اجتمعت المجموعة الأفريقية للمناخ بالخرطوم الأسبوع الماضي لتحديد رؤية موحدة للقارة تطرحها في قمة باريس للمناخ في شهر ديسمبر القادم وهذا في حد ذاته عملاً جيداً لان القارة السمراء هي القارة المتضررة الأولي من عملية الاحتباس الحراري الذي تسبب في الجفاف في القارة السمراء والذي بدوره تسبب في نقص الغذاء، ففي كينيا والصومال وإثيوبيا واريتريا يعاني معظم الأطفال من سوء التغذية والشباب يعانون من البطالة ومن هذا المنطلق جاء اهتمام الاتحاد الأفريقي بمؤتمر المناخ في باريس كي يضع حداً لمأساة حوالي 350 مليون نسمة هم سكان 26 دولة افريقية تضرروا من الجفاف وشح المياه والتصحر الذي ضرب القارة شرقها وغربها ووسطها والشيء المؤلم أن قضية المناخ أصبحت قضية عالمية التصدي لها ليس في مقدور دولة واحدة أو قارة واحدة وهي أيضاً قضية متفرعة ومعقدة المتسبب فيها دول بعينها والمتضرر منها دول أخرى ليست لها مشاركة في الأسباب ومثال لذلك القارة الأفريقية التي تسببت فقط في 30% من كمية الانبعاثات السامة في العالم بينما تسهم الصين بحوالي 25% والولاياتالمتحدة بحوالي 16% وتجد أن القارة السمراء تتحمل جزءاً كبيراً من النتائج الضارة بالبيئة لهذه الانبعاثات السامة وبذلك تدفع القارة فاتورة الانبعاثات الأمريكيةوالصينية والأوربية دون تعويضات أو دعم لمواجهة خطر هذه الظاهرة المناخية وفي مؤتمرها (كوبنهاجن) عام 2009م التزمت الدول الغنية بدفع 100 مليار دولار كتعويض للقارة الأفريقية لكن لم تدفع منها سوى 10 مليارات دولار صرفت على تحسين البنية التحتية في القارة لوم تكتف عملية التحسين وقد عارضت الولاياتالمتحدة عملية التعويض بحجة إن المبلغ كان كبيراً وان الضرر في إفريقيا ليس سببه الاحتباس الحراري وحده وإنما هناك أسباب أخرى وبعد انتهاء مؤتمر (كوبنهاجن) أصبح الموضوع سياسياً واقتصادياً أكثر من خطراً بيئياً يهدد الآخرين، وأصبحت المصالح الاقتصادية للدول هي التي تقف حجرة عثرة أمام محاربة هذه الظاهرة المناخية العالمية فالشركات الأمريكية للنفط والغاز والبتروكيماويات ورصيفاتها في الدول الأوروبية الأخرى والصين تعارض بشدة خفض الانبعاثات وتعارض مبدأ الرقابة الذي أقره مؤتمر كوبنهاجن والسبب هو المصالح الاقتصادية فمثلاً الصين والهند قالتا (ان الولاياتالمتحدةالأمريكية بنت اقتصاداً قوياً من الطاقة الملوثة فلماذا نحن؟) فالمسألة أصبحت قضية معقدة سياسية اقتصادية عليها خلاف كبير رغم خطورتها وتكمن الخطورة في انها وضعت كل شعوب العالم في مركب واحد إما ان ينجوا جميعاً أو يغرقوا جميعاً لذلك يجب على العالم إن يعمل كأمم متحدة وليس كأمم غير متحدة. نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 2015/10/13م