تتبادل مجالس الخرطوم نبوءة الشيخ بله الغائب حول ترجيح الاستفتاء لخيار الو حده ومغادرة القائد سلفا كير إلي دولة مجاورة .وتناقش المجلس صدقيه النبوءة ومن صدرت منه بل تناقش صدقيه النبوءات من الأساس عندما تخطيط بمطامع الساسة وتناقش دور رجال الدين أو الطبقات الأخرى من الكهنة ومدعي علم الغيب . من هو الشيخ بله الغايب ليخرج فجأة بهذه النبوءة التي ستحسب علي الإسلام والصوفية كلهم سواء كانوا ضدها أو معها ؟!وما هو رأي هيئة علماء السودان بقيادة الشيخين احمد البيلي ومحمد عثمان صالح ؟وما هو موقف المجلس الأعلى للذكر والذاكرين الذي يتحمل مسؤولية ضبط وتصحيح النشاط الصوفي في السودان ؟لا يحسن ابدآ بهذه الأجسام إن تنطق لمصلحة المؤتمر الوطني وتصمت لصالحة أيضا . من بين هذه الأسئلة هنالك تحليل منطقي لابد منة .هب أن هذه النبوءة غير صادقة ومجرد رجم بالغيب .إلا تعبر عن سقف التوقعات الكالحة فيما يتعلق باستقرار الجنوب بعد الاستفتاء .ولو حذفنا الجزء المتعلق بنتيجة الاستفتاء الم يتحدث سلفا كير شخصيا عن استهداف له ؟الم يتهم قائد الحرس الخاص للدكتور جون قرنق هاشم بدر الدين المخابرات الأمريكية باغتيال قرنق لأنه قائد قوي (أكثر من اللازم )ونشر حديثة في الشرق الأوسط والعربية نت ؟إلا يسمح الوضع في الجنوب وتصاعد الخلافات بين الشريكين بتحرك كثير من المغامرين ؟ الفترة التي تمر بالسودان قبل التاسع من يناير 2011فترة خطيرة وحساسة والاحتمالات فيها مفتوحة لكل التسويات المعقولة والمفاوضات الجادة بين شريكي الحكم في السودان والنخب المستنيرة .كما تنشط فيها دبلوماسية الدول الكبرى ومخابراتها .والاحتمالات مفتوحة أيضا للمغامرات والمغامرين .نبوءة بله الغايب أكدت ان الباب مفتوح للمغامرات القادمة من خرج الوسط العسكري والسياسي ،من عمق المجتمع وربما تنجح مغامرة في إهدار الاستقرار طالما إن الوضع هش جدا وغير مهيا للاستفتاء . لدينا هاهنا سؤال :هل يمكن تطبيق الديمقراطية الكاملة النزيهة الشفا فه في دولة لم تستقر بعد ولم يتم تامين مناخها السياسي من( المغامرات )؟!وبناء علي هذا هل يمكننا تعزيز التفكير في (ديمقراطية انتقالية )علي ذات قياسات (العدالة الانتقالية )؟!لا يجدر بنا إن نعترف بضرورة حصر الممارسة الديمقراطية و الموافقة للمعايير الدولية في مستويات محددة ويتم في ذات الوقت تأسيس مزيج بين الديمقراطية والنظم الأهلية التقليدية ،علي شاكلة مجالس منتخبة للعمد والأعيان ورجال الدين و(الكجور )حتى ولو كان تصنيفهم أنهم مجرد سحرة أفارقة أو وثنيين . عزيزنا القائد سلفا كير إذا كان هناك من يغامر بالنبوءة وهي علاقة مقدسة بين الخالق والخلق فهنالك من يغامر بالفعل والعمل !. نقلا عن صحيفة السوداني 10/11/02010م