أجمع علماء دين مشاركون في المؤتمر الدولي حول الإرهاب والتطرف الطائفي في أفريقيا الذي بدأت فعالياته بالخرطوم الأربعاء، على إسهامه في وقف تنامي الإرهاب والتطرف الطائفي، مشيرين إلى عدم اتفاق العالم عبر منظومته الدولية على تعريف الإرهاب وهو أمر مقصود. وأكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عبدالله بن عبدالمحسن التركي، أن المؤتمر سيسهم في وقف تنامي الإرهاب عموماً وفي أفريقيا خاصة وكذا التطرف الطائفي. وقال التركي إن المؤتمر عبر خطط ورؤى سيسهم في التصدي لكليهما قبل أن يستفحلا، لتتجه الجهود كافة لتحقيق الأمن والاستقرار في أفريقيا والعالم أجمع. وأضاف خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن الغلو في الدين أخذ يغزو أفكار جماعات من الشباب، وأصبحت هناك جماعات تستغلهم نحو الجهاد والعمل على زعزعة الأمن الوطني وتعريض بلاد المسلمين للفوضى. وأوضح أن هناك جماعات متطرفة خرجت على حكام المسلمين واتخذت رؤساء جهالاً من أنصاف المتعلمين لم تبال للعواقب الوخيمة لفعلها الطائش من زعزعة للاستقرار وسفك للدماء وإرهاق الدول بالانشغال في وضع التدابير الأمنية وإتاحة الفرصة للتدخلات الأجنبية والتشويه الإعلامي والتأثير على الرأي العام ضد كل ما هو إسلامي. وأشار إلى أن الإرهاب انتشر باسم الإسلام في العديد من الأقطار الإسلامية مستغلاً التقنية الرقمية، ودعا للتصدي له بالتنسيق مع الجهات كافة ذات الصلة عبر عمل إسلامي مشترك تنسق فيه كل الجهود. ووصف التركي التطرف الطائفي الذي بدأ في بعض دول الشرق وانتشر للدول الأخرى بأنه تحدٍ جديد يهدف لشغل المسلمين عن قضاياهم الأساسية. ونادى بضرورة الاستهداء والتمسك بنهج السلف الصالح، وأكد أن رابطة العالم الإسلامي تؤكد ضرورة التصدي للأفكار الخطرة التي يعتمد عليها الإرهاب الطائفي وذلك وفق استراتيجية محكمة عبر وسائل مناسبة. وثمن التركي دور المملكة العربية السعودية والسودان في التصدي للإرهاب والطائفية في بلاد المسلمين وحماية أوطانهم منها، مشيراً إلى التعاون الوثيق بينهما في هذا المجال. من جانبه، أكد رئيس مجمع الفقه الإسلامي السوداني د. عصام أحمد البشير، أن العالم عبر منظومته الدولية لم يستطع أن يتفق على تعريف منظومة الإرهاب وهو أمر مقصود. واستنكر لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ازدواجية المعايير في إلصاق تهم فعل بعض أبناء الإسلام للإسلام نفسه لتشويه صورته. وأشاد البشير بجهود مجامع الفقه كافة على تحرير مصطلح الإرهاب إلى مصطلح الردع لما جاء في الآية (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم). وقال: "إننا ندرك أن للإرهاب أسباباً بعضها ديني يتمثل في الخلط في بعض المفاهيم"، ودعا العلماء لتأصيلها وتنزيلها لأجل رد الشباب إلى جادة الطريق، كما أشار إلى أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، واستنكر ازدواجية المعايير والتحيز العالمي ضد قضايا الأمة، داعياً إلى إنشاء تكتل عالمي للاجتماع عبره نصرة للمظلوم وكبحاً لجماح الظالم.