أي قراءة للنتائج التي حققها المؤتمر الوطني في الانتخابات الأخيرة في الولاية الشمالية بعيداً عن النتائج التي حققتها الجبهة الإسلامية القومية العام 1986م في الولاية تبقي ظالمة لأهل الولاية لان التغيير الذي تم هناك لم يبدأ في عهد الإنقاذ وإنما بدأ منذ الستينات حينما فازت جبهة الميثاق الإسلامي بدائرة مروي من جملة ثلاث دوائر فازت بها في السودان. وفاز في هذه الدائرة الراحل محمد محمد صادق الكاروري وجاءت الجبهة الإسلامية لتفوز في العام 1986م بخمس دوائر من جملة تيع دوائر حينما فاز البروفيسور أحمد علي الأمام بدائرة دنقلا والأستاذ حسن ساتي بدائرة القولد والدكتور عبد الوهاب عثمان بدائرة ارقو والحفير وفاز الراحل إبراهيم عبيد الله والأستاذ ميرغني المزمل بدائرة الخريجين في الولاية. ولذلك فان فوز المؤتمر الوطني بكل الدوائر القومية ودائرة التمثيل النسبي ودوائر المرأة و 28 دائرة من دوائر المجلس التشريعي من جملة 29 دائرة وفوز الوالي ب 184 ألف صوت أي أكثر من نسبة 89% من أصوات الناخبين وفوز الرئيس ب 204،391 أي ما يعادل 92% من الأصوات هو تعبير منطقي عن ذلك التغيير الذي بدأ ولن يتوقف . لم يصوت اهل الولاية الشمالية للمؤتمر الوطني لانه شيد الطرق والجسور والسدود وبني المستشفيات والمدارس والجامعات ولكنهم صوتوا له لأنه أوفي بما وعد وحافظ على استقلال القرار وهوية البلاد ولذلك فان رد الدين لأهل الولاية التي قدمت من قبل مئات الشهداء وجاءت بتمرها وفولها في زاد المجاهد الوفاء لهذه الولاية بان نقدم خيرة أبنائنا ليكونوا عوناً لأخينا فتحي خليل. لا بد أن نقدم القوى الأمين والزاهد في السلطة لا الباحث عنها حتى لا تبقي الولاية عبئاً على المركز نريد أن تخرج الولاية من ولاية مدعومة الى ولاية داعمة بدعم الزراعة لا يفرض الضرائب عليها نريد وزراء لهم قدرة على جذب الاستثمار لا وزراء يبقون في الخرطوم أكثر مما يبقون في الولاية. نقلاً عن صحيفة الوفاق 28/4/2010م