رفض وزير الخارجية الايراني منو شهر متكي الانتقادات التي وجهت الى مؤتمر افتتح يوم الإثنين في طهران ويعقد على مدار يومين حول مذابح الهولوكوست. وحسبما اعلنت وزارة الخارجية الايرانية فان 67 باحثا من 30 دولة يشاركون في المؤتمر. يذكر ان ايران هي موطن نحو 25 ألف يهودي. ومن بين المشاركين في المؤتمر مجموعة من الاكاديميين الغربيين من بينهم الامريكي ديفيد دوك، وهو قيادي سابق بحركة "كوكلوكس كلان" الامريكية. ويشارك في المؤتمر ايضا عدد من الحاخامات من بينهم الحاخام البريطاني اهورن كوهين الذي قال انه حضر للمؤتمر ليعبر عن "وجهة نظر اليهود الاورثوذوكس". واضاف كوهين "بالتأكيد نقول بوقوع الهولوكوست، واننا مررنا به، لكن لا يمكن استخدامه باي حال لتبرير تصرفات غير عادلة تجاه الفلسطينيين". "التعبير عن الآراء بحرية" واوضح متكي في الكلمة التي القاها في افتتاح المؤتمر ان هدفه الرئيسي هو "خلق فرصة للمفكرين الذين لايستطيعون التعبير عن آرائهم بحرية في اوروبا حول الهولوكوست". ووصف متكي الانتقادات الخارجية بأنها "متوقعة" وقال انه "لا يوجد سبب قانوني" لرفض المؤتمر. وكان الرئيس الايراني احمدي نجاد قلل من حجم الهولوكوست وقال انها تستخدم لتبرير وجود اسرائيل وقمع الفلسطينيين. وطالب "بازالة اسرائيل من على الخريطة". غير انه في عدد من الدول الاوروبية، من بينها المانياوفرنسا والنمسا، يعد انكار الهولوكوست جريمة تستوجب العقاب. وسبق ان حكمت محكمة في النمسا بالسجن ثلاث سنوات على الباحث البريطاني ديفيد ارفنج لادانته بانكار الهولوكوست. وتقول مراسلة بي بي سي في طهران فرانسيس هارسون إن إقامة الندوة ربما كانت ردا إيرانيا على الرسوم الكاريكاتورية التي نشرت في الغرب وأسيئ فيها إلى نبي الإسلام. احراق صور احمدي نجاد والقى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد كلمة خلال هذه الندوة وكان اللافت قيام عشرات الطلبة الايرانيين في حرم الجامعة بحراق صوره واطلقوا شعارات مثل:"الموت للديكتاتور"، حسبما افادت وكالة الانباء الايرانية. واضافت الوكالة ان "فريقا من الطلبة حاول الاقتراب من المنصة حيث كان الرئيس الايراني يتكلم، فقال احمدي نجاد ان الاقلية التي تقول ان ليس هناك حرية تعبير تحاول منع الاكثرية من سماع ما اقول". إدانات وقد دانت عدة دول استضافة طهران لهذه الندوة، فقد وصفت وزارة الخارجية الأمريكية ب"فعل معيب آخر يقوم به النظام في طهران." أما فرنسا فقد دانت الندوة على لسان وزير خارجيتها فيليب دوست بلازي الذي أعرب عن قلقه من ذلك بالقول:" لقد شعرت بالقلق بأن مؤتمرا عن المحرقة سيعقد في طهران في الحادي عشر والثاني عشر من هذا الشهر. إذا كان القصد منه الترويج لنفي حصول المحرقة ولأفكار لمراجعة وقائعها فإنه لا يسع فرنسا إلا أن تدين ذلك بأشد الأشكال." وفي إٍسرائيل دان متحفها الخاص بالمحرقة النازية الندوة في إيران حيث صدر بيان وصف الندوة ب"مسعى إيراني لإسباغ صفة بحثية على أهداف متطرفة"، وواصفا المشاركين فيه من الباحثين بأنهم "مدعون لهذه الصفة وأشباه باحثين"، ورافضا إياه جملة وتفصيلا. كما كانت الحكومة الألمانية قد استدعت القائم بأعمال السفير الإيراني في برلين لتسلمه احتجاجا رسميا على تلك الندوة الدولية. وقالت الخارجية الألمانية إنها أوضحت بجلاء أن ألمانيا كدولة مسؤولة عن جرائم النازيين "تجد كل ما يشكك في حق إسرائيل في البقاء أو في حقيقة وقوع "المحرقة" أمرا مثيرا للصدمة وغير مقبول". منع من السفر وفي هذا الإطار أصدرت محكمة ألمانية قرارا بمصادرة جواز سفر زعيم الحزب القومي الديموقراطي السابق( حزب للنازيين الجدد) "غونثار ديكيرت" لمنعه من المشاركة في ندوة طهران بدعوى أن من شأن مشاركته أن تهدد مصالح ألمانيا الاتحادية." وكانت ألمانيا قد فرضت حظرا للسفر على يميني متطرف آخر هو هورست ماهلر في بداية العام الماضي لمنعه من المشاركة في الندوة التي كانت مقررة أصلا في منتصف العام الجاري قبل أن تؤجل. وكان الأمين العام للأمم المتحدة (المنتهية ولايته في نهاية العام الجاري) كوفي عنان قد قال إنه "سيشجب بشدة أي مؤتمر يسعى للتشكيك في حقيقة الهولوكوست، التي قتل فيها النازيون نحو ستة ملايين يهودي خلال الحرب العالمية الثانية." وكانت الدعوة لعقد الندوة الدولية المذكور قد جاءت بدعوة من وزارة الخارجية الإيرانية لبحث "الأدلة العلمية" التي تساند "الهولوكوست". وكان ناطق باسم الخارجية الإيرانية قد قال "إن الدول الغربية التي تنتهك كل المقدسات باسم حرية الرأي ترفض مجرد الحديث عن المحرقة". المصدر: بي بي سي العربية