في الوقت الذي اضحى فيه خارج الملعب السياسي بعد خروج أهم لاعب (الشعبي) يحاول زعيم مايسمى بتحالف قوى الإجماع الوطني فاروق ابو عيسى العودة إلى الأضواء عبر ما سماه بإعدادهم لجملة من الترتيبات من أجل إكمال هياكل التحالف بالاتفاق مع الجبهة الثورية، وقال رئيس الهيئة فاروق أبوعيسى في تصريحات:( إن التحالف متجه الآن لتنظيم صفوفه لخلق أوسع جبهة جماهيرية تضم الفئات والقوى الاجتماعية المتضررة من نظام المؤتمر الوطني). وابو عيسي كما تقول سيرته هو شيوعى قديم...شارك فى الإنقلاب على الوضع الديمقراطى القائم فى البلاد عبر إنقلاب مايو و الذى قاده العقيد أركانحرب جعفر محمد نميرى بتخطيط و رعاية و حماية و تأمين الحزب الشيوعى فرع السودان،و إشراف و تأييد الإتحاد السوفييتى.. شارك فاروق أبو عيسى، فى حكومة إنقلاب مايو بمنصب وزير الخارجية ثم وزيرا للعدل و أخيرا وزيرا لرئاسة مجلس الوزراء!! و عقب ما سمى بالحركة التصحيحية التى قادها الرآئد/هاشم العطا،غادر أبو عيسى البلاد و لجأ إلى مصر،و التى عاد منها بعد أن سمحت الإنقاذ الوطنى بعودة معارضيها للبلاد فى أغسطس 2005.. و قامت حكومة الإنقاذ الوطنى بتعيينه عضوا بالبرلمان(السابق) و هذه هى المرة الأولى له التى يحظى فيها بهذه المشاركة فى الجهاز التشريعى القومى!! الغريب...و رغم أنه يشارك فى البرلمان بقرار حكومى إلا أن مشاركته تميزت بالضعف و التواضع و التشاكس!! و لم يقدم ما كان مرجوا من رجل فى عمره و خبرته..غير أنه قد إتضح أن الرجل يعمل بخبرة يومه (الأول) التى ولج بها هذا المعترك!! إبان فترة لجوئه بمصر أختير نقيبا للمحامين العرب عبر مجموعة اليسار التى كانت تسيطر على الإتحاد وقتها و أظهر خلالها عمالة للنظام المصرى و إتجاهات أمريكا فى المنطقة و كان يقود حملات التطبيع مع الكيان الصهيونى من خلال مواقف إتحاد المحامين!! و مواقف سالبة إزاء الإنتفاضة الفلسطينية!! و أشهر ما تميز به فاروق أبو عيسى،إبان قيادته لإتحاد المحامين العرب هو تأييده للحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة و تسويقها إقليميا و دوليا،و الإحتفاء بقائدها الهالك/جون قرنق دى مبيور، كلما حل بالقاهرة!! هذا فضلا عن عدائه السافر لحكومة الإنقاذ الوطنى و الدعوة لمقاطعتها و إسقاطها عبر تدخل دولى لهذا الهدف!! و كان يستعدى أمريكا و بريطانيا و فرنسا على السودان!! المواقف المخزية هذه للمدعو/فاروق أبو عيسى و إتحاده المحامين العرب شكلت صدمة و إستفزازا لقاعدة و منسوبى الإتحاد فى العالم العربى،و هب الأحرار من المحامين العرب لإسترداد هذا المنبر الحر و المهم من زمرة اليسار فكان لهم ما أرادوا و تمت هزيمتة شر هزيمة رغم دعم نظام حسنى مبارك له ،و أعتلى الإسلاميون و القوميون منبر الإتحاد و أصبح يعبر بحق و قوة عن نبض و أشواق و قضايا الأمة الجوهرية و المصيرية..فاروق أبوعيسى،عرف بموالاته للإنظمة العسكرية (عبود / نميرى/حسنى مبارك) و الغرب (أمريكا/إسرائيل) و تستند مناهضته لثورة الإنقاذ الوطنى لتوجهاتها الإسلامية فقط ومعروف عنه إلحاديته والتى يتستر بالعلمانية لإخفائها!! الشيوعيون يصنفون فاروق أبو عيسى بأنه قد أصبح برجوازيا مترفا و لا يعبر عن حزبهم العجوز إلا بالقدر الذى يخدم أهدافهم فى العداء للإنقاذ، و معلوم أن فاروق أبو عيسى الآن لا يقف معه و لا يسنده حتى أفراد أسرته و قد قارب عمره أل 80 عاما!! و لفاروق أبوعيسى و أشباهه نقول أن الوطن والشعب سبق و أن قطع الطريق أمامكم بتصديه لكم بدون قيادة و أعاد النميرى للحكم، و لم يفوض فرع حزبكم لحكمه عبر ديمقراطياته المتعاقبة،و الآن الشعب أكثر ذكاء ووعيا و خبرة وتتوفر لديه إرادة و جاهزية ليجدد إبتعاثكم إلى مزابل التأريخ!! عموماً فإنه وبعد خروج حزب الشعبي إبتعدت فرص التلاقي السياسي بين مكونات المعارضة القديمة كثيرا خاصة وان الشيوعي والبعث يرفضان بشدة الحوار مع الحزب الحاكم . وهو أمر سيجعل فاروق ابوعيسى صاحب التجربة القديمة التي استفاد منها حين كان عضوا فى الحزب الشيوعى السودانى ، وشارك فى حكومة نميرى ... عمل نقيبا للمحامين العرب لفترة طويلة .. وكان مقربا جدا من الرئس حسنى مبارك وصديق شخصى للفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسة المصرية السابق . كل هذه التجارب تؤهله ان يكون حامد كرزاي السودان القادم فى مقابل مرشحى الاحزاب الاخرى فى حال ذهاب الإنقاذ.