- (الجنجويد يهبطون من الجبل).. كتاب لنا قبل عامين.. وفيه نجزم بان من يدير السودان ومنذ نصف قرن هو.. المخابرات الاجنبية..!! ومقالات ثمانون تقول.. كيف..!! - ونسرد طائفة ممن صنعتهم المخابرات هذه.. ومنهم على الحاج.. وآخرين. - والسيد عباس البخيت يطلب منا امس ان نعيد كتابة صفحات الكتاب هذا.. وان نسهم مع آخرين في كتابة تاريخ السودان الحديث..!! - ونفزع.. فاول ما نعرفه هو ان كتابة تاريخ السودان – كما يقول احمد سليمان- عمل ان هو كتب بصدق فان كثيرين.. كثيرين.. سوف يخرجون تحت الليل. - لكن استاذ عباس. - لما كان السيد علي حسن تاج الدين يعجز.. في مثل هذه الايام عام 1987 عن زيارة كبكابية لتقديم العزاء في الشرتاي (آدم احمدي) الذي قتله احد الجيوش هناك كانت ست جيوش مسلحة مجنونة تجوب دارفور بكاملها.. تقتل الناس. - وكل منها يتبع مخابرات دولة اجنبية - جيش دولة مجاورة يدخل دارفور بحجة مطاردة المعارضة. - وجيش يتبع لمخابرات أخرى يمشي والاسلحة تتناثر حوله. - وجيش باسم (الفيلق الاسلامي) وحين تتخلى عنه مخابرات تلك الدولة يصبح من اعظم عصابات النهب ومنه تنشق كلمة (جنجويد) وجيش لقبيلة هناك وجيش لأخرى وثالثة. - وجهة عاشرة تتبع مخابرات اجنبية معينة تنطلق مثل الحريق تدمر نصف دارفور والسيد عبد النبي حاكم دارفور يصرخ في (27مارس 1987) ويلطم نوافذ الصادق ويجأر بانه (لا مفر من التدارك العاجل حفاظا على قواعدنا وعلى سمعة السودان ذاتها التي اصبحت سبه) - والرجل يشكو من ان الشرطة اعجز من ان ترفع اصبعاً. - وعام 1988- في صباح مارسي كان مكتب الصادق المهدي يستقبل من يتوسلون إليه حتى يوقف الحرب بين الحزبين (الامة والاتحادي) والتي دمرت البلاد هناك والعباد. - .. - والضيوف المتوسلون كان شيئا يسبقهم.. ومنظمات يقودها مثقفون تولد لحماية الناس.. واسماء منها ابن عمر ابكر ودكتور علي حسن تاج الدين وعلي الحاج وغيرهم.. تولد. - والاحزب تبتلع القيادات هذه فهي.. عند كل حزب.. الرسن الذي يقود الآخرين. - دون ان يخطرلاحد ان ما يبتلعونه كان هو الصنارة التي ترسلها المخابرات لمعدة هذه الاحزاب.. وحتى تصبح اصابع المخابرات هذه شيئاً يقود البلاد من الخرطوم وليس من دارفور. - وبعض الاسماء هذه نظيف.. مخدوع.. بينما آخرين يعلمون ما يفعلون. - والمخابرات تلك تبقى اسماء آخرى هناك.. والاسماء الاخرى هذه كان ما يجمع بينها هو انها كلها جميعاً تلقت دراساتها في السويد والنرويج والمانيا وواشنطن..وبعضها يقود حركات التمرد الآن. (2) - الايام ذاتها منتصف الثمانينات كانت صناعة تمرد الجنوب تكتمل - وكل احد يعرف كيف صنع قرنق واكول. - ودولة مجاورة تجلب مشار من لندن بطائرة خاصة حتى يلحق بقرنق - واجهزة اخرى تقوم (بتنظيف) البيت لقرنق..وتتولى اغتيال قيادات القبائل الاخرى. - ومدهش جداً ان من قام بتسديد الرصاصة التي قتلت قائد الانانيا الاول (المسلم) لما كان يسبح في النهر هو ذاته الذي يستمع الى احد المثقفين قبل فترة قليلة.. يستمع وهو يهز رأسه ساخراً.. شأن من يعرف حين يستمع الى من لا يعرف - كان المثقف الشمالي يتحدث عن الجيش السوداني ايام صراعه ضد قرنق - والرجل الجنوبي يرفع عيونه ليقص بهدوء كيف ان جيش الشمال هذا لولا الخيانات بين صفوفه لكان قد حسم المعركة منذ زمان. - الرجل – كمثال صغير- يقص كيف انه لما كان قرنق يحدث جنوده عن ان العملية القادمة هي الهجوم على (.........)ويجد من يفترض بان المدينة هذه محصنة.. يجيبه قرنق بان: الامر مرتب.. اقعد. - والناس يعرفون بعد ذلك – ايام الانقاذ – كيف ان بعض هؤلاء (القادة) يلتحق بالتمرد مباشرة بينما آخرون يعودون الى بيوتهم آمنين.. وبلسان فصيح (3) الولاء للوطن يصبح هو الولاء للقبيلة.. والولاء للقبيلة يصبح ولاء لمخابرات اجنبية و... والاحزاب تعود قبائل.. تقودها المخابرات الاجنبية.. من داخلها. و.. والتمرد من كل جهة يصبح - اكثر قوة من الدولة. - وما لا يقال اعظم من هذا كله. - استاذ البخيت - انت تعرف لماذا لم يسقط السودان وهو ينخب من الداخل والخارج. - السودان لم يسقط..والسودانيون قدموا الدعم المدهش للانقاذ.. لان الناس – وبغريزة عجيبة – شعروا بالخطر القادم. - والشعور هذا هو الذي جعل الناس (يموتوا قبل) مدافعين عن الانقاذ. - اذن؟! ا ذن تاريخ السودان لا يكتبه الا من يعرف ما يجري تحت الارض. - ويعرف (حقيقة ) فلان.. بعد فلان - ويعرف – او عنده طرف- مما يجري.. تحت الارض ارض الخرطوم بالذات.. ما بين خلايا موسيفيني الآن.. وحتى الشباب (الخمسين) الذي بعث بهم احد وزراء الحركة الشعبية للخارج.. بصفتهم موفدين من الوزارة لاعمال هناك.. بينما هم في حقيقة الامر عناصر تبعث لاستلام دورهم في المخطط القادم - مخطط اشعال الخرطوم.. الذي تربض خلاياه الآن. -استاذ عباس: تطلب ان نكتب عن تاريخ الحركة الاسلامية.. - وما نكتبه هنا يبدو بعيداً عما تريد.. لكن التاريخ – كما نعرفه لا يكتب الا بعد ان يرسم صله كل شئ بكل شئ - وبعد اخراج كل الفئران والحشرات التي تأكل عروق الشجرة - ومن يفعل هذا يكون قد كتب التاريخ.. ونحن لا نستطيع ان نفعل هذا - وبعض ما تعرفه مما يجري تحت الارض يجعلك تهز رأسك دهشة وانت تسأل - كيف ظل هذا السودان موجوداً حتى اليوم؟! نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 29/12/2010م