ما بين انتظار اجتماع رؤساء وقيادات المعارضة المعلن قبل ال 30 من هذا الشهر لتحديد موقف قاطع بشان المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها تتداخل التساؤلات حول ملامح المرحلة القادمة في وقت بدأ فيه واضحاً أن مفوضية الانتخابات لن تتراجع خطوة للوراء أمام جداولها المزدحمة بتفاصيل العمل اليومي الذي لا يقبل التأجيل وإصرار حزب المؤتمر الوطني على عدم التراجع مهما تزايدات الصيحات من حوله في اتجاه البحث عن مخرج آخر. ويرى بعض المراقبين بان الخطاب الذي تقدمه المعارضة رغم محاولات تحليته بمعاذير عدم إجازة القوانين وتهيئة الأجواء إلا أنها من الجانب الأخر تعبر عن حالة من الارتباك لتفسير المقاطعة ثم تعود مرة أخرى لتتحدث عن معالجات بشكل ربما عكس ازدواجية واضحة ما بين خيارات تهيئة الأجواء لإحداث انتفاضة وممارسة الضغوط لحكومة أوسع قبل الاستفتاء . وفي الحالتين تسعي الأحزاب المشكلة للتحالف للأخذ بكل ما يساعد قطارها في تجاوز محطة الانتخابات. وفي ذلك يقول كمال عمر ممثل حزب المؤتمر الشعبي الذي عقدته أحزاب التحالف أمس بدار الحزب الشيوعي بان كل الخطوات التي تتواصل ألان تؤكد الاتجاه نحو انتخابات غير نزيهة في ظل دولة حزب المؤتمر الوطني. ويوضح أن كل ما تقوله المعارضة الآن هو مؤشر لإمكانية الاتفاق على برنامج واحد أن كان لخوض الانتخابات أو التعبئة لانتفاضة في مقابل رأي أخر يتمسك به الحزب الشيوعي وهو السير في اتجاه كشف ممارسات التزوير في السجل الانتخابي واستخدام الأساليب الفاسدة في التسجيل. وأشار صديق يوسف بان هناك خيارات لمواجهة التزوير قبل التفكير في الانسحاب أو المقاطعة هو الاجتهاد لتفعيل لجان الرقابة الحزبية للتأكد من أي خطوة تتعلق بالتسجيل والعمل على إنجاح حملات التسجيل بشكل لا يمكن المؤتمر الوطني من إدراج كل عضويته لإحداث الغلبة. وتعرض صديق يوسف لممارسات قال أنها لا تتفق مع قانون الانتخابات من بينها تسجيل أفراد القوات النظامية في أماكن العمل أو نقل السجلات أحياناً للمنازل بشكل لا يضمن سلامتها. وفي خارج السودان فقد أدي حصر المراكز في مدن بعينها في أوروبا وأمريكا لحرمان إعداد كبيرة وتجاوز آخرين. ويضيف فاروق أبو عيسي رئيس لجنة التحالف بان كل المؤشرات تؤكد عدم نجاح الانتخابات مشيراً إلى أن كل الدلائل تؤكد ان السجل مضروب ولا يمكن الاعتماد عليه، وقال بان اللجنة ستضع هذه المعلومات وهذه الرؤية لمؤتمر رؤساء وقيادات أحزاب لتحالف قبل ال 30 من هذا الشهر لاتخاذ ما يرونه في خطوات مضادة اعتبر إبراهيم غندور القيادي بحزب المؤتمر الوطني بأن أي حديث عن مقاطعة الانتخابات من قبل المعارضة دليل على عجزها عن المنافسة، وقال أن الانتخابات ستقوم في موعدها حتى ولو خاضها حزب المؤتمر منفرداً طالما توفرت استحقاقات الانتخابات ويبقي السؤال بعد هذا هل ما تعلنه المعارضة لعبة في إطار التكتيكات المتصارعة فيما بينها أم هروب مبكر من الانتخابات انتظاراً لخيارات أخرى . نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 23/11/2009م