أعلنت روسيا، اليوم (الأربعاء)، أنها لن توقف تدخلها العسكري في سورية قبل أن «تهزم فعلياً التنظيمات الإرهابية»، رافضة مطالب بوقف الضربات الجوية تزامناً مع محادثات السلام الهشة في جنيف. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارة إلى مسقط، إن «الضربات الجوية الروسية لن تتوقف إلى أن نهزم التنظيمات الإرهابية مثل جبهة النصرة في شكل حقيقي، ولا أرى سبباً لوقف هذه الضربات الجوية». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري صرح أمس بأنه «ينبغي على روسيا وقف قصف قوات المعارضة، لا سيما بعد بدء محادثات السلام التي تقودها الأممالمتحدة». واعتبر لافروف أنه من الصعب فرض وقف لإطلاق النار، ما لم يجر تأمين الحدود بين سورية وتركيا لمنع التهريب وحركة المقاتلين. وأضاف: «في ما يتعلق بوقف إطلاق النار لدينا أفكار عملية، وتحدثنا مع الأميركيين الذين يرأسون مجموعة دعم سورية، ونتطلع إلى مناقشة هذه الأفكار خلال الاجتماع المقبل» المقرر في العاصمة الألمانية (ميونيخ) في 11 من الشهر الجاري. وتقول موسكو، إنها تستهدف مواقع «الإرهابيين» في سورية، لكن تتهمها المعارضة ودول غربية باستهداف بعض «الفصائل المعتدلة» المقاتلة ضد النظام، وبقتل كثير من المدنيين. ومهدت الضربات الروسية التي بدأت في 30 أيلول (سبتمبر) الطريق أمام الجيش السوري لاستعادة المبادرة على الأرض والتقدم في مناطق عدة. وأشار لافروف إلى أن «عقد الآمال على شروط صيغت في هيئة مهل وإنذارات يمكنها حل المشكلات، يشكل سياسة قصيرة النظر ولا تؤدي الى شيء». وتطالب «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة من تجمع موسع للمعارضة السورية، والتي تشارك في مفاوضات جنيف بوقف أعمال القصف على مناطق سيطرتها، وتؤكد أنها لن تشارك في مفاوضات مع النظام ما لم تتم الاستجابة إلى مطالبها. واعتبر لافروف أن «أشخاصاً متقلبون داخل المعارضة، بدأوا يطرحون مطالب لا علاقة لها بالمبادئ» التي يفترض ان تحكم مفاوضات السلام. وطرح وزير الخارجية الروسي تساؤلات حول «الأهداف الحقيقية» للتحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في سورية. وقال إن «شركاءنا يواصلون التهرب من الحوار البراغماتي الذي نقترحه منذ البداية، هذا مثير للشكوك ويطرح تساؤلات حول أهدافهم الحقيقة». وبدأت المفاوضات في جنيف بضغط دولي، ولا سيما روسياوالولاياتالمتحدة، من أجل إيجاد حل لنزاع مستمر منذ خمس سنوات أوقع أكثر من 260 ألف قتيل. ويسعى موفد الأممالمتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى إنقاذ محادثات السلام حول سورية في جنيف وسط تشنج مواقف الطرفين. من جهة ثانية، أعرب لافروف عن استعداد بلاده للاجتماع مع الأعضاء الرئيسيين في «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك). وأوضح أن موسكو ترى أنه «من المهم إدراك ما يجري في الأسواق التي تتأثر بعوامل كثيرة، ومن المستبعد أن تنجح الآليات القديمة، أعتقد أننا جميعاً ندرك ذلك». المصدر: الحياة 4/2/2016م