سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتهت مهزلة نتنياهو واصدقائه الجمهوريين في الكونغرس بخسارة كبرى لاسرائيل وفوز اكبر لاوباما الذي اوقع الضيف الاسرائيلي الثقيل والغبي في مصيدته.. ايران هي الفائز الاكبر في المديين المتوسط والبعيد.. والعرب هم الضحية
منظر معيب ذلك الذي شاهدناه في الكونغرس الامريكي يوم الثلاثاء حيث شاهدنا مشرعي اكبر دولة في العالم يقومون ويقعدون تصفيقا لرئيس وزراء دولة تمارس الارهاب وتصادر اراضي الغير وحقوقهم، وتمتلك اكثر من 300 رأس نووي وتشكل تهديدا وجوديا لجيرانها. نتنياهو ربما كسب تعاطف اليمين الامريكي الجمهوري، وانتشى طربا بالتصفيق وقوفا، وعزز حظوظه في انتخابات الكنيست التي ستجري بعد اسبوعين، ولكنه احدث شرخا كبيرا في العلاقات بين اسرائيل وراعيتها الكبرى الولاياتالمتحدةالامريكية وهو شرخ سيتوسع حتما في الاعوام المقبلة بعد ان بدأت الاولى (اي اسرائيل) تفقد اهميتها الاستراتيجية بشكل متسارع. ان يتحدى رئيس وزراء دولة تنتعش على اموال دافع الضرائب الامريكي وتستمد بقاءها من حماية جيشه، ان يتحدى رئيس هذه الدولة في عقر داره، وينحاز في الحرب الى خندق المعارضة المقابل له، ويحاول املاء وفرض مواقفه على سياسته الخارجية فهذه قمة الوقاحة والاستفزاز والاهانة لكل مواطن امريكي وليس للبيت الابيض فقط. لا نعتقد ان من حق نتنياهو الذي يملك جيشه ترسانة من الاسلحة النووية ان يقف واعظاء للامريكيين والعالم حول خطورة البرنامج النووي الايراني، وان يصف ايران او اي دولة اسلامية اخرى بأنها راعية للارهاب، ودماء شهداء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة لم تجف بعد. نتنياهو يكذب، بل يحترف الكذب، فعلى مدى السنوات الخمس الماضية وهو يحذر من قرب امتلاك اسلحة نووية، وفي احد خطاباته امام الاممالمتحدة اكد انها على بعد ستة اشهر من هذا الانجاز. في الماضي كانت اسرائيل الفتى المدلل لجميع الامريكيين تقريبا من قبل المعسكرين الديمقراطي والجمهوري، وها هو نتنياهو يبدأ الخطوة الاهم لتغيير هذه المعادلة، ويعود الفضل في هذا التحول المهم الى الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي اوقعه في هذه المصيدة التي نصبها بذكاء شديد طوال فترتي حكمه. ايران باتت على حافة انتاج اسلحة نووية، ان لم تكن قد انتجتها فعلا، وعلى الاسرائيليين ان يعترفوا بهذه الحقيقة ويحاولوا التعايش معها مثلما فعلت ادارة اوباما الامريكية الديمقراطية فكل تهديدات نتنياهو باستخدام الحل العسكري لتدمير البرنامج النووي الايراني فشلت فشلا ذريعا. عندما تتفاوض امريكا والدول الاربع الكبرى في مجلس الامن الى جانب المانيا مع ايران وتتوصل الى اتفاق وشيك يعترف بحق الاخيرة في التخصيب، وتسلم بامتلاكها الخبرة والمواد اللازمة لانتاج اسلحة نووية، وتتعهد برفع الحصار عنها، فهذا يعني تطبيقا للمثل الذي يقول "اذا لم تستطع هزيمتهم.. انضم اليهم". خمس سنوات والولاياتالمتحدة تحشد حاملات الطائرات في الخليج العربي، وتجري المناورات العسكرية برا وبحرا وجوا، وتبث الرعب من حرب وشيكة مع ايران في نفوس الحكومات الخليجية، وتدفعها الى شراء اسلحة وطائرات حديثة بأكثر من 150 مليار دولار استعدادا لهذه الحرب، ثم تتبخر هذه التهديدات فجأة، ويصحوا العرب على مفاوضات امريكية ايرانية سرية تؤدي الى اتفاق بتخفيف الحظر الاقتصادي، وانسحاب حاملات الطائرات وذيلها بين ارجلها. انها لعبة امم فاز فيها من لم يصرخ اولا، واعتمد على قدراته الذاتية، ولم ترهبه التهديدات، وتعامل مع امريكا واسرائيل من موقع الند. المصدر: رأي اليوم 5/3/2015م