يحاول القائمون علي أمر البنك المركزي مساعدة الجميع كل في مجال عمله. فالمصدرين يريدون التحفيز لعائد صادراتهم والمستلفين من البنوك التجارية يريدون معاملة خاصة عندما يفشلون في السداد هنا يتدخل بنك السودان المركزي لحلحلة كل هذه المشكلات بحيث لا تضار البنوك ولا يتضرر العملاء . لكن كثيرون يودونها حمراء وجراية وما بتاكل الشعير وهذه مستحيلة المستوردون يريدون أن يوفر لهم البنك المركزي عن طريق بنوكهم التجارية العملة الصعبة لوارداتهم وبالعدم يلجأون للسوق السوداء, وبالتالي يساهمون بطريق غير مباشر في ارتفاع سعر الدولار في السوق الأسود. غالبية المستوردين لا يحاولون قلب الموازن علي رؤوس تجار العملة بالدخول في عمليات الصادر واستخدام عائد صادراتهم في تمويل وارداتهم وبهذا يصطادون عصفورين بحجر واحد . يكونون قد ساهموا في تحريك تجارة الصادر وفي نفس الوقت حققوا لأنفسهم أرباحا مريحة باستخدامهم لدولار الصادر الذي تقل قيمته بما لا يقل عن 40% من دولار السوق الأسود. قد يسأل أحدهم كيف يحدث ذلك؟ هنالك سلع سودانية كثيرة مطلوبة في السوق العالمية لأسباب كثيرة. المطلوب من المستوردين العمل في جانبي التجارة الخارجية أي التصدير والتوريد فسلع مثل السمسم والصمغ العربي والكركدي وحب البطيخ والفواكه كلها صادرات مطلوبة في الخارج ما علي المصدر الا اختيار السلع التي تروقه والدخول في سوقها من أجل الصادر. سأختار هنا كمثال لا حصر سلعة الصمغ العربي كأحدي الصادرات الهامة والمطلوبة بلا حدود في أركان الدنيا الأربعة. الصمغ العربي كسلعة له ميزة علي غيره من سلع الصادر بأنه غير قابلة للفساد أو التلف كما أن استخداماته لا تحصي ولا تعد فهو يدخل في 32 صناعة كمثال: الأخبار والبهيات – الأصماغ – العطور وأدوات التجميل – النسيج – الأدوية- المشروبات الغازية وخلافها أما الأهم في أمر الصمغ العربي فهو أن الإنتاج الكلي للصمغ لا يغطي 10% من حاجة العالم له, فقط المطلوب هو الدخول في أسواق جديدة بدلاً عن حصر أنفسنا في الغرب الأوروبي وأمريكا . الشرق الأقصى بما فيه الصين وماليزيا وغيرها من دول المنطقة تحتاج للصمغ العربي وتستخدمه لكن تحت مسمي كودي هو 414 E. فلو اخترنا تلك الأسواق لما احتجنا لشراء الدولار من السوق الأسود . والمطلوب من المستوردين شراء الصمغ العربي وتصنيعه وتصديره كمادة خام في البداية وبذلك يحصلون علي عملات حرة بأسعار قليلة مقارنة بأسعارها في السوق الأسود, وفي الجانب الأخر يكتسبون خبرة في تسويق الصمغ العربي كمادة مفيدة في حد ذاتها وليس كما هو معروف عنها الآن. عندما سترتفع قيمة الصمغ عالميا ويستفيد المستورد الذي أصبح مصدرا ومستوردا في نفس الوقت محققاً عدة فوائد لنفسه وللوطن. أما كيفية الدخول في العملية فنحن علي استعداد لتقديم العون اللازم لكل من يطلبه من المستوردين. (العوج راي والعديل راي). نقلا عن صحيفة التيار السودانية 19/1/2011م