لا يوجد جديد في حديث الرئيس البشير عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين و لا اعتقد انه (كلام حسب الطلب) كما يهمز ويغمز الذين فقعت هذه الزيارة مراراتهم! لأن السودان لم يؤيد يوماً التنظيم الدولي بل ظل منتقداً له على الدوام، وهذا أمر يعود الى مرحلة سابقة للانقاذ نفسها. أما حضور رموز التيارات الإسلامية في المؤتمرات العامة للحركة السلامية فهو لا يتجاوز التمثيل الرمزي ولا يتمخض عنه قيادة اسلامية دولية بنظمها أو يراعها السودان كما لا يتمخض عنها اي تدخل للشخصيات الزائرة في القضايا السودانية اللهم إلا على شاكلة التوسط بين الترابي و البشير.. وقد كانت كلها وساطات فاشلة ولم نفعل أي شيء وهذا بدليل أن دورهم كان لا يزال دوراً رمزياًُ. نص حديث البشير قاله من قبل وزير الخارجية على كرتي فى حوار منشور ومشهور قبل سنتين وقبل كرتي قالته قيادات سلامية سودانية وسطرناه فى أعمدتنا بوضوح وقلناه فى مداخلات تلفزيونية عديدة. الجديد هو ترفيع مستوى التصريح ليكون رئاسياً وهو أمر تطلبه ضرورة توضيح صورة السودان وتستدعيه سنوات من التساؤلات التى يثيرها كثيرون وحملات تشكيكية ضخمة يقودها آخرون.. وكما ذكرت هو مجد ترفيع لمستوى التصريح تبعاًُ لمستوى الزيارة التى يقوم بها البشير و مقدار أهميتها وأهمية الدولة والقيادة التى يزورها. لقد حاورت الاستاذ كرتي وزير الخارجية فى سماء رواندا فى 24 مارس 2013 عندما كنا عائدين من افتتاح المقر الجديد للسفارة السودانية فى كيغالي العاصمة وقبل ذلك الحوار كنت قد كتبت عموداً بعنوان (الإخوان المسلمون وأزمتهم مع دول الخليج العربي) و هذا كله سابق للتحولات التى شهدتها مصر، ولقد عبرنا عن موقفنا عندما كان مرسي في السلطة، ولم ننتظر زوال حكمه ثم (نجعجع) فهذا موقف مبدئي قطعي وليس انتهازياً والحمد لله رب العالمين . الحوار مع على كرتي: (س: هناك تخوف خليجي من المشروع ألأممي للإخوان المسلمين خاصة وأن التنظيم الدولي للإخوان يتعامل مع الإخوان فى كل مكان باعتبارهم فروعاً له، وهذا ما يجعل أهل الخليج ينظرون للأخوان ولكل الإسلاميين باعتبارهم تابعين لإخوان مصر؟ ج- الدةل الخليجية لها الحق في التخوف هذا، ولكن هذا الأمر لا يشمل السودان، نعم صحيح هنا تنظيم دولي للاخوان ولكن قيادة التنظيم فى السودان سابقاً رفضت الانصياع لهذا التنظيم الاممي الائتمار بأمره ورجحت ان لكل بلد واقع يحكمها وقيادة مبايعه تخصه، حتى هذه القيادة في السودان عندما قالت إن هناك بيعة اخرى غير بيعة أولي الأمر تم تغييرها ولم يعد لها تأثير. حسب تقديري، يجب ان تراجع صيغة التنظيم الدولي حتى يتم التوصل الى صيغة سلمية وبذلك تزول المخاوف. وعلى كل مجموعة فى وطنها ان تبذل مجهوداً فى توضيح موقفها، ليس مؤثوراً عن السودان أن نسقَ أو كانت له علاقات بالتنظيم الدولي فيما يتعلق بشئون روافده وفروعه، السودان يلتقى مع التنظيم العالمي فى التوجه الاسلامي العام وهذا أمر يتلقي فيه مع جهات كثيرة بما في ذلك أحزاب وكيانان وحكومات. س- هناك توجه في فكر الإخوان يفسره البعض بأنه استهداف للدولة الوطنية وربما يكون الغرض تفكيها لصالح المشروع الاممي المؤسس على فكرة الإخوان! ج- مواطنو الخليج لهم الحق في التفكير المستقل، ولهم الحق في انتقاد هذا التوجه لأي محاولة لتفكيك الدولة الوطنية سيتكون مجرد قفزة في الهواء. وليس هناك نظام دولي يستحق ان يخلع المواطن من أجله عباءة انتمائه الوطني، خاصة اذا كانت الدولة الوطنية لا تمنع التوجه الاسلامي و الدعوة اليه كما تترك له مساحة واسعة للتفاعل مع هموم الاسلام عبر العالم). فقرة من عمودي: (أزمة الإخوان المسلين في الخليج لا تقتصر على نزعتهم لإجهاض (الدولة الوطنية) لصالح المشروع الاممي الكبير، ولو أمعنا النظر في هذه النقطة لقلنا دون تردد إن الإخوان يتلبسهم فيها خطأ كبير وعظيم، إذ يشهد الواقع والمعطيات الاقتصادية والامنية و السكانية، ان تعزيز الدولة في الخليج (فرض عين) على كل مواطن في تلك الدول ولا بد من تنحية الهاجس والوساوس حول التناقض بين الدولة الوطنية والانتماء للأمة الاسلامية والوطن العربي، لأن هذا الانتماء الكبير عبارة عن مجموع إرادات وطنية مستقلة ولنكها متضامنة ومنتمية). نقلا عن صحيفة السوداني 26/2/2015م