المراقب لسيرة الرجل السياسية يلحظ أن العنوان العريض لأدائه السياسي يتسم بالتناقض في مواقفف السياسية، فالصادق المهدي زعيم حزب الأمة من الصعوبة جداً الأطمئنان لرأي واحد والتعامل معه على أساسه، فحتى علاقاته مع الحكومة الحالية شابها كثير من الاضطراب السياسي في المواقف، فمن الصعب تحديد مسار شراع مراكبه مع النظام، فحين كان يدعو للانتفاضة والتغيير السلمي للنظام ولج ابنه الأكبر عبر بوابة القصر مساعداً للرئيس، وحين كان يتحدث عن القبضة السلطوية للنظام التحق ابنه الأصغر بجهاز الأمن والمخابرات. والأمثلة كثيرة على التناقض الكبير في أقوال الصادق المهدي كسياسي وإن صح القول في إتجاهاته السياسية ويرجع مراقبون هذا التخبط إلى عن رغبة الإمام الشديدة في العودة للجلوس فوق كرسي الحكم ، بأي ثمن وبأي أية آليىة وإن إدعى غير ذلك . والمراقب لتصريحات وأقوال السيد الصادق المهدي يجد أن الرجل وعلى مر العصور يأبى الخروج من دائرة التناقض غير المعقول ليس في الأقوال فحسب بل يتبع ذلك في (الأفعال) كثيرا.وفي السياق قال الصادق المهدي سابقاً معلقاً على صحف سودانية نشرت خبر أزعجه وأشارت إلى استلامه لأموال من المؤتمر الوطني ،فقال : (رزئت بلادنا بصحافة طائشة لا تفرق بين الخبر والفرية ! وفي خطبة عيد الأضحى قبل المنصرم بالجزيرة أبا عبر المهدي عن سخريته من المشاركة :(لن نقبل بنصيب الفار في عليقه الفيل). وقبل أشهر لم يثر طلب الصادق المهدي بطرح وصايا دولية علي الحوار الوطني ، إستغراب كثير من الناس لأعتبار أن الرجل معروف بمواقفه المتناقضة والتي لا تمت إلى المنطق بصلة ، فمن المعروف ان الفصل السابع الذي نادي به الصادق المهدي هو فصل عقوبات بمعني أن السودان سيكون دولة خاضعة لمجلس الأمن ، وتجارب مجلس الأمن شاهدناها في العراق واليمن وليبيا وكذلك السودان ( إتفاقية نيفاشا ) التي مزقت السودان وما تبقي من ترتيباتها أشعل الحرب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق .إذا فطلب الصادق مرفوض لأن الحوار الوطني هو حوار الشعب السوداني والقوي السياسية لذلك لا بد أن يشرف عليه السودانيون ، خاصةً وأن قرار الحوار الوطني أصبح بيد أليه (7 +7) وهو حوار شفاف وملزم وذو قيمة . وفي لقاء بقناة الجزيرة القطرية قبل أعوام أستفزه أحمد منصور بسؤال لماذا تقولون ان هذا حكم شمولي وقد تحالفتم مع أكبر شمولي وهو نميري، حينها عدّل الصادق في جلسته ورد بتهكم لأحمد منصور :من العادة أن تذاكروا قبل أن تسألوننا يبدو أنك لم تذاكر اليوم جيّداً! . فالصادق المهدي الذي سبق أن رفض المشاركة في أي حكومة قومية في عهد الإنقاذ وقال مقولته الطريفة:" نحن ما بنتردف "!ذلك مع أنه هو نفسه الشخص الذي "اتردف" في عهد نميري، حين أدى قسم الولاء أمام رئيس الجمهورية الأسبق جعفر محمد نميري ونائبه الأول أبي القاسم محمد إبراهيم قائلا: " أقسم بالله العظيم أن أكون وفيا لعهد ثورة مايو الاشتراكية الظافرة ". عموما فالسيد الصادق لا يرجى منه الشعب السوداني الذي منحه أكثر من فرصة في السلطة كثير رجاء . فالشعب السوداني وبعد كل هذه السنين الطوال يدرك تماما أن التحليل النفسي لتناقضات الصادق قد تكون من نتائجه أنه يعاني من اضطراب في الشخصية أو من صراعات نفسية دفعته لكل هذه ، فحالة حالة عدم الاستقرار النفسي أو الاضطراب العاطفي حالة يعاني منها الأصحاء كما يعاني منها غير الأصحاء .