أثار أمس،رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون موجة من الانتقادات لسياسة الحكومة وتساهلها الزائد عن الحدّ تجاه الصين في اليوم الثاني لزيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ بإعلان كاميرون تسهيلات إضافية في منح تأشيرات الدخول إلى بريطانيا للمواطنين الصينيين وتخفيض رسوم التأشيرة التي تتقاضاها بريطانيا لقاء منح تأشيرات لزيارات متكررة لهم، وذلك رغبة من كاميرون لتعميق العلاقات التجارية بين البلدين وتوسيعها واجتذاب المزيد من المستثمرين الصينيين إلى بريطانيا. وكانت إليزابث الثانية، ملكة بريطانيا، أكثر جرأة من رئيس وزرائها كاميرون في التعامل مع الضيف الصيني الكبير، ففي حين تعامل كاميرون مع شي بديبلوماسية وأدب، محاولاً قدر الإمكان عدم إغضابه بإثارة مواضيع حساسة مثل قضايا حقوق الإنسان، لم تتردد الملكة، في الكلمة التي ألقتها خلال المأدبة التكريمية لشي والوفد المرافق له ليل أول مأمس،، في تذكير الرئيس الصيني بأن بريطانيا تتمسك باتفاقية تسليم هونغ كونغ عام 1997 الموقعة مع الصين والتي تنص على «التزام بريطانيا بحماية وضع هونغ كونغ»، فيما بادر جيرمي كوربن، زعيم حزب «العمال» المعارض، إلى إثارة موضوع حقوق الإنسان في الصين خلال لقائه مع شي في مقر إقامته في قصر باكنغهام الملكي. وتوسعت وسائل الإعلام البريطانية أمس في نقل تصريحات أدلى بها مجدداً ستيف هيلتون، مساعد رئيس الوزراء السابق لوضع الاستراتيجيات، حول الطريقة التي يتعامل بها كاميرون مع الصين، معتبراً أن «كاميرون يهين بريطانيا بالتذلل لنظام الحكم الصيني من أجل حفنة من الجنيهات، في وقت ينبغي بكاميرون أن يُبادر إلى فرض عقوبات دولية على الصين بسبب عدم احترامها لحقوق الإنسان»، وفقاً لهيلتون. ووردت تصريحات هيلتون في لقاء بثته «هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية» (بي بي سي) لمناسبة زيارة شي لبريطانيا، حيث سيوقع خلال الزيارة على عقود تجارية تبلغ قيمتها 20 مليار جنيه إسترليني من ضمنها بناء محطة نووية لتوليد الطاقة وخط قطار سريع يصل بين لندن في الجنوب وإدنبره في إقليم اسكوتلاندا في الشمال. وقال هيلتون عن كاميرون إنه «رئيس وزراء سيئ للغاية» وشبهه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال إنه «لم تكن هناك حاجة لإهانة بريطانيا في هذا الشكل من أجل التعامل مع الصين وأنه بالإمكان الحصول على الاستثمارات الأجنبية التي تريدها بريطانيا من مصادر أخرى مثل الهند من دون تذلل». وقال هيلتون: «حتى لو نسينا الأشياء الرهيبة التي يفعلها نظام الحكم في الصين، مثل الكبت السياسي الوحشي والاعتداءات الجسدية العنيفة ضد المرأة - يكفي النظر إلى ما يفعلونه على الساحة الدولية»، موضحاً أنهم «يهددون جيرانهم عسكرياً، ويبنون إمبراطوريتهم على حساب أفريقيا ويسرقون يومياً الممتلكات من المؤسسات التجارية والحكومات حول العالم من خلال هجماتهم الإلكترونية التي لا تكل». وقال هيلتون «الحقيقة هي أن الصين دولة مارقة - لا تقل سوءاً عن روسيا وإيران، وأنا لا أفهم لماذا علينا أن نتذلل لها بدلاً من مواجهتها مثلما يجب». وأضاف «أن ما يجري بين بريطانياوالصين هو أن البلدين أصبحا عبارة عن جماعة لها مصالح مشتركة... وتربط بينهما شراكة ذات استراتيجية شاملة». في المقابل، دافع عدد من الوزراء في الحكومة البريطانية أمس، عن سياسة لندن تجاه الصين في وجه الانتقادات التي توجه لهم بغزارة غير معهودة، وقالوا إنهم رغم عدم الحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان في الصين علناً، إلا أنهم «مع كاميرون لم يتخلوا عن طرح هذه القضايا في المحادثات التي أجروها ويجرونها مع جين بينغ والوفد الصيني المرافق له». المصدر: الرأيالعام الاكويتية 22/10/2015م