أطلّ النظام الاقتصادي العالمي الجديد على الأممالمتحدة بكامل قوته، أخيراً، عندما تم الإعلان عن انضمام عضوين جديدين إلى مجلس الأمن هما الهند وجنوب إفريقيا، اللتان تعدان الممثلين البارزين من آسيا وإفريقيا في القرن الحادي والعشرين، لتشاركا ألمانيا والبرازيل كأعضاء غير دائمين في مجلس الأمن. وسوف يجلس الجميع جنباً إلى جنب مع الأعضاء الدائمين الذين يتمتعون بحق الفيتو، وهم بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا. إنها لحظة هامة بالنسبة للقوى الاقتصادية الجديدة في العالم، وهي المرة الأولى التي تحصل فيها على تمثيل كامل في المؤسسة العالمية التي تم إنشاؤها في أعقاب الحرب العالمية الثانية. فالهند لم تحصل على مقعد في مجلس الأمن منذ عام 1992، ومما لا شك أنها سوف تغتنم الفرصة من أجل الدفع باتجاه الإصلاح والحصول على مقعد دائم في المجلس. يعاني المجلس من أوجه قصور متعددة، والأممالمتحدة أثبتت كثيرا أنها عاجزة وتفتقر إلى الكفاءة. ومن الممكن تماماً أن يجعل توسيع النطاق من المجلس كياناً أشدّ صلابة على نحو متوازن. ومن المفترض أن تقوم الأممالمتحدة بترتيب الوضع في هايتي، ولكن منطقة الكارثة لا تزال كما هي. ومن المفترض أن تقوم المنظمة الدولية بإحلال السلام في السودان، ولكن هناك تحذيرات من نشوب حرب أهلية جديدة. وقام المجلس بفرض عقوبات جديدة على إيران، ولكن العقوبات أضعفت بسبب الحاجة إلى استيعاب روسيا والصين. ومع ذلك، فإن ضخ دماء جديدة في مجلس الأمن يمكن أن يكون فرصة لتحسين فعاليته. والأممالمتحدة لا تتسم بالكمال، ولكنها هي ما لدينا، وأعضاؤها يميلون عن حق إلى أخذ مكانتها وبياناتها على محمل الجد. وكثيرا ما تشير الاقتصادات الناشئة إلى الظلم الناجم عن عالم مازال يدار بواسطة أنظمة أنشئت قبل أكثر من 60 عاماً، ويدعي أن مجلس الأمن غير الفعال ما هو إلا انعكاس لطبيعة تشكيله. الآن آن الأوان لهذه الاقتصادات لإبراز قدرتها على تهيئة المجلس كي يكون أكثر ملاءمة للعصر الحديث. في الوقت نفسه سوف تحصل الهند على مكان في مجلس الأمن الدولي، في خطوة تعتبر خطوة نحو الحصول على مقعد دائم والاعتراف بمكانتها كقوة عالمية متنامية. ووفقا لمصادر دبلوماسية هندية، سوف تستخدم نيودلهي مكانتها إزاء الطاولة رفيعة المستوى بين القوى العالمية الكبرى من أجل الدفع للإصلاح في الأممالمتحدة، الأمر الذي يعد انعكاساً لصعودها مع القوى الناشئة مثل البرازيل وجنوب إفريقيا. سوف تضطلع الهند بمسؤوليتها بين أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر بوصفها ممثلا إقليمياً للقارة الآسيوية في أعقاب اقتراع في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وسوف تنضم إلى الهند حليفتها جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى كولومبيا ودولتين أخريين تختاران من ثلاث دول هي البرتغال وكندا وألمانيا. وإذا فازت ألمانيا بالتصويت فسوف تشكّل، مع تحالف مجموعة الأربع التي تنادي بتوسيع عضوية مجلس الأمن الدولي، قوة مؤثرة موالية للإصلاح. وتواصل البرازيل حالياً للعام الثاني على التوالي في المجلس مهمتها كممثل إقليمي. وعلى أية حال، فإن أعضاء مجموعة دول «بريك»، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين، بوصفها أسرع اقتصادات العالم نمواً، سوف تنضم إلى المجلس للمرة الأولى، وتعزز تعاونها كقوى عالمية ناشئة. المصدر: البيان 20/10/2010