صدق أو لا تصدق.. هذا هو العنوان الأفضل لبعض الترشيحات من قبل بعض المؤسسات البحثية والعلمية لنيل المرشحين جوائز عالمية معروفة وذات مكانة مرموقة، لأن هذه الترشيحات ينبغي أن تصنف في باب العجائب والغرائب والطرائف، وليس في باب البحث العلمي. وأحدث ما تردد في هذا السياق هو ما حملته إلينا الأنباء عن ترشيح "دونالد ترامب"، رجل الأعمال الذي يخوض السباق الرئاسي الأمريكي لنيل جائزة نوبل للسلام، وعبر أكثر من مائة عام منذ الترشح ونيل هذا الفرع من الجائزة التي تأسست عام (1901) ثار الجدل بشأن العديد من المرشحين والفائزين بها، ولكن قمة الجدل والدهشة كانت مع إعلان"كريستيان برج هاربفيكن"مدير معهد الأبحاث حول السلام في أوسلو ترشيح ترامب ووصفه كما جاء في رسالة ترشيحه بأنه "يستحق أن يكافأ لعقيدته المتشددة للسلام عبر القوة، والتي استخدمها كسلاح ردع في مواجهة الإسلام المتطرف"! وهكذا أصبح من يوصف في وسائل الإعلام العالمية ب (اليميني المتطرف) مرشحا لأرفع جائزة للسلام في العالم.. فكيف بشخص بهذا التوصيف وذاك التصنيف (المتطرف) يترشح لجائزة عنوانها (السلام)، بل إن المرشح الرئاسي الأمريكي "جيب بوش" وصفه بأنه "مختل عقليا" تعليقا على مطالبته بمنع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة، وكذلك المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض "جوش إرنست" قال إن خطاب ترامب مكانه "مزبلة التاريخ وتصريحاته مسيئة وتسمم الأجواء"، وقال المذيع الأمريكي الأشهر الساخر جون ستيوارت: "سأفكر في ركوب صاروخ والذهاب لكوكب آخر حال فوز ترامب بالرئاسة، لأن الكوكب أصبح مجنونا"! والشيء بالشىء يذكر، فقد سبق هذا الترشيح الغريب، ترشيح آخر أكثرغرابة، فقد رشحت لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر شخصيتين مغمورتين مثيرتين للجدل وهما سيد قمني وإسلام بحيري لجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، ومصدر الدهشة هنا أن الأول وبشهادة علماء الأزهر الشريف على المستوى الرسمي ينكر ما هو معلوم من الدين الإسلامي بالضرورة وإنكار للوحي الشريف وتخريف وتجديف في الثوابت الإسلامية، والآخر مذيع غِر يسب الصحابة والتابعين وأصحاب السنن وكتب الصحاح بأقذع الشتائم وأحط الألفاظ البذيئة، لذلك فهو محكوم عليه بالسجن بتهمة ازدراء الأديان! وتستمر الغرابة في انتفاء العلاقة أصلا بين ما تسمى ب "لجنة القصة" وتخصصها أدبي بحت، لتتجاوز ذلك في ترشيح اثنين لا ينتميان أصلا إلى لونها الفكري لجائزة لا تمت لها اللجنة وأعضاؤها بأي صلة. المصدر: الشرق القطرية 9/2/2016م