مكة المكرمة (المملكة العربية السعودية) ا ف ب: يستعد مئات الآلاف من الحجاج تغص بهم مكةالمكرمة لبدء مناسك الحج الاربعاء فيما تواجه السلطات السعودية تحديات تتمثل لا سيما بتفادي انتشار انفلونزا الخنازير ومخاوف من حصول تظاهرات حجاج ايرانيين. وعزز الاعلان السبت عن وفاة اربعة حجاج اثر اصابتهم بانفلونزا الخنازير المخاوف من انتشار المرض بالرغم من ان الكثير منهم لا يعيرونه كثيرا من الاهتمام لدرجة ان البعض لم يلتزم بأخذ اللقاح مسبقا كما اشترطت السعودية. اما على الصعيد الامني، فقد اكد الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي في مؤتمر صحافي عقده مساء الاحد ان المملكة 'لن تسمح بان يساء' لموسم الحج، مشددا على ان السلطات اتخذت كل الاجراءات من اجل الحفاظ على امن الحجاج وسلامتهم. وقال الامير نايف الذي يشغل ايضا منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء ورئيس لجنة الحج العليا 'لن نسمح بأي حال من الاحوال بأن يساء لهذه المناسبة العظيمة او لاي حاج'، مضيفا 'لا يجوز اي فعل من الافعال ليس ركنا في اداء الحج' في اشارة ضمنية الى تظاهرات قد يقوم بها ايرانيون. وتصاعدت المخاوف من حصول مواجهات مع الحجاج الايرانيين على خلفية السجال بين السعودية وايران اذ دعت السعودية ايران الى 'عدم تسييس الحج' بعد اتهامات ايرانية باساءة معاملة الايرانيين اثناء الحج. وحول هذه المخاوف، قال الامير نايف 'سمعنا اشياء متناقضة لكن (التصريحات) الاخيرة طيبة من مسؤوليين ايرانيين..نأمل ان ينصبوا الى اداء (المناسك) في الحج'. وقال 'اطمئن الحجاج اننا قادرون بإذن الله على توفير امنهم وسلامتهم وكل ما يتعلق بشؤونهم'. ودعا الحجاج الى الالتزام بالمناسك، مشيرا الى ان 'اجراءات اتخذت للحفاظ على صحة وامن وسلامة الحجاج'. ومن المقرر ان تقيم بعثة الحج الايرانية تجمع 'البراءة من المشركين' في يوم الوقوف على عرفات، وهي تظاهرة درج المشاركون فيها خلال السنوات الماضية على اطلاق دعوات بالموت لاسرائيل وللولايات المتحدة. وكان نائب رئيس البعثة الايرانية اكد ان هذه 'المراسم اعتيادية' ولن تكون مخالفة للقوانين في السعودية، مشددا على احترام القوانين في المملكة. وكانت السلطات السعودية قمعت تظاهرة للحجاج الايرانيين خلال الحج عام 1987 ادت الى مقتل اكثر من 400 شخص بينهم 275 ايرانيا. وتوترت العلاقات بين البلدين اثر هذه الحادثة ومنع الايرانيون من الحج حتى العام 1991. ويتولى اكثر من 100 الف ضابط وعنصر امن تنفيذ خطة امنية وضعتها المملكة لمواجهة كافة التحديات الامنية على حد قول مدير الامن العام السعودي الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني. ويشارك في الخطة حوالي 14 الف ضابط وعنصر من الدفاع المدني مزودين بثلاثة الاف الية وتسعمئة عربة وسيارة. وفي سبيل معالجة افضل واسرع للحوادث، تم توفير انظمة متطورة لتلقي البلاغات عن الحوادث تتيح معرفة موقع المتصل تلقائيا. وانشئ 30 مركز شرطة لخدمة المشاعر المقدسة ولاستقبال البلاغات الجنائية والشكاوى والتحقيق في البلاغات، كما شكل المجلس الاعلى للقضاء 13 محكمة للنظر في قضايا الحجاج في الحرم المكي ومنى. وفيما يتعلق بالارهاب قال الامير نايف ان السعودية 'استطاعت ان تضع حدا لهذه التصرفات وان تفشل مئات المحاولات الارهابية'. وذكر مصدر سعودي رسمي لوكالة فرانس برس ان تأشيرات الحج التي منحت من سفارات المملكة في الخارج بلغت مليونا وستمئة الف تأشيرة، مشيرا الى انه من المتوقع ان يصل عدد الحجاج هذا العام الى '8 .2 مليون حاج من داخل السعودية وخارجها'. ويتعين على المقيمين داخل المملكة الحصول على تصريح بالحج لاداء المناسك. ويتولى حوالى 32 الف مطوف ومطوفة توفير السكن للحجاج والنقل والتعامل والعلاقات الثقافية والفكرية والتواصل مع البعثات القادمة من كافة الدول. ومن المفترض ان يستمر توافد الحجاج الى مكة حتى الاربعاء. ويستعد الحجاج للتوجه الى منى مساء الاربعاء حيث يبيتون في خيام فيها قبل التوجه للوقوف على جبل عرفات من شروق الشمس حتى غروبها الخميس ثم التوجه ليلا الى مزدلفة. وبعد رمي الجمرة الكبرى (العقبة) والاحتفال بالاضحى الجمعة، يبدأ الحجاج شعائر رمي الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى) في منى السبت وتستمر يومين للمتعجل وثلاثة ايام لغير المتعجل من الحجاج. ويسلك الحجاج للمرة الاولى هذه السنة ثلاثة مسارات جديدة اضافة الى مسارين قديمين على جسر الجمرات لمنع وقوع حوادث تدافع كتلك التي اودت بحياة المئات في مواسم ماضية. وتم تثبيت 600 كاميرا للمراقبة في منطقة رمي الجمرات فيما وضعت 1852 كاميرا للمراقبة داخل الحرم المكي وفي محيطه، بزيادة ملحوظة عن العام الماضي، وزود نظام المراقبة بقاعدة بيانات ضخمة.