أخيراً جداً اكتشفت المنظمات الأمريكية الناشطة في مجال الدراسات الإستراتيجية أن السودان دولة (قانون) تستعد (لتقوية) قواتها وترسانتها الحربية من أجل حفظ الأرض والعرض بقدر استطاعتها بعيداً عن (منابت) الإرهاب التي تتولد في كل مكان بسبب إصرار دول الغرب علي إلصاق اسم الإسلام بالإرهاب. فقد اعترف تقرير صادر عن مؤسسة (صوفات جروب) الأمريكية المختصة في الأمن الإستراتيجي أن مجموع المقاتلين الأجانب المنضوين تحت لواء تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تضاعف منذ 2014م وقدرت المؤسسة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها أعداد المقاتلين ما بين 27- 31 ألف مقاتل يمثلون (86) دولة تتصدرها تونس ب(6) آلاف مقاتل وتضم (5) آلاف مقاتل من أوروبا من بينهم (1600) فرنسي . التقرير المذكور أوضح أن السودان خارج قائمة (داعش) مما يعني أن التقارير السابقة التي دمعت نظامه برعاية الإرهاب كانت (مغلوطة) و(مسيسة) و(متحاملة) و (كاذبة) اعتمدت في بياناتها علي إفادات معادية للشعب والنظام ومرتبطة بمخابرات لها مصلحة في وضع السودان علي قائمة (الإرهاب). الوسيطة والاعتدال في تدين الشعب السوداني قطعت الطريق أمام الأفكار (الهدامة) التي تخلفها (الصراعات) وتعيش وتترعرع في (مناخات) القتال والنزاع. حالة التعايش الديني والتصالح المذهبي والطائفي في السودان لم تكن تحتاج إلي كثير عناء لتأكيدها فهي (بائنة) مثل (الشمس) نعيشها ونتلمسها في المساجد والمنابر والمجالس والمنتديات والأسواق والمكتبات. التيار الصوفي العريض يتمدد ويتطور في القرى والفرقان والتيار السلفي يأخذ موقعه في مساجد (المدن) ولا تكاد مدينة واحدة تخلو من مسجد لجماعة أنصار السنة (المحمدية) حتي التيارات الطائفية المرتبطة بأحزاب سياسية (تقليدية) تمارس نشاطها دون انقطاع. التصالح الفكري النادر يعزز بالوعي والتبصر والحكمة وتوفير الدعم قدر الاستطاعة الأعداد قوات نظامية تحمي وتكافح وتحفظ الأمن وتقاتل من أجل قيم الخير والجمال. من محاسن الصدف أن تقارير المنظمة الأمريكية صدر ساعة احتفال جهاز الأمن والمخابرات الوطني بتخريج دفعة جديدة من قوات الدعم السريع الذي جري صباح أمس والذي حدد فيه الفريق أول مهندس محمد عطا المدير العام للجهاز مهمة هذه القوات منع تسللات داعش للسودان من غرب إفريقيا أو تسلل داعش عبر السودان إلي ليبيا أو تهريب أبناء السودان إلي ليبيا إضافة إلي قطع الطريق أمام دخول وخروج المرتزقة والمتمردين السودانيين إلي ليبيا ومكافحة كافة أنواع الجرائم العابرة للحدود. من مصلحة أمريكا والعالم أجمع أن يعيش السودان في استقرار وسلام وأن تتحرك عجلة التنمية في كل اتجاه لأنه راشد (الوسطية) ونظامه قادر علي حفظ الأمن. انفراط الأمن في السودان يعني أن الأنهار والوديان ستستحيل إلي (دماء) . نقلا عن صحيفة أخبار اليوم 21/1/2016م