أوضح المشير عمر البشير رئيس الجمهورية أن الإصلاح والتغيير حركة يومية دائبة نحو بلوغ الغايات تصحح و تراجع ، ولاتجمد عند نقطة ، أو موقف بعينه ، قائلا " إننا مدعوون لتنزيل هذا المفهوم المتحرك للإصلاح على منظومة السياسات والمؤسسات والأشخاص والقيادات". ودعا فى خطابه الذى ألقاه اليوم فى فاتحة أعمال الدورة الثامنة للهيئة التشريعية القومية صباح اليوم الى تفحص جملة السياسات التي تتخذها الدولة والمجتمع ، لتجديد الحياة وتطويرها نحو الأرقى والأفضل وأن يكون النظر موضوعياً وناقداً ومستبصرا يهتدي بقيمه ولاينقطع عن عصره وتأثيراته . وعلى صعيد المؤسسات دعا السيد رئيس الجمهورية إلى مراجعه شاملة للمؤسسات السياسية والإجتماعية والثقافية والرياضية والإقتصادية العامة والخاصة لننظر فيما تحتاجه من تطوير وتحديث يجعلها قادرة على تنظيم طاقات أفراد المجتمع ، وتوسيع مشاركتها بما يحقق الإنجاز الجماعي والرضا الفردي من حيث القدرة على الإبداع والعطاء . وأضاف أن القاسم المشترك هو أن هذه المؤسسات على وجه العموم ، تقصر عن تحقيق المراد من حيث المؤسسية والممارسة الديمقراطية والشورية ، وتخلو إلا قليلاً من وجود لوائح ونظم فاعلة تفصل الحقوق والواجبات ، وتحفز على المبادرة والإبداع ، وتحاسب على التقصير والتجاوز مما يترتب عليه أننا ننجح بصفة عامة في مجال التخطيط والتنظير وإبتدار الأفكار . وأبان أن ما يتعلق بالأشخاص والقيادات وهو وحده ما يتبادر إلى ذهن البعض عند الحديث عن الإصلاح والتغيير ، فإن ذلك مما تتباين فيه الموازين ، وتختلف فيه الأحكام حول تقويم الأداء والكفاءة ،ومهما يكن ، يظل للأشخاص والقيادات دور مؤثر في توجيه المؤسسات ونجاحها ، مما يجعل لمفهوم قضية تنمية الموارد البشرية موقعاً متقدماً ليس فقط في مجال الخدمة العامة بل في تخطيطنا الإستراتيجي في السياسة والإقتصاد والإجتماع ، ويدعو للوقوف طويلاً أمام قدرات مؤسسات التدريب في الدولة والمجتمع على إعداد القيادات والكوادر . ودعا البشير الى صياغة إطار موضوعي لحوار مجتمعي واسع حول القضايا والموضوعات التي تتناولها مجالس أهل السودان ويعبر عنها نبض الشارع الذي يتطلع إلى الأمن والإستقرار وتحسين أحوال المعاش ، وإتساع آفاق بناء المستقبل ، خاصة للأجيال الجديدة التي تشكل نسبة عالية من مجتمعنا الذي ينضح بالشباب والحيوية .