نجد أن مناوى بعد سنتين من عمله في القصر ككبير لمساعدي الرئيس خرج من الخرطوم محتجاً على ما أسماه (البطء في تنفيذ اتفاقية السلام – أبوجا)، اختفي عن العاصمة وعن مدن دارفور الكبرى. بالرغم من أن التشكيل الوزاري الجديد للحكومة المركزية الذي أعلن عنه مؤخراً خلا من تنثيل حركة مناوي به بسبب التأخير في بعض الملفات الا ان الأمور تغيرت تماماً بتمثيل دارفور تمثيلاً لا بأس به وعدد من أبناء دارفور حتى المعارضين للحكومة عبروا عن رضائهم التام لهذه التشكيلة التي حفلت بحضو طاغ لدارفور ممثلة في 9 وزارات منها 5 وزراء مركزيين و 4 وزراء دولة وتم تقسيمهم ثلاثة لكل ولاية، ولأول مرة تمنح دارفور وزارات سيادية حيث يشغل الأستاذ علي محمود حسب الرسول والي جنوب دارفور الأسبق منصب وزير المالية الاتحادية ومولانا محمد بشارة دوسة مسجل عام الاحزاب السياسية يتقلد منصب وزير العدل والنائب العام ونالت دارفور وزارات اتحادية أخرى هي وزارة الشؤون البرلمانية والتي شغلتها الأستاذة حليمة حسب الله النعيم ووزارة التعليم العام للدكتور فرح عيد الله مصطفي الذي كان يشغل منصب نائب والي جنوب دارفور ووزارة السياحة والحياة البرية للدكتور أحمد بابكر نهار وهو رئيس لحزب الامة الفيدرالي أما وزراء الدولة الأربع كانوا من نصيب كل من الأستاذ علي مجوك المؤمن وزير الدولة السابق بمجلس الوزراء والذي انتقل ليعمل وزير دولة بوزارة الثقافة والتراث وهو أحد قياديي حركة تحرير السودان الارادة الحرة خلفاً للراحل البروفيسور عبد الرحمن موسي أبكر اما الأستاذ أبو القاسم أمام محمد الحاج والي غرب دارفور السابق أسند اليه منصب وزير دولة بالشباب والرياضة وهو رئيس لحركة تحرير السودان الأم والاستاذ الصادق محمد علي أسند اليه منصب وزير دولة بوزارة الاستثمار والأستاذ فضل عبد الله فضل وزيراً للدولة بالتجارة الخارجية. تأخير بعض الملفات:- الا أن حركة جيش تحرير السودان جناح مناوي مازالت تترقب اكمال تشكيل الحكومة الجديدة لانفاذ اتفاقيات السلام الموقعة في الفترة السابقة واستكمال عملية السلام بدارفور، وطالب مني أركو مناوي – رئيس حركة جيش تحرير السودان – الحكومة باتخاذ موقف واضح تجاه اتفاقية ((أبوجا)) لتحديد مستقبل العلاقة المقبلة. وقال أن الاتفاقية حددت بوضوح شكل الرابط بين الحكومة ومؤسسات السلطة الانتقالية التي أكد أنها محكومة بأجل لم ينته بعد، وأشار الى أن المؤتمر الوطني يدور في ذهنه إلغاء تلك المؤسسات القائمة بأمر الاتفاقية الملزمة للطرفين. وشدد مناوي على اهمية أن تلتزم الحكومة باتفاقية ((أبوجا)) لأن السودان مواجه بتحديات تتطلب عدم اطلاق ازمات جديدة مشيراً الى أن حركته ستظل جزءاً من الحكومة حال التزامها بالعهود والمواثيق التي قطعتها معها. وحول سبب تأخير مشاركة حركة تحرير السودان جناح مناوي في تشكيل الحكومة أشار نائب رئيس الحركة الدكتور الريح جمعة محمود ل (السوداني) الى أن التأخير في المشاركة ليس بشبب الحركة ولكن بسبب التأخير في بعض الملفات بسبب عدم توفرها من الولايات مشيراً الى أن جميع ملفات المركز شبه محسومة وأوضح الريح أن الحركة متمسكة بما جاءت به اتفاقية أبوجا باعتبار أنها مستمرة ومتمسكة بالمناصب التي جاءت بها في المركز مضيفاً أن الولايات باعتبار أن الولاة بها منتخبون طلب المركز التشاور في أمر المشاركة والرجوع الى الولايات وبعدها تحديد المشاركة . انفاذ أبوجا:- واستعجلت الحركة المؤتمر الوطني بالرد على رؤيتها حول المشاركة في الحكم التي دفعت بها في مفاوضاتها مع المؤتمر الوطني مؤخراً بتحديد موقفها. وتوقعت توصلها لاتفاق مع المؤتمر الوطني حول القضايا العالقة بشأن انفاذ اتفاقية أبوجا والمشاركة في الحكومة الجديدة خلال الساعات القادمة. وقال نائب رئيس الحركة الدكتور الريح جمعة محمود في تصريحات صحفية، أن حسم القضايا المختلف حولها تأخرن بسبب مشاركة بعض قيادات الوطني المعنية بالتفاوض في التشكيل الوزاري وأدائها للقسم بجانب أن هناك اجراءات وخطوات حول مشاركة الحركة في حكومات ولايات دارفور حسم في بعضها ولم تحسم في أخري . وتوقع محمود حسم هذه القضايا خلال الساعات القادمة مشيراً الى أن حوار الحركة مع الوطني لم يقتصر فقط على المشاركة في السلطة وانما يشمل قضايا الوضع السياسي الراهن والاستفتاء وكيفية تحول الحركة لحزب سياسي. وجاء التركيز على المشاركة في الحكومة باعتبار أنها قضية الساعة. وجدد تمسكهم بكافة مكتسبات اتفاقية أبوجا مشيراً الى أن بعض ولاة ولايات دارفور استجابوا لتوجهات المركز بشان مشاركة الحركة في حكوماتهم . الترتيبات الامنية. ووصل مناوي الى الخرطوم عصر أمس الاول قادماً من ولاية شمال دارفور بعد زيارة أستمرت لأكثر من ثلاثة أسابيع تفقد خلالها مواقع قواته وقدم لها تنويراً عن مسار تنفيذ اتفاقية أبوجا، وقال الناطق الرسمي باسم الحركة ذو النون سليمان في حديث ل (السوداني) أن مناوي عاد للخرطوم لاستئناف وقيادة الحوار مع المؤتمر الوطني والحكومة حول تكملة تنفيذ اتفاقية أبوجا وأكد ذو النون أن رئيس الحركة مناوي سيقود المفاوضات بنفسه مبيناً أن المفاوضات ستركز على تنفيذ بند الترتيبات الأمنية على وجه الخصوص وبقية بنود اتفاقية ابوجا وكشف عن انضمام مجموعة من القيادات العسكرية التابعة للحركة الرافضة لاتفاقية أبوجا بدارفور الى حركته مشددين على التزامهم التام بالسلام وفقاً لاتفاقية أبوجا. وتميزت زيارة مناوي الاخيرة لدارفور بالتصريحات النارية وبحسب مراقبين لشؤون الحركة أن مناوي قصد من تلك التصريحات النارية التي أطلقها من دارفور ابان زيارته لها رفع سقف المطالب في كعكة السلطة، ومنح لجنته وضعاً مريحاً في التفاوض مع الطرف الآخر، من خلال قرع جرس تنبيه للوطني بانه ما زال موجوداً ومؤثراً على الميدان السياسي والعسكري)).. وهنا يمكن تلمس ذلك في قول مناوي ((قضية دارفور لن تنتهي وان أسباب الأزمة لا تزال قائمة ، مضيفاً ((المؤتمر الوطني يعتقد أنه الوحيد الذي يفهم والبقية لا تفهم لكن الخندق الذي حفره سيزيد كل يوم))، مؤكداً ان الخلاف بينه والوطني منحصر حول بند الترتيبات الامنية، فيما يتعلق بتجميع القوات، وشدد على ضرورة تنفيذ نص أبوجا الخاص بالقوات المدمجة، وقال: الوطني يروج بان حركتنا قد انتهت ولكنها موجودة وجاهزة. لا عودة للحرب:- ونجد أن مناوي بعد سنتن من عمله في القصر ككبير لمساعدي الرئيس خرج من الخرطوم محتجاً على ما أسماه (البطء في تنفيذ اتفاقية السلام. أبوجا))، اختفي عن العاصمة وعن مدن دارفور الكبرى (الفاشر ونيالا والجنينة) لأكثر من شهر، مخلفا الكثير من التكهنات والريبة حول غيابه، وتواترت للمجالس روايات متعددة ومختلفة في السياق والمضمون، فالآراء المتطرفة قطعت الشك بأنه تمرد ويحشد قوته للهجوم على الخرطوم على نسق الهجوم الذي نفذته حركة العدل والمساواة على مدينة أم درمان، ولم تكتف الروايات بذلك بل مضت بالقوات أن مناوي زار العاصمة التشادية انجمينا بعد خروجه من الخرطوم مباشرة، وعقد اجتماعات مع الرئيس إدريس دبي وقيادات في حركات دارفور الأخرى، واتفق معهم على تحالف عسكري . ولكن مناوي في أكثر من لقاء يدحض مثل هذهالروايات ويقول: (لا عودة للحرب مرة أخرى). وعاد الرجل للخرطوم بعد اكثر من شهر باتفاق الفاشر الشهير الذي قادة نائب الرئيس علي عثمان وتمخض عن مصفوفة تنفيذ اتفاقية ابوجا. نقلاً عن صحيفة السوداني 22/6/2010م