكومات العربيّة التي ترى فيها تهديداً لأنظمتها. وأضاف مازئيل قائلاً إنّه في الوطن العربيّ ينظرون إلى جماعة الإخوان المسلمين كحركة تمثل أمْ الإسلام السياسيّ، التي تسعى إلى توظيف الدين من أجل إعادة دولة الخلافة حتى باستخدام العنف، ممّا جعل هذه الجماعة الأم الشرعية لجميع الحركات الإسلامية الإرهابيّة، على حدّ وصفه. المصدر: رأي اليوم الالكترونية 29/1/2015م