جاء في أنباء الأسبوع الماضي أن مجلس الوزراء أجاز مواجهات الموازنة العامة للعام المالي 2016م، وقال الخبر : (جاءت الموجهات في محاور متعددة، حيث تضمن محور الاستقرار والنو الاقتصادي موجهات تتعلق بزيادة معدل النمو الاقتصادي وزيادة حجم ومعدل الاستثمار المحلي والاجنبي، وارتكز محور القطاعات الانتاجية على زيادة الانتاج والانتاجية وتحسين وتطوير أداء البنيات التحتية مع التوسع المستمر في انتاج الكهرباء وحصاد المياه. واشتمل محور القطاع النقدي على تخفيض معدل التضخم واستكمال اجراءات مبادلة الجنيه السوداني باليوان الصيني، فضلاً عن الاهتمام بتمويل الصناعات الصغيرة وترشيد استخدام النقد الاجنبي). أكاد أبصم على هذه الموجهات التي وضعتها الميزانية في محاور، فهي كل ما يحتاجه الاقتصاد السوداني وأي اقتصاد لينهض، فقط تبقت لنا معرفة الكيفية التي ستتحقق بها هذه الموجهات في محاورها المختلفة. لذا فإن تساؤلاتنا تتجه صوب الخطط والبرامج والآليات التي سيتم عبرها تنفيذ تلك الموجهات. في محور زيادة النمو، مثلاً ما هي الآليات الرافعة لزيادة معدل النمو؟. زيادة معدل النمو يمكن أن تتم عبر زيادة عائدات البترول او زيادة انتاج المعادن، وهنا يفرق أن تزيد معدلات النمو عبر الموارد غير الناضبة مثل الزراعة وزيادة معدلات الانتاج الصناعي بالبلاد، قبل نحو عشر سنوات وصلنا الى 13% معدل نمو اعتمادا على البترول ولكن سرعان ما تراجعنا الى معدلات نمو في حدود 3% بسبب تراجع معدلات الانتاج بعد الانفصال وتراجع الاسعار العالمي. في تقريرها الاخير الاسبوع الماضي توقعت مجلة الايكونومست أن يتراجع معدل النمو في السودان من 3.1% الى 2.5% العام 2016 بسبب شح الامطار هذا العام بينما سيتصاعد معدل النمو في العام 2017 نسبة للتحسن التدريجي الذي سيتم في انتاج البترول بعد دخول حقول جديدة من ضمنها حقل الراوات بالنيل الابيض. معدل النمو اعلاه متدن وليس في مستوى طموح الدولة التيتعول على معدل نمو يبلغ التسعة الى عشرة في المائة، ولكن المشكلة انها لا تقول لنا أين هو ذلك القطاع الذي سيمثل قاطرة هذا النمو؟ مؤكد ليس هو قطاع البترول نسبة لتدني الاسعار الحالي في قطاع الطاقة والمتوقع له الاستمرار، ولن يكون القطاع الزراعي او الحيواني بسبب الاشكالات التي تحيط بهما وابرزها حالياً شح الامطار، وليس من تعويل على القطاع الصناعي فهذا القطاع اصيب بتدمير كامل. الخطر، كل الخطر، أن تكون الميزانية قد اعتمدت في زيادة معدلات النمو على المعادن فحينها سنكون وقعنا في وهم نمو معتمد على موارد ناضبة، وتلك لن تسعفنا طويلا كما لم تسعفنا معدلات النمو التي حققناها بالبترول في السابق. نقلاً عن صحيفة اليوم التالي 4/10/2015م