بالرغم من الاستعدادات الجارية التي يقوم بها عدد من الأحزاب المشاركة في الانتخابات المزمع قيامها في 13 من أبريل الجاري، إلا أن عملية تأمين الانتخابات أصبحت تشكل هاجساً كبيراً للدولة والقائمين على عملية الانتخابات، نسبة لوجود بعض القوى السياسية والحركات المسلحة التي أعلنت صراحة في عدد من المناسبات، معارضتها ورفضها قيام العملية الانتخابية، بل أعلنت استعدادها لعملية التخريب خاصة في مناطق الحروب والتماس مثل ولايات النيل الأزرق وجنوب كردفان، التي تكثر فيها الحركات المتمردة لمقاطعة العملية الانتخابية على الرغم من كونها استحقاقاً قانونياً ودستورياً يجب تنفيذه، الأمر الذي دفع وزارة الداخلية إلى تخريج عدد كبير من القوات النظامية أخرها كان أمس الأول لتأمين الانتخابات من أية عملية تخريب تعتريها، وأكدت الشرطة إنها حشدت قواتها لصرف التعليمات النهائية لتأمين عملية الاقتراع التي تنطلق يوم الاثنين المقبل. وللاستعداد للعملية الانتخابية كشفت قوات الشرطة عن مشاركة ((75)) ألف شرطي لتأمين العملية الانتخابية المزمع قيامها الشهر المقبل، بينهم ((70)) ألف شرطي و ((5)) آلاف ضابط ابتعث لتلقي دورات تدريبية بالخارج حول كيفية تأمين الانتخابات. وقال المتحدث الرسمي باسم قوات الشرطة اللواء السر أحمد عمر في مؤتمر صحفي سابق مشترك مع مفوضية الانتخابات بعنوان ((تأمين الانتخابات.. المفهوم والتحديات)) إن الشرطة لا تتدخل في الجانب الفني الذي تديره المفوضية بغرض الاقتراع، مضيفاً "لن نقوم بتحريك صناديق الاقتراع بل إن مناديب الأحزاب هم من يقومون بذلك" معلناً عن قوات أعدت للتدخل السريع في كامل جاهزيتها لإحباط أي اختراق يعمل على زعزعة الوضع الأمني للعملية الانتخابية، حيث لم يستبعد السر عمليات تخريبية، مستدركاً بإعلانه جاهزية قواته لإحباط أي تفلت أو عمل تخريبي واحتوائه بواسطة قوات التدخل السريع. وأوضح أن تأمين الشرطة لهذه الانتخابات لا يؤثر ولا يتعارض مع بقية الأنشطة الشرطية في قطاعاتها، حيث أعلنت ثلاث ولايات على الحدود مع دولة جنوب السودان عن تدابير أمنية خاصة من بينها إغلاق الحدود لتامين الانتخابات،واتخذت حكومة ولاية شرق دارفور إجراءات تم بموجبها إغلاق كاف المنافذ على الحدود الرابطة بينها وبين دولة الجنوب في إطار الترتيبات الجارية لتأمين الانتخابات، وقال نائب والي شرق دارفور إن لجان الأمن وضعت خطة مشتركة لتأمين الحدود بين شرقي دارفور وولايات كردفان، معلناً عن قوات منتشرة في خط التماس بين محلية بحر العرب وبحر الغزال لمنع تسلل أية عناصر تقوم بعمليات تخريبية، مؤكداً أن الترتيبات المتعلقة بالانتخابات اكتملت، وان الولاية مهيأة للدخول في عملية الاقتراع، من جانبهما كشفت حكومتا ولايتي غرب وجنوب كردفان عن تنسيق عسكري لتأمين الحدود وضبط الأوضاع الأمنية. وقال والي غرب كردفان أحمد خميس، إن ولايته تضع كل قدراتها العسكرية لدعم ولاية جنوب كردفان ((لإن المصير واحد والعدو مشترك وانطلاقاً من إن المصير واحد)) وأضاف أن أي تهديد لجنوب كردفان يمثل تهديداً مباشراً لإنسان غرب كردفان، وأكدت حكومة جنوب كردفان قدرتها على تامين الانتخابات، وأوضح واليها آدم الفكي أن الدولة وضعت كل قدرتها العسكرية لتامين الولاية، انطلاقاً من واجبها الدستوري، معتبراً الانتخابات حقاً لمواطني الولاية، داعياً مواطني الولاية لعدم الاستجابة لما سماها ((الشائعات المغرضة) وتفويت الفرصة على العابثين بأمن المواطنين واستقرارهم. وفي ذات السياق لجهود تأمين الانتخابات، أعلنت غرفة تأمين الانتخابات بولاية الخرطوم عن حشد كامل لقوات الشرطة المعنية بتأمين الانتخابات، لتلقي التوجيهات النهائية والأخيرة بشأن الضوابط القانونية المتبعة في المراقبة والتأمين الخاصة بمراكز الانتخابات، وكشف رئيس الغرفة اللواء بحر الدين عبد الله، عن خطة إطارية للشرطة لكل المراحل الانتخابية من ترسيم الدوائر، حتى الفرز وإعلان النتيجة وما بعدها، مؤكداً في تصريحات تلفزيونية سابقة أن الشرطة أكملت تنفيذ خطتها في كل المراحل السابقة للعملية الانتخابية وتستعد للمرحلة القادمة، مضيفاً إن الكثير من الوسائط الالكترونية تبث الشائعات التي تفيد بحدوث بلبلة وعدم استقرار امني فترة الانتخابات، مؤكداً أنها شائعات كذبها الواقع. وقال إن الشرطة موجودة حول المراكز وليست داخلها، ولا تتدخل إلا عند الضرورة القصوى، حسب تقديرات مناديب الأحزاب وموظفي المفوضية، وتابع قائلاً إنه تم تدريب وتأهيل كل القوات على العملية الانتخابية في السلوك والمعاملة تجاه المواطن، والتعامل بحكمة القانون. وبحسب إفادات مراقبين فإن تأمين عملية الانتخابات أمر ضروري يجب أن يكون بصورة مكثفة، مبينين أن الأوضاع السياسية المتوترة بين الأحزاب الرافضة المشاركة في الانتخابات بجانب الحركات المتمردة حاملة السلاح، من شأنه أن يشكل خطراً على العملية الانتخابية، كاشفين أن هدف بعض الحركات المتمردة هو تخريب عملية الانتخابات خاصة في مناطق الحرب والنزاعات والمناطق الطرفية، لذلك أصبح تأمين الانتخابات ضرورة ملحة في ظل هذا الوضع من التهديد. نقلاً عن صحيفة الصحافة 2015/4/9م