اتسع نطاق المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين في جنوب السودان أمس، إذ أعلنت القوات الحكومية سيطرتها على ولاية أعالي النيل الغنية بالنفط، بينما قال المتمردون إن قواتهم تقاتل في ولاية الوحدة وتستعد للسيطرة على بور عاصمة ولاية جونقلي. وحذّر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أمس، من أن «العقوبات الدولية المقترحة من شأنها جعل الحرب الأهلية الدائرة في البلاد أكثر سوءاً». وقال المكتب الرئاسي في جوبا في بيان: «حالياً يُعتبَر النقاش حول العقوبات غير مجد»، واصفاً جنوب السودان بأنه عبارة عن «جمرة قد تشتعل في أي وقت». وتابع البيان أن «العقوبات لن تساهم سوى في إشعال نيران التوترات الحالية. ولن تسرّع الحوار أو التوصل إلى تسوية كما أنها لن توفر الغذاء والعمل لشعب جنوب السودان». وكانت سفيرة واشنطن لدى الأممالمتحدة سامنثا باور صرحت الخميس الماضي، أن بلادها تعمل مع مجلس الأمن على جمع أدلة توصل إلى فرض عقوبات، موضحةً أن المجتمع الدولي يسجل لسلفاكير وزعيم المتمردين رياك مشار تجاهلهما المخجل للأزمة الإنسانية الكارثية التي يواجهها شعب جنوب السودان. إلى ذلك، قال الناطق باسم الرئاسة أتيني ويك إن القوات الحكومية تسيطر بالكامل على حقول النفط في ولاية أعالي النيل، الأمر الذي ينفيه المتمردون. وأضاف: «تم تحرير أعالي النيل من المتمردين ومن جونسون أولوني. مواطنونا وحقولنا النفطية تحت حماية جيش حكومة جنوب السودان». وزاد: «نحن نحزن لفقد أرواح مواطنين من جنوب السودان وسنبذل كل ما في وسعنا لضمان عودة الهدوء إلى حياة أهل أعالي النيل». وغادر 404 من موظفي الشركة الوطنية الصينية للبترول العاملين في حقل بالتوش النفطي الذي يُعَد أكبر حقول ولاية أعالي النيل. وقال وزير النفط في حكومة جوبا استيفن ديو داو إن المواجهات التي وقعت بين الجيش والمتمردين في مدينة ملوط في ولاية أعالي النيل (شمال) لم تصل إلى مناطق إنتاج النفط في حقل فلوج الذي يبعد 30 كيلومتراً عن المدينة. في المقابل، قال المتمردون إنهم استولوا على كمية عتاد عسكري تابعة للجيش في ولاية الوحدة، من بينها دبابات وشاحنات وناقلات جند مدرعة. وصرح القيادي في حركة التمرد قين خميس، بأنهم تصدوا لهجوم من قبل القوات الحكومية في منطقة نييل ي مقاطعة فانجار، زاعماً أسر عشرات الجنود وفرار مئات منهم. ويستعد المتمردون لمهاجمة مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي. وذكرت تقارير وردت أمس، أن معلومات استخبارية أفادت بأن القوات الحكومية بدأت بالتراجع عن مدينة بور التي يُتوقَع أن تهاجمها المعارضة خلال يومين. على صعيد آخر، أعلنت الأممالمتحدة فتح تحقيق في شأن إطلاق نحو 22 قذيفة على مجمع لقوات حفظ السلام في مدينة ميلوت قرب حقول نفط بالوتش، الذي أودى بحياة 8 مدنيين. وقال مسؤول من جنوب السودان إن 4 مدنيين قتلوا بعد إطلاق قذيفتي مورتر، لكن المسؤول في قوات حفظ السلام إدموند موليت أفاد بأن 8 مدنيين قتِلوا بعد سقوط 22 قذيفة على المجمّع. وفي شأن آخر، كشف الناطق الرسمي لحكومة جنوب السودان مايكل ماكوي، أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تحركات ديبلوماسية مكثفة، تستهدف وضع حد للاتهامات المتبادلة بين الخرطوموجوبا، في شأن دعم كل منهما حركات التمرد على أرض الآخر. إلى ذلك، أعلنت الخرطوم أن 15 رئيس دولة وحكومة سيشاركون في مراسم تنصيب الرئيس عمر البشير لدورة رئاسية جديدة في 2 حزيران (يونيو) المقبل، من بينهم رؤساء مصر وإثيوبيا وأريتريا وتشاد، وممثلين عن رؤساء دول عربية والصين وروسيا ودول البحيرات العظمى. المصدر: الحياة 24/5/2015م