شهدت مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل ، شمالي دولة جنوب السودان ، الغنية بالنفط ، مواجهات مسلحة بين حرس الحاكم سايمون كون فوج (قوات الجيش) ، وجنود تابعين للجنرال جونسون أولونج نائب قائد منطقة أعالي النيل العسكرية (مليشيات منافسة موالية للحكومة) ، فجر الأربعاء ، قرب مقر إقامة الحاكم بحي (جلابة) وسط المدينة. وحسب مصادر مطلعة فان عدد من الأشخاص اصيبوا بجروح في القتال ، كما اضطر نحو 2000 شخص إلى اللجوء إلى مخيم تابع للأمم المتحدة في المدينة فراراً من المعارك. وافاد شهود عيان، ان الاشتباكات أدت إلى مقتل اثنين من حرس حاكم الولاية ، بالإضافة إلى مقتل اثنين من جنود الجنرال أولينج ، ولم تتضح حتى الآن الأسباب التي أدت إلى اندلاع المواجهات بين الطرفين في الولاية التي ظلت تعيش حالة توتر. واندلع نزاع قبلي في أعقاب مقتل اللواء جيمس بوقو نائب اللواء جونسون أولينج مطلع الشهر الماضي على يد مجموعة مسلحة تنتمي لقبيلة الدينكا في منطقة (أكوكا) شرقي ولاية أعالي النيل في نزاع متعلق بتبعية المنطقة. وكان اللواء جونسون أولينج المتمرد السابق قد أعلن انضمامه للحكومة في العام 2012، بعد أن كان قائداً لمليشيا محلية هدفها استعادة أراضي قبيلة الشلك التي تم نهبها من قبل قبيلة الدينكا، بحسب زعمه، وبعد انضمامه تم تعيينه قائداً لمنطقة واو شلك تحت قيادة الفرقة الأولى بأعالي النيل. وبحسب وكالة "الأناضول"، فإن سلطات حكومة الولاية برئاسة الحاكم سايمون كون فوج قد دخلت في اجتماعات مغلقة في العاصمة جوبا للتباحث حول التطورات الأخيرة في ملكال. ولم يصدر عن حكومة جنوب السودان أي تعليق على تلك الاشتباكات حتى الآن. وقد شهدت مدينة مالكال -الواقعة في ولاية النيل الأعلى الشمالية الشرقية - نشوب القتال غير مرة في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية في جنوب السودان في ديسمبر 2013. وتناوبت السيطرة على المدينة قوات حكومة الجنوب والمتمردون في أوقات مختلفة. وكان طرفا النزاع بدولة جنوب السودان، فشلا في التوصل إلى اتفاق سلام في محادثات متكررة جرت بينهما لإنهاء الحرب المستمرة منذ 14 شهراً، وأسفرت عن مقتل الآلاف، بالإضافة إلى نزوح نحو 1,5 مليون شخص. وفي الخامس من مارس الماضي، تأجلت المفاوضات، التي ترعاها الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيقاد"، إلى أجل غير مسمى، جراء عدم الوصول إلى اتفاق بعد انتهاء مهلة "إيقاد". وفرضت الأممالمتحدة عقوبات محدودة وحذرت الولاياتالمتحدة الطرفين باتخاذ المزيد من الإجراءات. وبدأت الحرب بين الطرفين عندما اتهم الرئيس سيلفا كير نائبه السابق ريك مشار بالتخطيط لتنفيذ انقلاب. ونفى مشار الاتهامات، لكنه حشد قوة متمردة لقتال قوات الحكومة.