رغم اللقاء السري بين وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو ووزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر في مسعى لإصلاح العلاقات المتوترة بين إسرائيل وتركيا، فإن الأخيرة حذرت امس من أنها ستقطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب إذا لم تبادر الأخيرة بالاعتذار عن الهجوم الذي شنته على السفينة التركية مرمرة وأسطول الحرية، وكذلك اذا لم تلتزم بالتعويض لاسر الشهداء التسعة، واعادة السفن المحتجزة ومتعلقات الذين كانوا على متنها. وقال وزير الخارجية احمد داوود أوغلو إن بلاده تنتظر الرد الاسرائيلي على الشروط التركية، مؤكداً ان اعتذار اسرائيل الرسمي هو اساسي لبحث سبل استئناف اعادة الامور إلى وضعها الطبيعي. مؤكداً ان انقرة ستقطع علاقاتها مع تل ابيب إذا لم تعتذر الأخيرة عن الهجوم، وحض اوغلو إسرائيل على الاعتذار أو القبول بنتائج لجنة تحقيق دولية. وقال «إذا خلصت هذه اللجنة إلى أن الغارة كانت ظالمة وإذا اعتذروا فسيكون هذا كافياً». كما أعلن داود أوغلو أن بلاده أغلقت مجالها الجوي أمام جميع الرحلات العسكرية الإسرائيلية، وإن «هذا القرار لم يتخذ لرحلة واحدة أو رحلتين فقط»، مشيراً إلى أنه قد يصار إلى توسيع نطاقه بحيث يشمل الرحلات المدنية أيضاً. في سياق متصل، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست ان وزارة الدفاع التركية ابلغت نظيرتها الاسرائيلية انها قررت عدم المشاركة في المناورات البحرية «الحورية الواثقة» المقررة الشهر المقبل والتي ستشارك فيها الولاياتالمتحدة ايضاً. في المقابل، اكدت مصادر تركيا ان انقرة، التي ألغت مناورات مشتركة واغلقت مجالها الجوي، لن تتردد في قطع كل الاتفاقيات والعقود العسكرية مع تل ابيب في حال عدم الاستجابة، متوقعة ان توضع القضية على نار حامية خلال شهر رمضان المقبل، حيث تنتظر انقرة نتائج لقاء نتانياهو مع الرئيس الاميركي واحتمالات انعاكسها ايجابياً. وإسرائيل لن تعتذر من جانبها، ردت تل أبيب على التلويح التركي بقطع العلاقات حال عدم الاعتذار بالتأكيد على رغبتها في عودة العلاقات مع أنقرة إلى طبيعتها، ومطالبتها إياها بالاعتذار عن إرسال ما يزعم الاحتلال انهم «مخربين» على متن السفن. وقال مصدر سياسي إن الحديث حول إمكانية قطع العلاقات «أمر غير مقبول»، مشيرا إلى أنه «رغم المد والجزر في العلاقات بين البلدين خلال السنوات الستين الماضية فإن تركيا لم تقطع علاقاتها ولو مرة واحدة. مجددا التأكيد أن «إسرائيل لن تعتذر عن الحفاظ على نفسها»، وأضاف «لدينا كل الحق في منع نقل أسلحة من إيران إلى غزة.. بالطبع نحن نأسف لإزهاق أرواح، ولكن العنف لم يبدأ من الجانب الإسرائيلي». ومن جهته، قال وزير الدفاع ايهود باراك إن توقيت أوغلو بن اليعازر، كان غير مناسب، وإنه ابلغ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بذلك. وجاءت أقواله بعد اتهامه من قبل بن اليعازر بتهديد امن اسرائيل من خلال تسريبه نبأ انعقاد اللقاء السري. وذكر موقع «يديعوت احرونوت» أن باراك تلقى عدة اقتراحات خلال زيارته لواشنطن للقاء وزير الخارجية التركي في احدى المدن الأوروبية، لكنه رفض التجاوب معها للتهرب من المطالب التركية. المصدر:القبس الكويتية 6/7/2010