بقلم / شريف آل ذهب شجرة الهجليج ( اللالوب ) من الأشجار الصحراوية الكبيرة دائمة الخضرة ،إذ يصل متوسط ارتفاع بعضها عن الأرض إلي حوالي ستة أمتار ، ولها فروع كبيرة متباعدة تتفرع عنها عدة أغصان تكسوها الأشواك الكبيرة بجانب الأوراق الخضراء . ولهذه الشجرة فوائد كثيرة للإنسان نعددها في الآتي : 1/ الجذع : يصنع من جذوعها الألواح لحفظ القرآن الكريم وكذلك ( التناقل ) بكسر القاف ومفردها ( تنقل ) بفتح التاء والنون وهي أوعية خشبية كبيرة تصب فيها الماء لسقاية الماشية . 2/ الأوراق : تستخدم أأوراقها الغضة لدى بعض المجتمعات الأفريقية في صناعة نوع من الإدام يسمى ( نلماي ) وقد وردت هذه العبارة في قصيدة (( تراث قوم )) للراحل أحمد السنوسي أحمد . وكما تستخدم الأوراق كذلك في علاج ضغط الدم حيث تتم سحنها ومسحها بالجسم بعد فصده بالموس . 3/ الأفرع : يصنع من بعض أفرعها الصغيرة ( السفاريك ) مفردها ( سفروك ) وهي نوع من العصي الفلكلورية لدى سكان الأرياف تستخدم في الصيد ، وهذه العبارة قد وردت أيضاً في تلك القصيدة المشهورة التي قمنا بشرحها تحت عنوان ( شرح المفردات العامية في القصيدة الدارفورية – تراث قوم - ) لمن أراد الاستزادة . 4/ الثمار : وتسمى ( اللالوب ) وهي بحجم البلح وتشبهها في الشكل تكسوها قشرة خارجية هشة سهلة التكسير كقشرة البيض ، كما توجد قشرة خشبية داخلية صلبة تحيط بالبذرة ، ومن فوائد ثمارها أنها تستخدم كعلاج لتخفيف نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكر وكذلك علاج للإمساك حيث يساعد في تنظيف الأمعاء ، ويصنع من الغلاف الخشبي الداخلي للثمرة السبحة وهي من أشهر وأفضل أنواع السبح لدى شعوب السودان إذ تغنى بها المداح ( اللالوبة مفتاح القلوب ) . 4/ البذور : يستخرج من بذورها زيت يستخدم في الدهن لترطيب البشرة وكذلك كعلاج لبعض الأمراض . وكما تؤكل البذور بعد تحليتها بالماء وفق عملية معروفة كما في الترمس ثم خلطها بالعسل لتتماسك مع بعضها مثل ( السمسمية ) . 5/ الأخشاب الجافة : تستخدم أخشابها الجافة كحطب للوقود في المناطق الريفية وهي من أجود أنواع الحطب إذ تعطي إضاءة ناصعة البياض كما إنها قليلة الدخان لذلك يفضلها تلاميذ خلاوى القرآن الكريم ( الحيران أو المهاجرين ) . ومن غرائب الحِكَم في هذه الشجرة أنها تحوى فوائد جمة لتلاميذ خلاوى القرآن في المناطق الريفية بصفة خاصة: فمن جذوعها يصنعون الألواح للكتابة بجانب السبح ، ومن أخشاب ثمارها كذلك يصنعون المسبحة للتسبيح ، ويستخدمون أخشابها الجافة كحطب للإنارة ، ويستخدمون ثمارها كطعام يقارعون به الجوع عند الشدة ، ومن بذورها يستخرجون الدهن لمقارعة برد الشتاء القارص . فسبحان الله القادر !! وفي الختام ، هذه دعوة منا للمعامل ومراكز البحوث للنهوض بعمل دراسات مستفيضة عن هذه الشجرة المباركة وبخاصة في الثمار والبذور والأوراق الغضة للاستفادة منها في مجالات الدواء . وبالله التوفيق . شريف ذهب / جمعية إحياء التراث الشعبي في دارفور . [email protected] إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل