* قلت أمس إن المعارضة الراشدة في البرلمان وأجهزة الإعلام والمنابر الفكرية والمساجد ومواقع التواصل الاجتماعي على الأقل ستضع الجميع في برج المراقبة وستحد من مظاهر الفساد والفوضى وتقتل الجهوية والقبلية والعنصرية. * الأحزاب السودانية جميعها بلا (فرز) شاركت في تركيبة الحكم الحالية. * حتى الحزب الشيوعي العدو (التقليدي) – المفترض – اعترف أمس في تصريحات نشرتها إحدى الصحف الزميلة بأن دوره منتشرة في مختلف أنحاء العاصمة وفي العديد من مدن الولايات. * وقال سليمان حامد عضو اللجنة المركزية إن الحزب الشيوعي مر بكل التجارب وعقد مؤتمره الرابع والخامس والآن يرتب لعقد مؤتمره السادس وقلل من تأثير السلطات على العمل العلني لحزبه. * إذا الحزب الشيوعي مكمل (للنظام) ويعمل في العلن ووفق اللوائح المنظمة لنشاط الأحزاب ويمارس دوره وسط قواعده. * الحركات المسلحة التي قاتلت النظام هي الأخرى تحولت إلى أحزاب وانخرطت في العمل السياسي المباشر وسط الناس وتحت ضوء الشمس. * قواعد الأحزاب (التقليدية) أصبحت ما بين الصوفية والتيار السلبي وجميعها مشارك في السلطة. * محاولات الإقصاء من الخارطة السياسية تتسابق فيها كوادر الأحزاب العقائدية بعد فشلها في طرح الأفكار. * الحركة الإسلامية السودانية لم تعد هي حركة ما قبل الحكم فقد تناوشتها السلطة وصارعتها رياح المتغيرات الإقليمية والدولية ولم تعد تلبي طموحات عضويتها رغم الجهود التي تقوم بها مؤخراً في مشروع الهجرة إلى الله. * أغلب كوادر الحركة الإسلامية ولا أقول كلهم وضعوا أنفسهم في خانة المدافع على الدوام فقد حاصرتهم أحاديث (الفساد) وعجزوا عن (التبرير) ولزموا الصمت واختاروا طريق الابتعاد عن مجالس النقاش بل انساق بعضهم مع الرأي العام وصنف نفسه (مصلحاً). * أكثر من سبب يجعل هذه الكوادر التي كان صوتها مسموعاً وفكرتها واضحة ومشروعها ماضياً تقف في الخانة السلبية لأنها إما انشغلت بالسلطة أو ابتعدت عن القيادات التي كانت حاضرة معها في كل مكان. * المؤتمر الوطني يحتاج إلى إعادة ترتيب (أوراقه) والحركة الإسلامية عليها الخروج من الصفوية وأخذ زمام المبادرة والانتقال من خانة الدفاع إلى خانة (الهجوم). * الحزب الشيوعي السوداني في نسخته الحالية لم يعد ذلك الحزب الذي يستند إلى (الماركسية) فقد انتظمت كوادره في المساجد وصار يبدأ اجتماعاته ولقاءاته الفكرية (باسم الله) وغابت مساء الخير التي كنت محفل البداية والنهاية. * إن كان للحركة الإسلامية نجاح فهو إرغام كوادر الحزب الشيوعي على الدخول إلى المساجد والتأثير عليها بمظاهر (التدين) الذي بان في العديد منهم. * بات أمراً عادياً أن يتوقف أي اجتماع (للصلاة). * إن كان الأمر هكذا فإن ممانعة الحزب العجوز المشاركة في الحوار لا تعني أنه خارج منظومة المعارضة الرشيدة التي تتخذ السياسة هدفاً لإسقاط النظام. * وإن كان الأمر هكذا فإن الحركة الإسلامية والحزب الشيوعي يسيران في اتجاه واحد ربما يغير الخارطة السياسية. * مياه كثيرة تجرى تحت جسر الأحزاب السياسية وقياداتها. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 2015/9/2م