هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    تعادل باهت بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا    ((نصر هلال قمة القمم العربية))    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقالات: وباء حمل اليافعات يهدد عافية الحضارة الغربية

بقلم الأستاذ محمد وقيع الله - أستاذ سوداني مقيم بأمريكا
إن ظاهرة البحث عن الآباء، أو العكس ظاهرة مستفحلة الآن في أمريكا وغيرها من بلاد الغرب، وهي من عقابيل ثلاثة عقود مضت، أما الآن فظاهرة حمل اليافعات «دون زواج بالطبع»، أصبحت كالوباء تكتسح المجتمع الأميركي الذي أُجبر- بحكم الواقع- على قبول تلك الظاهرة ونتائجها. أي قبول النسل الحرام كنسل شرعي أو شبه شرعي، ومن ثم فلا حاجة للدير، ولا لمداراة الأمر الذي كاد ينال مشروعيته لدى الجميع.
حكت لي إحدى المسلمات الأميركيات القصة الحقيقية التالية. قالت: إني لم اكتشف أني كنت ابنة متبناة إلا عقب إسلامي، حينها عرفت أن أمي- التي مازالت أحس أنها أمي الحقيقية- ليست هي أمي الحقيقية..!! واعتراني من القلق ما عكر صفو حياتي، وما هدأت بلابلي إلا بعد أن عرفت عبر وسيلة بحث شاقة والديَّ الحقيقيين. وفي الحقيقة فلقد سعدت كثيراً بالعثور على والديَّ الحقيقيين على قيد الحياة يرفلان في ثياب الصحة والعافية، ويستمتعان بأطايب الحياة، كما عرفت أن لي أخاً وأختاً أصغر مني قليلاً. ولكن النيران اضطرمت في جنبي من جديد عندما عرفت لماذا عزف والدايَّ عن تربيتي وقذفا بي إلى مستودع مهملات مستشفى الولادة !! لقد عرفت من والدتي أن جدتي كانت هي السبب. فهي لشدة تدينها رفضت أن تقبل بوجودي في الأسرة، فأمي حملت بي من أبي أثناء أيام الخطوبة، وكان ذلك عاراً وشناراً في ذلك الأوان، ومن ثم أصرت جدتي على التخلص مني، فبعثت بأمي إلى الدير لتكمل فيه أيام حملها، ثم لتتخلص مني مباشرة عقب قدومي إلى الحياة.
وفي الحقيقة فإن ذلك الاكتشاف قد صدع نفسي كثيراً، إلا أنه زادني تمسكاً بالإسلام، إذ إنه بتعاليمه الاحترازية الحازمة يحمي المرء ابتداءً من مثل ذلك المصير الرهيب.
هذه القصة التي روتها لي المسلمة الأمريكية يمكن أن يرويها لك كثير من الأميركيين. فبعضهم يبحث عن آبائه من غير جدوى، وبعضهم يحدثك عن رغبته في البحث، وإن كان لا يعتقد بأن الأمر يستحق النصب ودفع المال في سبيله. وأخيراً نشأت شركات جديدة مهمتها مساعدة الأبناء في البحث عن آبائهم الغائبين، وبعضهم يحدثك عما مُنيَّ به من خذلان مبين، إذ أنه بعد أن تعرف على أبويه لم ينسجم معهما ولم يستطع أن يغفر لهما، لأنه ما وجد عندهما إحساساً بعظم الذنب الذي جنياه. وبعضهم يحدثك بأن أبويه رحبا به لأول وهلة، إلا أنهما رفضا رجوعه إلى حياتهما، حيث لم تجدد سنوات الفرقة الطويلة حنين الآباء الطبيعي إلى الأبناء.
حمل اليافعات:
إن ظاهرة البحث عن الآباء، أو العكس ظاهرة مستفحلة الآن في أمريكا وغيرها من بلاد الغرب، وهي من عقابيل ثلاثة عقود مضت، أما الآن فظاهرة حمل اليافعات «دون زواج بالطبع»، أصبحت كالوباء تكتسح المجتمع الأميركي الذي أُجبر- بحكم الواقع- على قبول تلك الظاهرة ونتائجها. أي قبول النسل الحرام كنسل شرعي أو شبه شرعي، ومن ثم فلا حاجة للدير، ولا لمداراة الأمر الذي كاد ينال مشروعيته لدى الجميع.
ودعونا نستعرض بعض الإحصاءات لنعرف كيف أُجبر القوم على قبول تلك الظاهرة.. في أميركا الآن أكثر من عشرة ملايين مراهق يمارسون الجنس، وينتج عن ذلك أكثر من مليون حالة حمل سنوياً وسط اليافعات، 406 آلاف حالة يتم التخلص منها بالإجهاض، و134 ألفاً منها بإسقاط الحمل، بينما يخرج إلى الحياة حوالي 490 ألف طفل غير شرعي، أي أن تعداد السكان الأميركي يزداد بمعدل نصف مليون طفل غير شرعي كل عام !
وحسب إفادات المركز القومي للإحصاءات الصحية، فإن ذلك الرقم يشكل حوالي 28% من الإجمالي السنوي لعدد المواليد. وتقول وزارة الصحة الأميركية: إن ثلثي المواليد السود أصبحوا يأتون من أمهات غير متزوجات، وهذه النسبة تقل قليلاً وسط البيض، وهي تدور حول 25% تصعد حيناً وتهبط حيناً آخر، ويرجح المسؤولون أن تتصاعد تلك النسبة، لأنها كانت نسبة مواليد السود غير الشرعيين قبل عقدين من الزمان، ويرجح المسؤولون أن البيض سيقتفون أثر السود، استناداً إلى أن عامل الفقر ليس عاملاً ذا تأثير في هذه الظاهرة، وذلك فضلاً عن أن مستوى السود الاقتصادي قد طرأ عليه الكثير من التحسن خلال العقدين الفارطين.
وهكذا فإن استمرت نسبة تصاعد المواليد غير الشرعيين بذات النسق، فإن المراقبين الاجتماعيين يرجحون أن يأتي جلُّ النسل الأميركي من أمهات يافعات وبلا آباء خلال عشرة أعوام فقط، وإذا صدق ذلك التوقع فإنه سيكون أفضل دلالة على حصافة، ودقة ملاحظة وبعد نظر عميد المستقبلين الأميركيين الدكتور الآن توفلر صاحب الكتاب الذائع «صدمة المستقبل» الذي تنبأ فيه عند مطالع السبعينيات بزوال نظام الأسرة نهائياً من المجتمع الأميركي. وكل ما هناك أن تحقق نبوءته قد تأخر نوعاً ما، لأنه- فيما أذكر- أشار إلى إمكان حدوث ذلك قبل نهاية القرن الماضي، وهو الأمر الذي تنفيه الإحصاءات، لأن معدل الزيادة السنوية في إجمالي حمل اليافعات هو في حدود 9% حسبما أنبأتنا به مجلة اتحاد الأطباء الأمريكيين.
أسباب الظاهرة:
ولكن ما أسباب هذه الظاهرة المرعبة؟! من الأفضل أن نستمع إلى القوم أنفسهم وهم يحللون أسباب الظاهرة، لقد كانوا من قبل يعللون أسباب الظاهرة بالفقر، انطلاقاً من أن معظم الأبناء غير الشرعيين كانت تتولاهم الدولة بالإنفاق، ولكن اندلاع الحريق أخيراً وسط البيض أبطل ذلك النمط من التحليل. تحدثنا المؤلفة ميجي خلاجير صاحبة كتاب «إلغاء الزواج: كيف نحطم الحب المقيم؟» أن الأمر له أسبابه النفسية والروحية، وتدعم رأيها بكثير من الأمثلة والإحصاءات. وها هو أحد أمثلتها يقول: إن مقاطعة تمبتون بولاية إنديانا تمتاز بأن غالبية سكانها من البيض الذين يتمتعون بدخل مادي أعلى من متوسط الدخل الأميركي، وحوالي 5% فقط منهم فقراء، ولكن مع ذلك فقد ذكر الطبيب وليام ستون أنه اكتشف أن حوالي 40% من الأطفال الذين أشرف على ولادتهم فيها كانوا من أمهات لم يتزوجن.
إذن فإن للمشكلة عمقاً روحياً ونفسياً. وهذا صحيح، لأن نسبة وافرة من اليافعات يقررن الإنجاب لإحساسهن بالحرمان من الحنان، إما لانصراف آبائهن للعمل واللهو، وإما لحدوث الطلاق أو الانفصال بين الوالدين، ومن ثم حرمان اليافعات جزئياً أو كلياً من أحد الوالدين، ومقاساتهن لشعور الوحدة الأليمة، لاسيما إن لم يكن ثمة طفل آخر بالبيت. ومن جراء تلك المعاناة تقرر إحداهن أن تنجب طفلاً تمنحه ويمنحها الحنان، وبعضهن يقررن الإنجاب لأنهن لم يحظين بمعرفة آبائهن أو أمهاتهن ومن ثم يقررن إنشاء رابطة بنوة بأي سبيل. وفي استطلاع أجري وسط اليافعات أجابت 55% منهن بأنهن يفكرن في الإنجاب من غير زواج.
ومن أطرف ما كشفت عنه الإحصاءات أن معظم حالات حمل اليافعات تتم ما بين الساعتين الثالثة والسادسة مساءً خلال أيام الأسبوع، وهي ساعات تنقضي ما بين حضور اليافعين واليافعات من مدارسهم، وحضور آبائهم من العمل، وفيها يخلو الجو من الرقيب، وينتهب القُصَّر فيها اللذة والفتون، ثم يقع المحظور.
ومن الأسباب العاطفية التي تدفع باليافعات إلى الإنجاب، مسعى بعضهن للحفاظ على عشاقهن من الميل إلى الأخريات، ومن ثم تقرر إحداهن أن تحمل منه حتى تربطه نحوها برباط جديد هو رباط الطفل الوليد. وهذا السلوك الطائش لم يأت إلا بأثر عكسي، إذ إن فرار الأب الحقيقي يأتي بعد ولادة الطفل، فيحس أنه غير مهيأ للإنفاق عليه، فهو نفسه يافع دون العشرين، وبلا وظيفة ولا تعليم ، فأنَّى له أن يتكفل بحمل ذلك العبء الثقيل. وأما الأجداد فإنهم عادة لا يساعدون، لأنهم لا يزالون يعملون ويكدحون، ويظنون أنه قد آن لهم أن ينالوا من الراحة القسط الوفير بعد أن أدوا مسؤوليتهم بتربية أبنائهم، أما موضوع الحفيدة فإنه لا شأن لهم به، وكثيراً ما تطرد الفتاة من بيت أبويها عند اتضاح حملها لا خوف العار وإنما «خشية إملاق»..!!
وهناك بعض الضغوط النفسية التي تدفع إلى الدخول خطأ في ميدان الإنجاب، وهذه الضغوط هي ما يعبر عنه بموجة اضطهاد العذارى، فالعذرية بعد سن السادسة عشرة، ليست مفهوماً مرادفاً لمفهوم الشرف كما هو في المجتمعات المحافظة، وإنما يوافق مفهوم التخلف والعقد النفسية. وقد كشف الإحصاء الذي أعده مركز «محاصرة الأمراض» Center for disease control ما أسماه «سلوك خطير وسط الشباب»، حيث تتزايد موجة اضطهاد العذارى يوماً بعد يوم، وإليها عزا ذلك الإحصاء تضاعف عدد اليافعات «من عمر 15 عاماً» اللائي مارسن الجنس خمسة أضعاف خلال عقد واحد من الزمان.
ومما يشجع عملية حمل اليافعات كذلك أسلوب المعالجات الإعلامية التي أتيحت لتلك الظاهرة، وهي معالجات متحيزة في الغالب لصالح الظاهرة، ليس بتشجيعها علناً، وإنما بتهوين أمرها أو الإيحاء بعقم محاولات احتوائها وتصويرها وكأنها قدر لا يرد.
ومما يشجع تلك الظاهرة أيضاً ما تنطوي عليه قوانين المدارس من بنود صريحة في منع مديريها من معاقبة اليافعات الحبالى، واعتبار أي نوع من العقوبة بشأنهن بمنزلة التمييز الذي يمكن أن يقارن بالتمييز الديني أو العنصري. وتمنع القوانين الآباء والأمهات من التدخل في شؤون بناتهم القُصَّر إذا حملن، وتلزم بتركهن «حرائر» يقررن أن ينجبن أو أن يجهضن.
أما دور الذكور في مفاقمة كارثة حمل اليافعات، فقد خصصت له صحيفة U.S.A. Today مقالاً مطولاً بعنوان Role in teenage pregnancies جاء فيه أن الفتيان عادة ما يتفاخرون في مجالسهم بعدد من تسببوا في حملهن من اليافعات، وغدا ذلك عندهم مقياساً للرجولة والفحولة. وقد استشهدت نائبة برلمانية بتلك المقولة عند تصديها للحديث عن تلك الظاهرة، ولكنها قالت إن الفتيان السود هم الذين يتفاخرون بذلك، وعند احتجاج السود عليها اضطرت إلى الاعتذار علناً للأمة، قائلة إن الفتيان البيض قد أثر عنهم أيضاً المقال ذاته.
وأما «أم الخبائث» فإن لها دورها أيضاً ولا ريب، فنسبة مقدرة من حالات الحمل تحدث عقب الاحتفالات المختلطة parties التي يحتسي فيها الفتيان والفتيات الخمر، وبسريان السكر فيهم فإنهم يسقطون وراء دوافع الجنس، وفي بعض تلك الأحوال تقع حوادث الاغتصاب. وأحوال السكر جميعها لا تحفز ولا تسمح بالطبع باستخدام موانع تقي عاقبة تلك الأفعال.
عواقب حمل اليافعات:
وفوق تسبيبها لكارثة الحمل، فإن الخمر تلحق أضرارها أيضاً بالطفل، وقد لوحظ أن عدداً كبيراً من اليافعات يواصلن شرب الخمر خلال أشهر الحمل، مما يؤدي إلى طروء عوارض مرضية كثيرة على الطفل، وهي العوارض المسماة Alcohol Syndrome وهي تشمل التشوهات الجسمية وتخلف النمو العقلي.
كما لوحظ على المراهقات الحبالى عادات غذائية سيئة، فهن يهملن موضوع التغذية رغم الحاجة المزدوجة إليها في تلك الفترة، فإضافة إلى حاجة الجنين للغذاء الجيد، فكثيراً ما تكون الأم المراهقة هي نفسها في طور نمو يحتاج إلى الغذاء الجيد. ولكن أثبتت الدراسات أن نحو 40% من اليافعات الحبالى يرفضن تغيير عاداتهن الغذائية السيئة خلال ظروف الحمل، و 82% منهن يرفضن إرضاع أطفالهن طبيعياً.
ومن الإحصاءات يتضح أن نحو 80% من فتيات المدارس الحبالى، لا يتمكن من إكمال المرحلة الثانوية، وبالتالي لا يتمكن من نيل وظائف محترمة، ويعشن على الدوام تحت خط الفقر، هذا بينما لا تزيد نسبة العيش تحت خط الفقر على 8% بين من تزوجن عقب إكمال التعليم الثانوي.
وتضيف الإحصاءات أن فرص عيش أطفال اليافعات في حالة الفقر هي 30% أكثر من حالة من يولدون لأبوين تخطيا سن العشرين، وأن فرص جنوحهم نحو الإجرام هي ضعف فرص أبناء الطائفة الثانية، وفرص تركهم لصفوف الدراسة تعادل الضعفين، وفرص تلبسهم بالأمراض النفسية هي ثلاثة أضعاف، وفرص أن ينجبوا وهم يافعون ومن غير زواج تعادل الضعفين !
ما العلاج ؟
الأخطار «العملية» الملموسة هي كل ما يهم العقل الأميركي الذي تهمه عادة العواقب «العملية» للأفعال. ويستهين بالجوانب المعنوية أو الأخلاقية، ولذلك جاءت المعالجات بعيدة عن جذور المعضلة، ومركزة على اتباع خطوات إجرائية لعلاج بعض عوارضها.
ولكي تجدي تلك الخطوات نفعاً فإن الرئيس الأميركي عدَّ مشكلة حمل اليافعات بمثابة مشكلة قومية ملحة، وطفق- بناءً على نصيحة مستشاريه- ينتهز كل فرصة سانحة لتخصيص فقرة يتناول فيها تلك المشكلة في خطاباته العامة.
ووزارة الصحة الأميركية، تحدثت عن خيار توزيع موانع الحمل مجاناً في المدارس، غير أنها أكدت أن الحكومة الفيدرالية لن تتبنى ذلك، وأن الأمر سيوكل برمته لسلطات التعليم المحلية. جاء هذا التأكيد في مواجهة انتقادات تقول إن توزيع الموانع هو في حد ذاته تشجيع للمراهقين على ممارسة الجنس. ولكن رد المعلمون قائلين إنه من الأفضل أن نعترف بأن المراهقين سيمارسون الجنس في كل الأحوال، بناءً على ذلك ينبغي أن نساعدهم بتوزيع الموانع بالمجان.
وهنالك برامج دراسية حديثة صممت بواسطة هيئة الرعاية الصحية، بعضها يستخدم تكنولوجيا متقدمة تتعلق بالإنسان الآلي، حيث أعطيت الفتيات فرصة العيش مع أطفال «روبوت» بوزن 6 أرطال مبرمجين على الصراخ بشكل عشوائي، وذلك مع وجود أجهزة تصوير وتسجيل لمعاناة الفتيات مع الأطفال الدمى، ويضم البرنامج أيضاً جانباً لتنوير الفتيات بتكلفة تربية الأطفال، وقد سُمي هذا البرنامج تسمية طريفة موحية تقول «فكري أيتها الطفلة قبل أن تنجبي !!» Baby Think it over! .
كما تتواصل الدعوات إلى ابتكار برامج وجيزة تشغل اليافعين ما بين الساعتين الثالثة والسادسة مساءً وهي الساعات التي يرتكبون فيها الموبقات.
والإجهاض خيار مطروح، ولكن ما كل اليافعات يوافقن عليه، خصوصاً من يحملن عن عمد ومع سبق الإصرار، وذلك فضلاً عن بروز حملات قومية قوية محافظة ضد الإجهاض، وتحرشات بالمستشفيات التي تجري تلك العملية. وكذا انتشار مواعظ يطوف بها بعض رجال الدين، داعين فيها أُولات الأحمال إلى احتمال أقل الإثمين: الاحتفاظ بالطفل غير الشرعي بدلاً عن قتله.
وهناك خيار تعميم تجربة إنشاء رياض الأطفال وإلحاقها بمدارس البنات الثانوية، حيث تودع الطالبة طفلها تلك الروضة وتأتي لالتقاطه بعد انتهاء الدوام المدرسي.
تلكم هي بعض الخيارات المقترحة لدرء عواقب حمل اليافعات. وهي كما ألمحنا سلفاً حلول إجرائية وجزئية، ولا تلمس جذور الإشكال. ولذلك فمن المرجح ألا يكون لها أثر فعَّال في صد التيار.
إن جذور المشكلة إنما تكمن في خواء الروح، وترتد إلى غياب تعليمات الإيمان. وصدقت تلك الأميركية التي أسلمت عندما أشارت إلى فاعلية التعاليم الاحترازية للدين الإسلامي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.