استحوذت الاعتداءات التي تعرض لها أعضاء الوفد الإعلامي المرافق للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في نيويورك على اهتمام المصريين طوال الأيام الماضية، وهيمن الجدل بشأنها على شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت وحتى البرامج التلفزيونية، لتطغى على كلمة السيسي ذاته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتعرض بشكل أساس كل من الإعلامي يوسف الحسيني والإعلامي محمد شردي لاعتداءات لفظية من قبل متظاهرين مصريين في نيويورك يعارضون نظام السيسي، فيما أظهرت تسجيلات الفيديو تبادل الشتائم البذيئة بين بعض المتظاهرين وبين الإعلاميين، فيما تحولت الحادثة التي نشرت لها عشرات الفيديوهات على موقع «يوتيوب» إلى موضوع للجدل في مصر طوال يومين على الأقل، خاصة وأن الحسيني علق بعدد من التغريدات بعد الحادثة التي تعرض لها. وتصدر الهاشتاغ (#يوسف_الحسيني) و(#قفا_الحسيني) قائمة الوسوم الأكثر تداولاً على «تويتر» ليومين بعد أن انتشر فيديو يظهر فيه الملاسنة الحادة بين الحسيني وبين عدد المتظاهرين المصريين في أحد شوارع نيويورك، فيما قام أحد الأشخاص بضرب الحسيني على رقبته خلال الملاسنة، وهو ما يسميه المصريون «الضرب على القفا» وهي اعتداء رمزي وليس ضرباً جدياً مؤذياً. وظهر في أحد الفيديوهات التي استعرضتها «القدس العربي» الإعلامي محمد شردي وهو يطلب من أحد رجال الشرطة الأمريكية في نيويورك مصادرة الهاتف المحمول لأحد الأشخاص بسبب أنه يقوم بالتصوير، حيث يدعوه إلى مصادرة الهاتف وما فيه من تسجيلات قبل نشرها على الانترنت، وهو ما أثار العديد من التعليقات على الانترنت بسبب أن القوانين في الولاياتالمتحدة لا يمكن أن تجيز لشرطي أو رجل أمن أن يصادر الهاتف المحمول لأي شخص، أو حتى يطلب من شخص أن يحذف مادة عن هاتفه الشخصي أو يطلب تفتيشه في أي حال من الأحوال، فضلاً عن أن التصوير تم في أحد شوارع نيويورك، أي في مكان عام لا يجوز فيه لرجال الأمن التدخل مع أي شخص لا ينتهك القانون. ودفعت حادثة الاعتداء على الوفد الإعلامي المصري وزارة الخارجية في القاهرة إلى مطالبة السلطات الأمريكية بالتدخل لمعاقبة المعتدين، كما سجل الإعلامي يوسف الحسيني بلاغاً لدى شرطة نيويورك يطالب فيه باعتقال ومحاسبة المعتدين. استنكار للاعتداء وانشغلت برنامج تلفزيونية مصرية عدة والصحف ومواقع الانترنت باستنكار الاعتداء على الصحافيين، حيث تناولت أغلب برامج «التوك شو» الحادثة، كما تعرض لها العديد من النشطاء والمتابعين ومواقع انترنت. وكتب الحقوقي المصري والناشط المعروف نجاد البرعي عبر حسابه على «تويتر»: «حزين بشدة بسبب هذا الاعتداء الغاشم على الصحافيين المصريين المرافقين للرئيس في نيويورك؛ من بعض الصبية الذين تركوا رفاقهم في مصر وحدهم وهاجروا» وأضاف: «المعارضة لا تكون بالضرب على القفا يا خفيف منك له، ولو رجالة تعالوا معانا هنا مش تعملوا شجعان في نيويورك، عيب، البلطجة سهلة». وقال الإعلامي المصري أحمد موسى الذي كان ضمن الوفد المصري إلى نيويورك إن حادث الاعتداء على الإعلاميين «يكشف أمريكا التي تتكلم عن حقوق الإنسان وحماية الحريات». مضيفاً: «هذه الدولة شريكة في الإرهاب، نعم الولاياتالمتحدة شريكة ومتواطئة مع الإرهاب، الأمر الآخر هو أن الولاياتالمتحدة لا علاقة لها أبداً بما يسمونه الحريات وحقوق الإنسان، حيث تم الاعتداء على زملائنا في حماية الشرطة الأمريكية التي لم تحجز أحداً ولم تمنع أحداً». وبحسب الإعلامي موسى الذي كان يتحدث من نيويورك لقناة «صدى البلد» فان «الولاياتالمتحدة ليست دولة قانون، بل هي أكثر دولة يتم فيها انتهاك القانون وبشكل يومي». وأضاف: «هناك تضليل في الإعلام الأمريكي الذي نركض خلفه، فالولاياتالمتحدة ليست دولة عظيمة، وانما هي دولة حقيرة ومنحطة». وأكد أن الإعلاميين الذين تعرضوا للاعتداء في نيويورك كانوا «مؤدبين جداً» بينما كان المتظاهرون يكيلون الشتائم، مشيراً إلى أن «الاعتداء اللفظي تحول إلى اعتداء جسدي، لكن الحسيني وشردي صمدوا ببطولة أمام الميليشيا الإرهابية جماعة الإخوان المسلمين». ولاحقاً للجدل الذي ثار على الانترنت، أجرت قناة «الشرق» المصرية المعارضة حواراً مع ناشط مصري في نيويورك يدعى سعيد العباسي، مشيرة إلى أنه هو الذي صفع الإعلامي يوسف الحسيني في نيويورك. وقال العباسي: «كان لازم يبقى للحسيني استقبال يليق به، نحن لا نقتل ولا نعتدي على أحد ولكن ما حدث استقبال يليق به وبجميع المنافقين أمثاله». وتابع: «كان مهرجان القفا للجميع، ودي أقل حاجة أقدمها للمعتقلين واللي ماتوا وللرئيس محمد مرسي». وأوضح أن الشرطة الأمريكية احتجزته لمدة ساعتين بتهمة التعدي على ضابط، وهذه تعد جريمة، لكنه استطاع اثبات براءته، على حد تعبيره، مضيفاً: «ده الفرق بين شرطة محترمة وشرطة تقتل الناس في الشوارع». المصدر: القدس العربي 4/10/2015م