المعلن هو انطلاق الجولة الثانية غير الرسمية بين الحكومة والحركة الشعبية شمال يوم الجمعة 22 يناير، حيث توقفت المفاوضات الرسمية عند محطة الجولة العاشرة والجديد (انتقال) التفاوض من أديس الأفريقية إلى برلين الأوروبية التي وقع فيها إعلان برلين وهو جزء من الإجراءات الداعية لمناهضة سياسات الحكومة والاتجاه نحو الحلول الشاملة.. وسبق أن زار وفد ألماني الخرطوم والتقى بالحكومة السودانية لمناقشة قضايا متعلقة بالصراع والنزاع في السودان، وتأتي جولة برلين في سياق تجاوز محطة التحضيري ولا يمكن فصل تلك الجولة عن مشاهد سياسية برزت للسطح قبيل الإعلان عن الجولة برعاية ألمانية وأهمها الرسالة المسربة التي أرسلها ياسر عرمان إلى قيادات المعارضة ووصفت ب(السرية) إلا أن الواقع يؤكد أن تسريبها تم مع سبق الإصرار والترصد لتحقيق عدة مكاسب استباقية في عملية التسوية وهي الحل الشامل وحوار جديد متكافئ وذو مصداقية والعودة إلى خارطة الطريق عبر حضور غازي صلاح الدين وهو ما يؤكد العودة إلى ما قبل عمومية الحوار في العاشر من أكتوبر الماضي، والمشهد الثاني في النزاع السوداني انتهاء أجل آلية الرفيعة ورفع تقريرها المتوقع في يناير هذا توطئة لاجتماع مجلس السلم والقمة الأفريقية نهاية يناير.. واجتماع السلم والأمن الأفريقي مرتبط بالتجديد للآلية الرفيعة أو إنهاء مهمتها والأرجح هو التجديد.. أما المشهد الثالث فهو انتظار قوى معارضة لمخرجات الحوار (الأمة) الذي يقرأ مفاوضات برلين ودبرزيت كتسوية جزئية بين كتلتي الجبهة الثورية بعيدا عن نداء السودان. جولة برلين غير المباشرة تدخل المفاوضات في نفق جديد ومسلسل تفاوضي ومحاولة باتجاه توسيع الوساطة وتأتي عملية التوسعة الأوربية بعد تصريحات متفائلة على لسان الحكومة بتجاوز 90% من القضايا الخلافية مع الحركة الشعبية بينما تتمسك الحركة بالحل الشامل وتبدو المراهنة على كسب الزمن كل حسب تقديراته، حيث تنتظر الحكومة صافرة النهاية لمشروع الحوار الوطني (الحل الشامل) بينما تتنتظر الشعبية تحركات الآلية الرفيعة وقرارات مجلس السلم والاتحاد الأفريقي وتطورات الموقف في (مفاوضات دارفور). على أي حال فإن برلين تواجه تحديات الحل الشامل آخر مطلب شكلي للحركة للحفاظ على رفقاء التحالف ومساحة تشكل خط رجعة حال تعثر برلين الأولى. نقلا عن صحيفة اليوم التالي 21/1/2016م