أعلنت وزارة الدفاع الالمانية أمس الاحد بأن نحو مئة جندي تابعين للجيش الألماني، سوف يتم ارسالهم إلى اسرائيل، من أجل التدرب على مكافحة الإرهاب، والقتال داخل المدن. وذكر بيان وزارة الدفاع أن الجنود سيتلقون تدريبهم في مركز امني خاص، بحيث يشمل البرنامج التدريبي المعد لهم من المؤسسة الاسرائيلية «القتال داخل المدن، ومواجهة الأهداف الإرهابية بين المدنيين. وأوضح البيان أن هذه الرحلة التدريبية تندرج ضمن سلسلة التعاون الألماني الإسرائيلي القائم منذ أعوام. من جهتها ذكرت صحيفة فيلت أم زونتاغ الالمانية أن المهمة التدريبية سوف تقام الخريف المقبل في «مركز التدريب على حرب المدن» في إسرائيل. وأوضحت الصحيفة «أنه يتم التدريب في هذا المركز على التصدي للإرهابيين الذين يحتمون خلف المدنيين او يحتمون داخل مساكن خاصة بالمدنيين، بالاضافة إلى تحرير الرهائن، أو المواجهات عبر الأنفاق الارضية». وكانت «القدس العربي» قد سلطت الضوء على نية الحكومة الألمانية إرسال جنود لها ابان الحرب على غزة، للتدرب على حرب الانفاق والتي خاضتها حركة حماس ضد الجيش الاسرائيلي العام الماضي. ويبدوا أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ونجاح حركة حماس في الدخول لمواقع عسكرية إسرائيلية وما تبعه من تقنيات قتالية بسيطة التنفيذ ومحكمة الأداء، أدى إلى قرع ناقوس الخطر في المؤسسة العسكرية الألمانية بضرورة إنشاء قوات قتالية خاصة لقتال الأنفاق، تكون مدربة تدريبا خاصا وتكون مجهزة بتقنيات مختلفة عن التقنيات المستخدمة للقوات القتالية البرية. إذ أرتأت المؤسسة العسكرية الألمانية وضمن توصيات خاصة أرسلت إلى البرلمان الالماني وإلى اللجان الخاصة بمناقشة التدريب العسكري التابعة لوزارة الدفاع، حسب صحيفة دي فيلت وموقع تاغس شأو الالكتروني، بضرورة ابتعاث عشرات الجنود الألمان من القوات القتالية البرية والخاصة إلى إسرائيل وذلك لتبادل معلومات مع الجيش الإسرائيلي ولإقامة تدريبات على أرض الواقع تحاكي حرب غزة. وأثار القرار المؤسسة العسكرية العام الماضي2014 جدلا داخل الاوساط الالمانية في ذلك الحين، حيث كتبت صحيفة هاندلس بلات الالمانية وقتها «أنه بالرغم من أجواء الحرب في غزة والمخاطر المترتبة على ذلك يجري الحديث عن ارسال جنود المان في خضم هذه المعارك من أجل التدريب في اسرائيل على حروب الانفاق. ونظرا للتكتيم الإعلامي وحساسية الموقف العسكري، لم يعرف ان كانت المانيا قد أرسلت العام الماضي 250 جنديا وتم تدريبهم داخل اسرائيل فعلا، أم أن الجدل الذي دار وقتها من ربط التدريب بالحرب الاسرائيلية على غزة قد أدى إلى تأجيل الموضوع للعام الذي يليه. وكان موقع «تاغس شاو» التابع لشبكة «اي ار دي» التلفزيونية قد بث وقتها عن مصادر خاصة في وزارة الدفاع بأن الهدف الذي ترجوه المانيا هو تدريبي بحت وهو تطوير لأفراد الجيش الألماني وتقنياته المستخدم لمواكبة كل ما هو جديد وهو جزء من الاستعدادات لأي تهديدات للجنود الألمان المتواجدين في الخارج. ونفت المصادر أي ربط بين ما يجري في غزة بين حماس وإسرائيل وبين إرسال جنود ألمان إلى إسرائيل لتدريبهم مؤكدة ان هذه التدريبات تم إقرارها قبل الحرب على غزة بفترة طويلة. يذكر أن الجدل المصاحب لإرسال الجنود إلى الألمان إلى اسرائيل والحرب الاسرائيلية على غزة أدى إلى مطالبة العديد من الالمان إلى مساعدة الفلسطينيين في القطاع. حيث طالب عدد من المثقفين والفنانين الألمان في رسالة مفتوحة إلى المستشارة الألمانية انغيلا ميركل بمساعدة غزة والعمل على فتح المعابر. وقالت الرسالة ان إسرائيل تقصف المستشفيات والمدارس وان الفلسطينيين أصبحوا سجناء داخل غزة وانه يترتب على المانيا العمل على مساعدة قطاع غزة. وكان من بين أبرز الموقعين على الرسالة الروائي الألماني إنغو شولتزه والمغنية والممثلة الألمانية نينا هاغن والناشط والصحافي روبرت نويديك. المصدر: القدس العربي 31/8/2015م
