في الوقت الذي أعلن فيه «حزب الأمة القومي» المعارض عدم مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني الذي دعت إليه الحكومة السودانية يوم السبت، تضاربت الأنباء حول مشاركة «الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل» الذي يتزعمه محمد عثمان الميرغني ويشارك في حكومة البشير. حزب الأمة أصدر بيانا من داره بأمدرمان قطع فيه بعدم مشاركته، وذلك في الوقت الذي تلقى فيه رئيسه الصادق المهدي- الذي يقيم بالقاهرة- دعوة رسمية للمشاركة سلمها له مساعدا الرئيس، ابراهيم محمود وعبد الرحمن الصادق «ابنه». وكان الناطق باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل»، ابراهيم ميرغني، أصدر بيانا نفى من خلاله مشاركة حزبه في مؤتمر الحوار. لكن نجل الميرغني، ومساعد أول رئيس الجمهورية «الحسن» ترأس اجتماعا للحزب أجاز فيه رؤيته للمشاركة في مؤتمر الحوار، واصفا المؤتمر بأنه بداية إصلاح الدولة. ووصف مراقبون هذا التناقض بأنه «دليل على الخلافات الكبيرة داخل الحزب». المشهد المربك في دوائر الحزب الاتحادي الديمقراطي،لا يوجد في حزب الأمة القومي الذي أصدر بيانا أكد فيه بوضوح عدم مشاركته في مؤتمر السبت. وأشار البيان إلى «أن الحوار المطلوب لابد أن يبدأ بمؤتمر تحضيريّ في مقر الاتّحاد الإفريقيّ بأديس أبابا وتحت مظلّة الآليّة الإفريقيّة رفيعة المستوى، ووفقا لقرار مجلس السّلم والأمن الإفريقي رقم 539 ومن ثمّ الانتقال إلى المؤتمر القوميّ الدستوريّ الجامع الذي يُشارك فيه كلّ أهل السودان بمختلف توجُّهاتهم وانتماءاتهم». وطالب حزب الأمة في بيانه بعدة استحقاقات قبيل بدء الحوار في مقدمتها إيقاف الحرب وفتح ممرّات آمنة للإغاثة الإنسانيّة وإطلاق سراح كافّة المعتقلين والمحكومين سياسيّا وكفالة الحرّيات العامّة واحترام حقوق الإنسان والكفّ عن ملاحقة النّاشطين السّياسيين ومنعهم من السفر وتأكيد توفير الضمانات اللاّزمة لتنفيذ مخرجات الحوار بسقوفات زمنيّة محددة يُتّفق عليها. وقال حزب الأمة في بيانه إنهم مع الحوار «و الدّعوة إلى الحلّ الشّامل الّذي يحققُ السّلام العادل الشّامل والتّحول الدّيمقراطي الكامل عن طريق حوار بمقدمات تُثبتُ جديّة النّظام وتقوّى الثّقة في نتائجه.. حوارلا يُستثنى منه أحد ولا يُهيمن عليه أحد، تُديره شخصيّة محايدة وتُطرح على طاولته كلّ المشاكل وتكفل الضّمانات اللازمة لجميع المشاركين فيه ويشهده مُمثّلون لأشقّاء وأصدقاء وجيران السودان تحت مظلة الآليّة الإفريقيّة رفيعة المستوى». وكان المهدي حدد ستة شروط – من قبل – للدخول مع الحكومة في حوار جاد من أجل الخروج بالبلاد من أزماتها المتعددة. ومن ضمن هذه الشروط تحديد مبادئ الحوار بالنص على هدفي السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل، إضافة لما سماه بالتعامل الواقعي مع المحكمة الجنائية الدولية عبر البند 16 من نظام روما بما يوفق بين المساءلة والاستقرار بإحدى وسائل العدالة الانتقالية. وعلى صعيد الحكومة، اكتملت جميع الترتيبات والاستعدادات لبدء الحوار الوطني السبت المقبل بمشاركة من القوى السياسية والحركات المسلحة ومراقبين من الاتحاد الافريقي والجامعة العربية. وفي الوقت الذي لم تتضح فيه مشاركة الاتحاد الإفريقي والآلية رفيعة المستوى في المؤتمر، أبدت الجامعة العربية ترحيبها بالخطوة، واصفة المؤتمر بأنه «مرحلة جديدة في طريق الاستقرار والسلام في السودان». وأعلنت الجامعة العربية مشاركتها بوفد رفيع يصل يوم الجمعة يترأسه الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية. ورغم الرفض الواضح لقادة الحركات المسلحة بالمشاركة في هذا المؤتمر، أعلنت الحكومة عن مفاجأة في قائمة المشاركين يتم الكشف عنها صبيحة السبت المقبل. وكان البشير قد وصف المؤتمر – في احتفال عسكري – بأنه «آخر فرصة للتسوية السياسية في السودان». وعلى صعيد التغطية الإعلامية للمؤتمر، يحظى هذا الحدث باهتمام كبير. فقد أكد مدير عام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بالسودان، الزبير عثمان أحمد، بث الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني، على أكثر من 10 أقمار اصطناعية، تبث عبرها شبكة قنوات تلفزيون السودان، والإذاعة السودانية والخدمات الإذاعية التابعة لها. وكشف الزبير- طبقا للمركز الصحافي للإذاعة والتلفزيون- عن تنسيق إعلامي وهندسي تم بين الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون واتحاد اذاعات الدول العربية، يجعل التغطية الخاصة بالحوار الوطني متاحة بالصورة والصوت لجميع هيئات الاذاعة والتلفزيون العربية والعالمية. وأعلن مدير عام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون توظيف كامل لبرامج الإذاعة السودانية والخدمات الإذاعية التابعة لها، وبرامج قنوات شبكة تلفزيون السودان، لاستكمال برمجة الحوار الوطني التي ابتدرتها الهيئة مبكرا ببرامج خاصة وفترات مفتوحة وندوات شهدتها استوديوهات الإذاعة والتلفزيون. وتطلق قناة «الشروق» الفضائية خدمة باللغة الإنكليزية ضمن برمجتها الخاصة بتغطية فعاليات الحوار الوطني. وأكد مدير عام قناة «النيل الأزرق»، حسن فضل المولي، إنتاج القناة لبرامج خاصة لتغطية فعاليات الحوار الوطني ونقل الجلسات المفتوحة مباشرة على شاشة القناة. المصدر: القدس العربي 8/10/2015م