قبيل الضربات التي وجهها ائتلاف من عشر دول تقوده المملكة العربية السعودية، كانت جماعة «الحوثيين» قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى عدن، حيث يتواجد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، منذ غادر العاصمة صنعاء بعد أن سيطرت عليها الجماعة المدعومة من إيران. ولعل ذلك مثالاً آخر على سعي قوات مدعومة إيرانياً إلى زعزعة حكومة صديقة للغرب، بعد بضعة أشهر من وصف أوباما لليمن بأنه قصة نجاح. ومن الطبيعي أن الفيالق الصحفية في البيت الأبيض أرادت أن يقر مساعد أوباما للشؤون الصحفية بأن الأمور لم تمض كما كان مخططاً لها. ولكن «جوش إيرنست» أبى، وأصرّ إصراراً تاماً على وجهة نظر أوباما، ولأكثر من ثلاث دقائق رفض الإقرار بأن نموذج الإدارة كان خطأً. وشدد على أن «ذلك النموذج حقق نجاحاً». وواصل الصحفي المتشكك «جونثان كارل» من قناة «إيه بي سي نيوز» الضغط عليه، إلا أن «إيرنست» رفض الإقرار بما هو واضح، وهو أن الإدارة أخفقت في رؤيتها ومساعيها من وراء الكواليس. وبالطبع كان ذلك محرجاً وغير قابل للتصديق. ولكن كانت له دلالاته، فالإدارة تخفق في كل شيء، ولم لا؟ فالمتطرفون من تنظيم «داعش» الإرهابي اجتاحوا سورياوالعراق. وأسفرت الحرب الأهلية في سوريا عن مصرع مئتي ألف شخص، وبسبب إخفاقنا في مساعدة «الجيش السوري الحر» في الوقت الملائم وبالأسلوب المناسب، بات في وضع يرثى له، بينما تقدمت إيران في سوريا ولبنان واليمن، في الوقت الذي يفعل فيه مقاتلوها ما لن نفعله.. وهو محاربة تنظيم «داعش» في العراق. وقد ضاق الحلفاء السُنة ذرعاً بسلبيتنا تجاه إيران ورغبتنا في استرضائها. وباتت «عملية السلام أضحوكة». والرئيس الأميركي يخبرنا بأن اليمن قصة نجاح. ولننظر ماذا كان سيحدث لو أن الرئيس جورج بوش رفض تصديق أن حرب العراق لا تمضي على ما يرام، وأنكر أن أي تغيير في الاستراتيجية بات مطلوباً، ولم يرسل أبداً التعزيزات. ومن المفارقة أن المنتقدين اتهموه بالعناد، وبأنه منفصل عن الواقع. وربما كان ذلك تشخصيًا صحيحًا للرئيس الخطأ. *محللة سياسية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس» المصدر: الاتحاد 29/3/2015م