يولي المراقبون اهتماما كبيرا لرصد المسارات الحالية التي دخل إليها ملف التسوية السلمية المرتقبة لقضية دارفور، في ظل الوساطة التي تقودها قطر. وتعكس التطورات الراهنة المتعلقة بهذا الملف بأن الوساطة تسير في خطوات عملية متقدمة، هدفها تسريع التوصل إلى اتفاق السلام الشامل المنشود، بما ينهي معاناة سكان الإقليم. ومن هذا المنطلق، فإننا نلحظ حدوث دفعة قوية لجهود الوساطة من أجل تسريع إنجاز المهمة المناطة بها، وذلك ما تأكد من خلال اجتماع لجنة الصياغة التي شكلتها الوساطة، والذي عقد بالدوحة أمس، وترأسه سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية، والسيد جبريل باسولي، الوسيط المشترك للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لدارفور. وتتصل أهمية هذا الاجتماع بالمهمة الأساسية التي تضطلع بها اللجنة، وهي صياغة مشروع اتفاق شامل على أساس نتائج أعمال اللجان المشتركة بين حكومة السودان وحركة التحرير والعدالة، مع الأخذ في الاعتبار رصيد اتفاقيات السلام السابقة، والاتفاقيات الإطارية التي تم التوقيع عليها في الدوحة. وفي هذا السياق، فإننا نرى أن الوصول إلى هذه المرحلة يعني أن الوساطة قد أنجزت جزءا كبيرا مقدرا من المهمة الرئيسية الكبرى، المتمثلة بالتوصل إلى اتفاق السلام النهائي المرتقب. ونعتبر أيضا بأن إشادة السيد سكوت غريشن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للسودان، بالجهود التي تبذلها دولة قطر وتأييده للعملية السلمية الجارية في الدوحة، والخطوات التي تنوي الوساطة القيام بها مستقبلا، تمثل مؤشرا قويا بأن الوساطة تسير على الطريق الصحيح، في إطار سعي قطر لإنجاز مهمة تحقيق سلام دارفور في أقرب الآجال، ووفقا لمعطيات سليمة تحظى بالقبول الواسع في كافة الأوساط الإقليمية والدولية.