يقول مثقفون إندونيسيون إن الرئيس أوباما وعد في خطاب ألقاه في القاهرة قبل أكثر من عام، بإقامة علاقات جديدة مع العالم الإسلامي تقوم على التفاهم والاحترام المتبادل، غير أن ذلك لم يتحقق منه شيء حتى الآن. وأشاروا في هذا الاطار إلى أن سياسات واشنطن تجاه أجزاء من العالم الإسلامي من بينها أفغانستان وفلسطين لم تتغير. واشنطن إذن غير قادرة على الوفاء بوعودها، وهو ما أثبته أوباما مرات عديدة في مجال السياسة الخارجية، بما في ذلك إندونيسيا التي يزداد اقترابها من الصين يومًا بعد يوم. وكما لاحظت صحيفة «هيرالد تريبيون»، فقد أنهى وفد صيني رسمي رفيع المستوى قبل ساعات من وصول أوباما إلى جاكارتا يوم الثلاثاء، زيارة لإندونيسيا وقع خلالها اتفاقيات لاستثمار «6.6» مليار دولار في عمليات لتطوير البنى التحتية الإندونيسية. وتشكل هذه الصفقة التي تتناول شق طرق وقنوات ري وبناء جسور، تحديًا لإدارة أوباما يشهد عليها التوقيت «المريب» للصفقة. ورغم قول أوباما في جاكارتا إن الولاياتالمتحدة غير مهتمة باحتواء الصين، فإن مباركته قبل ذلك ببضع ساعات مسعى الهند لحجز مقعد دائم لها في مجلس الأمن، تشهد على عكس ذلك وتثبت أن واشنطن تتقرب من الهند التي تعتبر واحدة من الدول الأسرع تحقيقًا للنفوذ في العالم، وهو تقرب هدفه مواجهة الصين وبناء تحالفات مستقبلية مع الدول المنافسة لها. ولم تمنع شكوك إندونيسيا القديمة تجاه النوايا الصينية، بكين من فتح عدة دروب لها في الدولة الإندونيسية بالمجالات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية. وكما قال وزير دفاع إندونيسي سابق، فإن بامكان بلاده أن تبحر بسلام في أمواج المنافسة الأميركية الصينية، وأن تعطي من وقت لآخر إشارات حول أهمية كلتا الدولتين بالنسبة لها، مضيفًا أنه يجب عدم اقامة علاقات وثيقة مع إحداهما على حساب الأخرى لأن ذلك سيقوض قيم السياسة الخارجية الإندونيسية. لكن بكين لا تقف مكتوفة الأيدي وتسعى إلى بناء علاقات متينة مع إندونيسيا لدفعها إلى التخلي عن واشنطن مستقبلاً. ومنذ عودة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإندونيسيا عقب محاولة انقلاب شيوعية في جاكارتا عام «1965»، تتحسن هذه العلاقات بسرعة. وأسفرت اتفاقيات شراكة بين البلدين إلى تقديم مساعدات فنية صينية تمكن جاكارتا من بناء طائرات وسفن وانتاج أسلحة وذخائر. واستخدمت جاكارتا الورقة الصينية بذكاء لاجتذاب أميركا نحو تقديم المزيد من المعونات الاقتصادية لها. المصدر: الوطن 11/11/2010