الهلال يرفض السقوط.. والنصر يخدش كبرياء البطل    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الجيش ينفذ عمليات إنزال جوي للإمدادات العسكرية بالفاشر    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالفيديو.. تاجر خشب سوداني يرمي أموال "طائلة" من النقطة على الفنانة مرورة الدولية وهو "متربع" على "كرسي" جوار المسرح وساخرون: (دا الكلام الجاب لينا الحرب والضرب وبيوت تنخرب)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    عصار تكرم عصام الدحيش بمهرجان كبير عصر الغد    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور حسن مكي يقدِّم قراءات جديدة للأوضاع السياسية
نشر في السودان الإسلامي يوم 21 - 09 - 2008

في هذه الأثناء، تُواجه البلاد مأزقاً سياسياً كبيراً، على خلفية الاتهامات التي وجهها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للرئيس عمر البشير، ففي الوقت الذي تستنفر فيه الحكومة كافة آلياتها وتبحث عن كافة الوسائل للحيلولة دون صدور مذكرة توقيف دولية ضد الرئيس، لا يزال الغموض يكتنف الموقف، ويبدو التكهن بالمستقبل أمراً صعباً.
لكن الدكتور حسن مكي القيادي الإسلامي والمحلل السياسي، يرسم سيناريوهات، يلاحظ المراقب أنها دائماً ما تتحقق، فقد تنبأ الرجل منذ وقت مبكّر بخلافات الإسلاميين، وحذَّر في السابق من خطورة اللعبة التي تديرها الحكومة مع القوى الدولية بشأن التسوية في الجنوب وما يصفه ب(فخ دارفور)، ونبّه الى أن المطلوبات الدولية من الحكومة لن تنتهي بعد قبولها بالمرجعية الدولية في اتفاقية نيفاشا للسلام.
وهو الآن جالساً في مكتبه بجامعة افريقيا العالمية يبدو متحسراً لما آلت إليه الأوضاع، لكنه رغم ذلك يرى أن (المخارجة) محتملة من أزمة المحكمة الجنائية الدولية، لكنها ستتم مقابل (أثمان كبيرة)، وأن التسوية القادمة ستعيد (هندسة النظام) بصورة قد (تشق عظمة الإنقاذ)، كما أن الدكتور حسن مكي لا يزال عند موقفه القديم بأن الرئيس البشير هو الأقوى داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم -رغم ضغوط الاتهامات الدولية- ويعتقد في هذا الخصوص أن ليس هنالك حاليا في المؤتمر الوطني من يريد منازعة الرئيس في سلطاته أو صلاحياته، معتبراً أن البشير يستمد قوته من كونه رئيساً للبلاد وقائداً للجيش، وأضاف في الخصوص: لا أحد ينسى أن البشير أطاح بالترابي (صاحب الجلد والرأس).
في الحوار التالي مع (الصحافة)، يقدّم الدكتور حسن مكي تحليلاً جديداً بشأن الأزمة مع المحكمة الجنائية الدولية، ويتحدَّث عن مفاجآت ستحصل قريباً، لكنه يرفض أن يكشف عنها، ويصر على أنها ليست (معلومات) وإنما مجرد استنتاجات خلص اليها من قراءاته للأوضاع الراهنة.
? في إحدى الندوات التي تحدّثت فيها، اعتبرت أن القوى الدولية حاولت الوصول عبر اتفاقية نيفاشا للسلام إلى هندسة سياسية جديدة لنظام الإنقاذ، هل تم ذلك، وإذا حصل ما اشرت اليه، لماذا لا تزال الضغوط الدولية تمارس على الحكومة؟
* المؤكد أن السودان أصبح في وضع يخضع للمرجعية الدولية، فرضت عليه هندسة سياسية متعلِّقة ببرتكولات نيفاشا الستة والتي قامت على نظامين في دولة واحدة، مما أدى إلى بروز دولتين أو نظامين، وزيري دفاع وعدة جيوش، وحكومة وحدة وطنية، وتم الاستغناء عن المشروعية الانتخابية التي خلفت المشروعية الثورية، وأصبح مشروعية دولية واكتفوا بالضمانات الدولية والإقليمية، أصبح السودان (مُكتَّف) باتفاقية السلام، وكان البعض يتوقع حوافز، والبعض (شطح) وتوقّع الحصول على جائزة نوبل للسلام، فإذا تنقلب (جائزة نوبل) إلى (فخ دارفور)، وأدت (الأزمة) إلى تصعيد، وأدت مرجعية دولية أيضاً (القوات الهجين)، وأعقبتها فخاخ أخرى، وأصبح التكييف للسياسية السودانية تكييفاً خارجياً، وأصبح المؤثر الداخلي ضعيف، وكأنما السياسة المحلية وصلت إلى طريق مسدود وأصبح الأساس هو التكييف الخارجي.
? ألم تحقق صيغة نيفاشا أهداف القوى الدولية التي تتحدّث عنها؟
* من الصعب أن نقول إنها فشلت، لأن الجنوب أصبح كله في يد (الحركة الشعبية)، وهو يشكّل ربع السودان أو يزيد، ودارفور أصبحت مقاسمة بين (الحكومة والحركات والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي).
القوى الدولية كانت دائماً تتحدّث عن تغيير سياسات النظام، لكن تغيير السياسات يحتمل دئماً أن لا يتغير كلياً الا بالاقتلاع، وبدأت المحاصرة، ومن الغريب أن النظام السياسي السوداني لم ينل جوائز، بينما قدّم تنازلات، والمطلوب الأن ما يشبه (الانزلاقة) أو (الجراحة العميقة).
? هل تعتقد أن قضية المحكمة الجنائية الدولية تأتي في إطار مزيد من الضغوط الدولية على الحكومة من أجل إجراء هذه الجراحة السياسية على النظام؟
قضية المحكمة الجنائية ستدفع بالقاطرة (النظام) كلها للانزلاق من مسارها لتأخذ مساراً مختلفاً تماماً.
? المدعي العام تحدّث عن توجيه اتهام لشخصية الرئيس، واعتبره مسؤولا عن ما جرى في دارفور من انتهاكات وجرائم حرب؟
لأن الرئيس كان صوته عالياً ضد المرجعية الدولية، وهذا يشجِّع المجموعات غير الراغبة في التعاون مع أميركا في الخروج والإطلال برأسها، وهذا أمر أمريكا يمكنها ان تحتمله إذا صدر من دول لديها بيئة داخلية متجانسة كإيران أو فنزويلا، أوكوبا، ولكن بالنسبة لأمريكا، من غير المقبول أن يصدر (الصوت العالي) من نظام أصبح يقوم على مرجعيه دولية وأصبح حملة الجوازات البريطانية يشكلون نصف حكومة النظام.
? ولكن هذا الاتجاه الذي تتحدّث عنه يسحب المشروعية الدولية من النظام بعد نيفاشا؟
* هذا تلويح، بأنه طالما أن النظام قام على هندسة سياسية ومرجعية دولية، فعلى النظام أن لا يأخذ منها باختياره وإنما بوصفة (القوى الدولية)، وطالما قبلت الحكومة بالمقدمات، عليها أن تقبل بالنتائج.
? هل كان أفق الحكومة ضيق للدرجة التي لم تتوقّع أن مشكلات جديدة بعد التوصل إلى حلول لأزمة الجنوب؟
* بعضهم كان يتوقّع حصول جائزة نوبل، وإذا اعتبرت هذا انسدادا فهذا من حقك كصحافي.
? ما هو تقييمك لتعامل حزب المؤتمر الوطني الحاكم مع قضية المحكمة الجنائية الدولية؟
التشخيص كان ضعيفاً، والفهم لدلالات الهندسة السياسية الدولية كان ضعيفاً، بدليل أن لجنة التحقيق الوطنية برئاسة مولانا دفع الله الحاج يوسف، رفضت وجود اللجنة الدولية للتحقيق لكن القرارات الخارجية جبّت قرارات لجنة دفع الله الحاج يوسف، وطالبت بأن يسمح للجنة الدولية بأن تجوب دارفور وتحدد من تشاء وكان هذا الرأي يقوم على افتراضات غير صحيحة، أي أن (القوى الدولية) ستقول إن الوضع في السودان عسل على لبن وهذا افتراض لم يك صحيحاً، وبناءً على تقرير اللجنة جاءت قضية محكمة الجنايات الدولية، وكلاهما مدفوع من مجلس الأمن حسب القرار (1556) الصادر في الثالث من يوليو 2004م، الغريب في الأمر أن قرار مجلس الأمن سابق على توقيع اتفاق السلام الشامل في مايو 2005م، ولذلك كان يجب أن لا تكون هنالك مفاجئة، فقد طالب (قرار مجلس الأمن) بثلاثة أشياء من الحكومة وعلى وجه التحديد، نزع سلاح الجنجويد والمحاكمات العادلة والقبول بقوات دولية، وبناءً على هذا القرار تأسست عدة قرارات لمجلس الأمن حتى وصلنا إلى الوضع الحالي.
? هل كان يمكن تجنّب الاتهامات ضد الرئيس، في حال تعاملت الحكومة مع المحكمة الجنائية الدولية فيما يخص أحمد هارون وعلي كوشيب؟
* قد لا يجنّبها، بل قد يستدرجها ويكون فخاً، وهذا يذكرني بقصة لأحمد سليمان المحامي رواها في كتاب له، حيث وقع أحمد سليمان على مذكرة تطالب بإنهاء حكم الفريق عبود وتصدر اسم قائمة الموقعين على المذكرة السيد الصديق وأخر شخص هو أحمد سليمان، لكن السلطات سارعت باعتقال أحمد سليمان، فكان ان إحتج الأخير، وقال لرجال الأمن (هل قرأتم المذكرة بالمقلوب).
? البعض يعتقد أن فشل الحكومة في التعامل مع الأزمة في دارفور، هي التي قادت الى قضية المحكمة الجنائية الدولية؟
* للأسف الشديد دخلنا في موقف صعب، علاقاتنا الدبلوماسية واهنة مع دول الجوار، وقد راهنا على المعارضة التشادية لكنها الآن (منقسمة وتبيع عرباتها)، وكذلك هنالك حديث عن تدريب مباشر بين تل أبيب وبانقي والمتمردين في دارفور، فإسرائيل أصبحت داخل قضية دارفور، ومع عدم انسجام البيت الداخلي فإن الوضع يبدو غريباً وشائكاً، ولا يؤهّل السودان للدخول في منافسة كبيرة مع القوى الدولية، فقد تنفتح عليك شروط أخرى، كالوصايا، السودان لا يستطيع أن يتجه نحو مصادمة بدون رؤية سياسية نافذة وبدون الإحاطة بتجارب سياسية أخرى وبقدراتها.
? هذا الوضع المعقّد ماذا سينتج؟
* إذا لم يكن هنالك سياسة خارجية رشيدة، وإذا لم تك لدينا مؤسسية بالداخل، ففاتورة التسوية القادمة مكلفة (خالص).
? هل تنظر أنت أيضاً إلى أن توجيه الاتهام للرئيس البشير تدفعه أجندة سياسية؟
* نعم، الهدف هو جعل النظام أمثولة للذين يطمعون في العالم إلى إنشاء دولة بنظام إسلامي، إذا كان الغنوشي في تونس، أو الإسلاميين في تركيا أو غيرها من البلاد، تقول القوى الدولية؛ انظروا ماذا فعلنا للسودان، ومثلما فعلوا مع نظام صدام حسين وجعلناه أمثولة للبعثيين والقوميين العرب، فالسودان مطلوب أن يكون أمثولة للتيار الإسلامي.
? هل يمكن أن يكون القصد من الاتهام ضد البشير، ترجيح لتيار على تيار داخل النظام نفسه؟
* في داخل النظام لا توجد تيارات بل توجد وجهات نظر، الرئيس البشير ما يزال هو الفيصل في المؤتمر الوطني، لكن بعد الاتفاقيات (نيفاشا) أصبح الرئيس البشير منازعا في سلطاته واختصاصاته، من قبل التركيبة الجديدة التي أفرزتها اتفاقية نيفاشا، فهو لا يستطيع ان يقيل وزير الخارجية، إذا تبنى وجهة نظر مخالفة لوجهة نظره كما يحصل الآن، ونائبه نفسه لديه موقفه الخاص، لكن في المؤتمر الوطني البشير كلمته نهائية.
? هل يمكن أن تكون اتهامات أوكامبو جزءاً من خطة لإبعاد البشير من سدة الحكم؟
* هذه واضحة، منذ فترة اتضح أن القوى الدولية ترى أن الرئيس البشير أصبح صوته عالياً وبات ترياقاً مضاداً للتدخل الدولي، وبوجوده المآلات لن تصل إلى نهاياتها، خاصة بشأن الهندسة التي طرحت في نيفاشا، والانتخابات هي الفيصل، المطلوب أن لا يكون الرئيس البشير من الجياد التي ستخوض السباق.
? هل تحفّز الضغوط الخارجية على الرئيس البشير، آخرين داخل حزبه للاستعداد لخلافته؟
* الحزب الحاكم ليس فيه تيارات، هي وجهات نظر، والرئيس البشير هو خيار المؤتمر الوطني الوحيد في الوقت الحالي، حتى بعد المحكمة الجنائية الدولية، لا أحد يرغب في منافسة الرئيس حالياً لا يستطيعون فعل شيء -حتى تحت البطانية- لا يتحرّكون، لكن القوى الدولية غير مستعجلة، يمكن أن تنتظر.
? من أين يستمد الرئيس قوته؟
* أولاً: هو رئيس البلاد والمؤتمر الوطني الحاكم، وقائد الجيش، وهو الذي استطاع ان يبعد الترابي صاحب (الجلد والرأس) فإذا هو استطاع ابعاد الترابي، فكيف لا (...).
? هل يوجد خليفة للبشير داخل المؤتمر الوطني؟
* موجود بالتأكيد ولكنني لا أود الخوض في هذاالموضوع. السودان ليس عقيماً والرحم السوداني لم يصب بالانسداد.
? في اعتقادك، هل ترغب القوى الخارجية في بديل للبشير من داخل المؤتمر الوطني؟
* كله ممكن ووارد.
? أعيد إليك سؤالي بصيغة أخرى، هل تبحث القوى الدولية عن بديل للرئيس من داخل النظام أو من القوى المعارضة؟
* (قطع شك) ستتم عملية هيكلة جديدة مفروضة من الخارج، فمن يقوم بالانقلاب يفرض شروطه.
? ماذا تعني بهيكلة جديدة؟
* جراحة سياسية كبيرة، لكن (حل بأخوي واخوك مافي) مثلما حدث في زيمبابوي، رغماً عن ان الرئيس موغابي اعتبر نفسها منتصراً على القوى الدولية، إذ استطاع ان يقنع الصين باستخدام حق الفيتو، لكنه مع ذلك دفع ثمناً كبيراً وتنازل عن (50%) من سلطات لمصلحة زعيم المعارضة الذي أصبح رئيس وزراء وأصبح لديه غالبية بالبرلمان، ليبيا أيضاً تعرّضت لجراحة بيضاء، والسودان ليس أقوى من هذه الدول.
? هل تقصد أن تغييراً سيشمل كافة ارجاء النظام؟
* لا بد للحكومة بشكلها الحالي أن تقوم بجراحة كبيرة، لا يمكن أن يظل الموقف مجمداً هكذا كيف ومتى هذا يتحدد في الدهاليز الضيقة، هم يضغطون في سبيل سقف عالٍ والحكومة تحاول ان تبذل جهداً في سبيل سقف منخفض، ولكن لا بد أن يتم شيء في النصف، كان هنالك أشياء متاحة ومعروضة، السودان ليس أقوى من زيمباوبي وليبيا، ونحن كما قبلنا بفاتورة المرجعية الدولية كما هي لا بد أن نقبل بالنتائج، إلا إذا حدث تغيير كبير في موازين القوى الدولية وهو أمر غير محتمل.
? هل تتوقَّع أن تكون مبادرة الجامعة العربية والمحادثات التي ترتب قطر لاستضافتها منبراً مناسباً لهذه التسويات؟
* يمكن أن يكون واحداً من المنابر لأن قطر دولة مهمة لديها تواصل مع اركان السياسة الدولية كما انها إمبراطورية مالية ضخمة.
? هل لدى الحكومة خيارات أخرى لتفادي المطلوبات الدولية؟
* يمكن أن تقول إن الحكومة في موقف صعب، لكن يمكنها أن تعجّل بالانتخابات، وتدعو في إطار هذه الانتخابات إلى حكومة جديدة، ولكنه ذلك أيضاً دونه (خرت القتات) لأن الشركاء (الحركة الشعبية) يمكن أن يرفضوا، ويمكن ان تقوم انتخابات جزئية ليس لديها شرعية قومية، وبالتالي ستكون هذه الخطوة (عزفاً منفرداً)، أما الخيار الثاني للحكومة، فهو النكوص عن كل ما تم من مرجعيات دولية (نيفاشا- القوة الهجين) وهذا يتطلّب العودة لعشرين سنة، لكن الطروف التي مهّدت ليوم الثلاثين من يونيو غير متوفرة الآن واذا حصل ذلك ستكون مرحلة قصيرة.
? إذاً من الممكن حصول تطورات دراماتيكية؟
* السيناريوهات عديدة، لكن يصعب تحقيق تحول مفاجئ، فالسلطة (مشتتة)، في الماضي كان البيان الجديد يصدر في الخرطوم، وتنصاع كافة الولايات للحاكم الجديد، لكن الآن؛ كل ولاية تعمل على موجة تخصها، الخرطوم نفسها (موجاتها كثيرة).
? كيف تقرأ موقف القوات المسلحة من مذكرة اوكامبو؟
* الجيش كلامه واضح جداً الرئيس خط احمر أن الذي يحاول أن يقلل من قيمة الجيش، عليه أن يحمل سلاحه ويتمرّد مثلما فعلت حركات دارفور، فالجيش ليس مثل السياسيين، لا يعرف (طق الحنك).
? السيناريو الثاني الذي تحدّثت عنه أقرب للمواجهة، هل المؤتمر الوطني قادر على هذه الخطوة؟
* لن يجدي ذلك فتيلا، لأن الممانعة (ضد القوى الخارجية) التي كانت في تلك السنوات، ضعفت الآن كثيراً.
? كافة السيناريوهات التي طرحتها لم تتضمن حلولاً للأزمة؟
* ليس مطلوباً مني أن آتي بحلول من سطح القمر، الحلول لا بد ان تأتي من الوقائع.
? هل المؤتمر الوطني قريب من القوى السياسية الأخرى؟
* القوى السياسية الأخرى لديها حساباتها ومصالحا، وقد تظهر ما لا تبطن وتصريحات السياسيين تختلف تماماً عن نواياهم.
? كيف تنظر لتراجع الموقف الفرنسي الذي كان متشدداً بشأن ضرورة تعامل السودان مع الجنائية الدولية؟
* ليس سوى تبادل أدوار بين القوى الدولية، فلندن هي مركز صناعة القرار الاوربي، والفرنسيون لديهم مطالبهم، وأميركا لديها مصالحها.
? هل هنالك دول في الجوار العربي أو الأفريقي يمكن أن تلعب دوراً مؤثراً في الأزمة؟
* هنالك دول يمكن أن تلعب دورا مؤثرا مثل مصر، لكن قطر هي المؤهلة للمصادمة مع القوى الدولية، فهي التي رفضت بيان الجامعة العربية الذي لم يساند السودان بقوة، أما بقية الدول العربية فهي ليس لديها قدرة لتحمل اي أعباء مثل أزمة دارفور، ليبيا وجنوب أفريقيا أيضاً في الخط، يمكنها أن تلعب دورا، عن طريق الاتحاد الأفريقي، لأن دورها عن طريق الجامعة العربية محدود.
? التحركات التي تقوم بها الحكومة حالياً خارجياً، هل تتوقع أن تعود بنتائج ايجابية لصالح الحكومة؟
* واضح أن هنالك تواصلاً سياسياً كبيراً ونتائجه غير معروفة، لكني أتوقَّع أن تحدث مفاجآت.
? ما هي هذه المفاجآت، وهل تشمل مثلاً تلبية الحكومة للمطالب الفرنسية؟
* لا أستطيع أن أتحدّث عن تسليم يؤذيني كسوداني هذا الأمر، خاصة وأن من نتحدّث عنهم أشخاص لا حول لهم ولا قوة، لكن ما أريد أن أقوله إن هنالك مفاجآت ستحدث لا أستطيع التكهن ماذا تعني كلمة مفاجآت ولكنها واردة، وقد تحل الإشكال بصورة كبيرة خارج كل الحسابات الموجودة الآن.
? هذه المفاجآت التي تتحدَّث عنها، هل هي ملعومات مؤكَّدة أم مجرَّد استنتاجات؟
* (ضحك طويلاً وقال) هي استنتاجات!
? ما هو تعليقك على زيارة الترابي الأخيرة لجنيف التي أثارت اتهامات ضده من قبل المؤتمر الوطني، والتلميحات التي تربط زيارة الترابي بقضية المحكمة الجنائية؟
لا.. لا.. الترابي ليس له أي دور فيما يتعلّق باتهامات المحكمة الجنائية الدولية، المراهنة بادخال الترابي في الموضوع قد يربك المؤتمر الوطني، فالترابي رغم مغازلته للقوى الدولية لكن لا يزال يشكل (بعبعاً) للقوى الخارجية، ولا يمكن ان يكون مرغوباً فيه.
? ما هي دلالات إصرار الحزب الحاكم على عدم رغبته في التقارب مع المؤتمر الشعبي مجدداً؟
* فقط، أنا أعتقد أن التواصل هو أساس السياسة وليس القطيعة.
? مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير، لم يشهد تنافساً مثل سابقه بشأن المناصب القيادية التي تتولى قيادة الحركة، إلى ماذا تعزي ذلك؟
* أتصوّر أن القائمين على امر الحركة الإسلامية وبعد قراءة للوقائع والمتغيرات الاقليمية والدولية والمحلية، وجدوا أن هذه المرحلة تستوجب التكتل الداخلي، وأن تصبح الحركة الإسلامية في قاطرة الحكومة وأن لا تبتعد عن الحكومة.
المصدر: الصحافة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.