أثار تصويت مصر لصالح إسرائيل، بمنحها عضوية إحدى الهيئات التابعة للأمم المتحدة، استهجانا واسعا من قبل حقوقيين وسياسيين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي. ودشن نشطاء وسما على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تحت اسم «مصر تصوت لصالح إسرائيل»، وقال المغردون عبر الهاشتاغ إن التصويت لصالح إسرائيل جريمة كبرى واعتراف بها كما أنه تطبيع متوارث، معتبرين أنه كان من الأفضل اتخاذ موقف احتجاجى عربي موحد بالامتناع عن التصويت. وقال محمد عصمت سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومي العربي، في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «أن تصويت مصر لصالح إسرائيل في الأممالمتحدة موقف ليس بجديد»، وتابع: «فلقد انحاز لها فى العدوان على غزة وحصارها، وفي إنشاء المنطقة العازلة وفى إغلاق المعبر وهدم الأنفاق وفى عدائه للمقاومة وفى شيطنة الفلسطينيين »، وأضاف: «كما لا يجب أن ننسى أنه النظام ذاته الذي باع فلسطين في صفقة كامب ديفيد حين اعترف بشرعية إسرائيل». وسخر الإعلامي باسم يوسف من تصويت مصر لإسرائيل، وغرّد عبر «تويتر»: «ايه ده؟ مصر صوتت لصالح إسرائيل لعضوية لجنة في الأممالمتحدة؟»، وأضاف: «طب يا ريت المبرراتية و اللجان الإلكترونية يرسونا نرد إزاي بس عشان المنظر و كده». وقال الناشط الحقوقي مالك عدلي «مفيش حاجة اسمها مصر تنتخب اسرائيل.. فيه حاجة اسمها: النظام المصري يصوت لصالح الكيان الصهيوني. وأكد محمد عبد العزيز، أحد مؤسسي حركة «تمرد»، أن من صوت لصالح إسرائيل في لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي في فيينا بالجمعية العامة للأمم المتحدة، يمثلون أنفسهم وليس مصر، عبر «تويتر»، «مصر بشعبها يعتبرون (إسرائيل) عدوا.. من صوت لصالح إسرائيل في الأممالمتحدة يمثلون أنفسهم وليس مصر.. تصويتكم لا يمثلنا ولا يشرفنا». وقال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، خلال لقائه على فضائية «صدى البلد»، «إن تصويت مصر للخمس دول في اللجنة الدولية بالأممالمتحدة ومنها إسرائيل و3 دول عربية، هي ضرورة عربية ولا يجب تصويرها على أنها فعل فادح». وأضاف «أنه لا يجب استخدام تلك الواقعة لتصوير العرب يمدون يد السلام لإسرائيل أمام المجتمع الدولي وأنه ليس هناك اضطهاد لإسرائيل من قبل العرب كما يصور الكيان الصهيوني». وقال محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط، عبر «فيسبوك»، «تصويت مصر بالأممالمتحدة لصالح إسرائيل لا يقل كارثية عن حصار غزة أو التوقيع على وثيقة سد النهضة إجراءات لا تمثل مصر أو شعبها». من جهتها، قالت المحامية نيفين ملك، عضو «مسيحيون ضد الانقلاب»: «مصر شعبا لم تتخل يوما عن دعمها للحق الفلسطيني في الأراضي المحتلة، ومن صوت لصالح إسرائيل في الأممالمتحدة هو نظام السيسي وليست مصر». وتعجب الحقوقي خالد علي من التأييد المصري، وذكر عبر صفحته الخاصة على «فيسبوك»، أن الدولة الوحيدة التي رفضت التصويت لصالح إسرائيل هي ناميبيا، بعد فشل المندوب السوري في التأثير على اللجنة، ودعوته المندوبين للتصويت ضد القرار!. من جانبه علق أكرم إسماعيل، عضو اللجنة التحضيرية لحزب العيش والحرية، أن الحزب يدين بكل شدة ما حدث، واصفًا إياه ب «المسخرة». وأكد أكرم أن ما حدث لا يمثل المصريين بأى شكل من الأشكال، وأن الشعب يساند ويتضامن مع الشعب الفلسطيني في انتفاضته ضد الكيان الصهيوني. وقال رامي شعث، عضو الحملة الشعبية لمقاطعة إسرائيل، عبر تويتر «إن ما حدث هو مصيبة ناتجة عن بواقي مدرسة كامب ديفيد التي تحكم مصر على مر العصور الماضية وحتى الآن»، مؤكدًا أن الإرادة الأمريكية استطاعت أن تلغي الإرادة السياسية المصرية، مضيفا: ما حدث لم يصدمني، ولكني موجوع على الحال الذي وصلت إليه مصر في عالم يرى المقاومة إرهابًا والعدو حليفا. وفي تغريدة ساخرة قال أحد النشطاء» بعد ما مصر صوتت لصالح إسرائيل المفروض يغيروا العلم المصري». كما أصدر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، بيانا أدان خلاله ما أقدمت عليه الدبلوماسية المصرية بتصويتها لصالح عضوية إسرائيل في لجنة الأممالمتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، ولفت التحالف الشعبي إلى إدراك الجميع لعنصرية وإجرام الكيان الصهيوني، والخطر الذي يشكله على الأمن القومي والمصالح الوطنية المصرية، مشيرا إلى تمسك الكيان الصهيوني مدعومًا من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وأضاف « نعتبر الموقف دليلاً جديدًا على التخلي الصريح عن كل قيم ثورة 25 يناير/كانون الثاني، بل عن التزامات وعهود كنا نظنها من ثوابت الدولة المصرية»، بحسب البيان. والجدير بالذكر، ان المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، قد قال ان مشروع القرار الذي تم التصويت عليه كان يشمل انضمام 6 دول جديدة إلى اللجنة المشار اليها دفعة واحدة، من بينها ثلاث دول عربية خليجية، ودون منح الدول الأعضاء حق الاختيار فيما بينها. وأضاف المتحدث الرسمي في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن المجموعة العربية في الأممالمتحدة بنيويورك قررت عند ذلك ترك المجال مفتوحاً لكل دولة عربية للتصويت بما تراه مناسباً ولا يؤثر على الدعم المطلوب للدول العربية المرشحة. وأشار أبو زيد إلى أن المجموعة العربية ومن بينها مصر اتفقت ايضا على تقديم شرح للتصويت عقب انتهاء عملية التصويت، توضح فيه دعمها للدول العربية الثلاث المنضمة للجنة والدولتين الأخريين، وهما سريلانكا والسلفادور، مع التحفظ على انضمام اسرائيل وانتقاد الأسلوب الذي تم به صياغة مشروع القرار. فيما عارضت دولة ناميبيا بمفردها هذا القرار، امتنعت 21 دولة أخرى عن التصويت، بينها دول عربية، هي قطر والجزائر والكويت وموريتانيا وسوريا وتونس والمغرب والسعودية واليمن، بينما غابت ثلاث دول عربية أخرى عن جلسة التصويت، وهي الأردن وليبيا ولبنان. المصدر: القدس العربي 2/11/2015م