بسم الله الرحمن الرحيم ونسة حرامية-4 ( المسرح التفاعلي) الفصل الثاني المشهد الرابع الزمان : : نفس اليوم ، في الصباح الباكر المكان : الستار مغلق ، ولا شئ يظهر غير مقدمة الخشبة التي ستستخدم ايضا كقطاع لشارع مستعرض . ( يظهر اللصان من يمين الخشبة وقد غطي كل منهما وجهه هذه المرة بقناعي المسرح الرمزيين ، الضاحك والباكي . اللصان يقفان للحظة وكأنهما يتفقان علي شئ ما ، ثم يتقدمان نحو منتصف الخشبة ويخاطبان الحضور). اللص الأول : (وهو يزيح القناع الباكي من علي وجهه ) كنا نود أن نسعد بحضوركم في إحتفالية مسرحية حقيقية أفضل من هذه. اللص الثاني : ( للحضور وهو يزيح القناع الضاحك من علي وجهه) . ...وكنا نود أيضا أن تكونوا في حال أحسن مما أنتم عليه الآن ، فأنتم تستحقون افضل من ذلك... الله كريم. اللص الأول : ولكن ... القابضين علي السلطة... يكرهون الفن ، ويعادون الثقافة ، ويحاربون العلم بتدميره ، لأنهم في الحقيقة لا يفقهون ولا يعرفون لهم سبيلا ، والعبرة بالمخرجات. اللص الأول : ( للسادة القراء) خططنا لهذا النص المتواضع كي يكون "تفاعليا" يشارك فيه القارئ الكريم برؤيته وأفكاره ويتفاعل به مع الحدث . اللص الأول : ( يتابع ) علي مدار الفصل الأول الفائت ، لم تحقق المحاولة مبتغاها بعد ، ربما لظروف التوقيت الصعبة التي يعيشها معظمنا ، وتتابع الأحداث الواقعية المزرية بشكل متلاحق والتي لا تصب في مصلحة المواطن ، ناهيك عن اللاجئين وأهل الهامش. اللص الثاني : ومع ذلك ، سنمضي حتي النهاية ، آملين أن يتجسد هذا العمل المقروء علي خشبة مسرح حقيقي في يوم ما ، وعندئذ... سيكون لكل حادث حديث... إن شاء المولي. ( اللصان يطرحان قناعيهما جانبا ويتأهبان لمواصلة العرض). اللص الأول : ( لزميله مستغربا) ياخوي ما عارف!! ... ناس الحكومة ديل قاطعين علينا قطعة!!. كل يوم...يا مسرحية جديدة يا فيلم هندي إستعراضي!!. اللص الثاني : ( مؤيدا) علي منو لكين ؟ ما الجمهور كشف اللعبة وعارف أنو كل اللف والدوران دا ما منو فايدة.... اللص الأول : قالو الأول ليهو آخر، والنهاية أصلو معروفة ..بإذن واحد أحد...حينكشحو يعني حينكشحو. اللص الثاني : والدستور بقول : الأيام دول. اللص الأول : والفاشل يمرق بره. اللص الثاني : ( لزميله ) وإت قايل ربنا الكريم....بنصر دينو بشلة حرامية زي ديل؟. اللص الأول : (يرد ) حرامية ساكت؟! ... ديل حرامية وفاشلين ومنافقين وكضابين علي الكضب ذاتو. اللص الثاني : ( لزميله) لا ، لا....بجد دا حزب عينة عديل... حقو نقرصن بيهو في المياه الدولية. اللص الأول : دا لو ختوه في موية المجاري ..اعزك الله.... الموية ذاتا تستفرغ. اللص الثاني : ( يتظاهر بالفهم) آهه.... عشان كدا قالو يصلحو المجاري من جوه !!. اللص الأول : ( لزميله) ما السباك بسلامته قاعد من زمان وسط الطفحان ديا وما عمل حاجة .... دوبا نخرتو فتحت؟!!. اللص الثاني : ( لشخص لا نراه).... صلح يا ابو صلاح ولا يهمك .. واكان شاطر .... إبدا بالماسورة الكبيرة أول. اللص الأول : ( لزميله) تشيل حكومة وتجيب حكومة والا تشيل عجايز وتجيب كباب .... كلو طبخة واحدة ، وكلو ما بخارج معانا. اللص الثاني : كدا غير نفسك أول وبعدين غير الحكومة. اللص الأول : والا بدل ما تقعد تتهزز لينا بعكازك...اشطر لينا علي سوق القبانيت ديا وأكان راجل جد..خفض لينا الأسعار. اللص الثاني : والا الضبط والربط في الأسكرية بس؟ اللص الأول : علي بالط...( لا يكمل ) الزول دا ما ناقش أي حاجة. اللص الثاني : ( وكأنه يستوقف شخص لا نراه).... إنت يأخينا...رطل اللبن عمل كم؟... وكيس البودرة... نجيب قروشو من وين؟ اللص الأول : ( ينادي علي آخر لا نراه) هيه يا بتاع الجلافيط..... كيلو اللحمة حصل كم ؟ عليك الله ما تجدع العضم ...بكرة جيننا ضيوف ودايرنك تبيض وشنا قدامم.... ( ينفخ أصابعه) أووف.... الفتة حارة خلاص. اللص الثاني : ( يسرع الخطي وكأنه يستوقف مواصلات) هيه ياسيد الركشة ... ما توصلني بيتنا وتم لي علي الجنيه دا . اللص الأول : ( وكأنه يمسك بشئ في يده ) بالله عاين الرغيفة بقت صغيرونة كيف؟ اللص الثاني : ( يعاين ما في يد زميله مستغربا) ..يازول!!...دي رغيفة واللا زرارة؟! ... دي يادوب تمسح ليها حتة من وش الصحن. اللص الأول : ( يصرخ) الميزان خسر ياجدعان اللص الثاني : ( يصرخ) الحالة صعبة ... والعيشة مرة ... حق الدوا مافي والدوا معدوم وغالي ، والعيال بمشو ويرجعو م المدرسة كدر وبطنوم فاضية ، والجرار باكل كل المهية. اللص الأول : ( لزميله) جوع كلبك.... اللص الثاني : ( مقاطعا)...كان زمان .... الكلب إسعر خلاص اللص الأول : كان ع الأكل والشراب هين ....( يتوعد) المرة دي دم شهدائنا اراحو ما بنخليهو .. وبنجيب معاهو كل القديم. اللص الثاني : ( يستأذن زميله ثم يوجه حديثه للسادة القراء) . ما تخافو .... الموضوع تحت السيطرة اللص الأول : ( يهمس للقراء ) الملفات اللي سرقناها قبيل دسيناها في حتة آمنة لحدي ما نشوف ليها صرفة. اللص الثاني : ( لزميله ) ما تجي نسرق ملفات الكوم التاني في المرة ، عشان لما يجي وكتها نطلعها كلها فت ونقد بيها عين الجناة؟. اللص الأول : ( يوافقه) وكدا ما بكون ما ظلمنا زول ومعانا البينة. اللص الثاني : ( يتوعد) حاتروح من العدالة وين إت وعصابتك؟ كان شردتم للمريخ بنجيبكم لمن يحصحص الحق. اللص الأول : ( لزميله) يازول أكان القضا خلي خوفتو دي وصحصح معانا شوية وفعل قانون الثراء الحرام مش الحكومة براها... البلد دي كلها بتخرخر وتطلع لينا كل النصابين والحرامية بملفاتم. اللص الثاني : ( لزميله) وأكان الظلم لسع في حاله...يبقي حج مقدود وسعي مردود. اللص الأول : (يجلس علي الأرض ) والله البلد دي حيرتنا عديل كدي... زولا شهم ونقيض يمسكا لينا بأمانة وشرف مافي ؟. ( يسمع أصوات مختلفة النبرات من الخارج ) أنا..... أنا لا...أنا .... لا إت ولا هو....أنا دا. اللص الأول : ( ينهض محتدا ) والله المرة دي أي زول ساكيها فيكم تاني ما بنديها ليهو...( يصمت قليلا ثم يواصل) ليه!!.. هي بايرة والا بايرة؟!. اللص الثاني : ما عارفينكم ... كلكم طمعانين في السلطة... (بحزم) إسمع منك له : أي واحد فيكم يخت شغلو ع التربيزة ويزح بعيد ...ونحنا بعدين نشوف ونقرر. اللص الأول : ( باستغراب لزميله ) يازول في ناس من المعارضة ، أمرهم عجيب خلاص ، الناس قاعدة تموت وداك يعملك ليك فيها رئيس ويشكل حكومة ظل ويسمي ناسو ويوزع المهام. اللص الثاني : والا التاني....اللي بحلم يبقي رئيس ، يقوم يصدر ليك حبة زفرات شخصية علي حبة نفحات غابية ويسميها دستور السجمان الجديد. اللص الأول : والا المتكوزنين ديلاك.... يكتبو ليك دستور تحت الترابيزة ويقولو عليه أبصر شنو "إسلامي" و مشروع " خضاري" وشغل كدا بتاع حبرتجية. اللص الثاني : ما الدستور السماوي حاضر وموجود من زمان ، ما كتو تفهموه أول وتطبقو علي نفسكم وبعدين تجونا نضاف تحكمونا بيه؟. اللص الأول : ( ينهض ) قديمة ... إلعب غيرا ... شريعة بني إسرائيل دي تاني ما بتمشي علينا. اللص الثاني : ( منفعلا ) وبعدين التلب دا تاني ما بنفع معانا .... إتفقو أول ....نحنا منو؟ هويتنا شنو؟ حدودنا وين ؟ بحكمونا كيف؟ نأمن مستقبل كريم لأولادنا كيف ؟ هدفنا وسعينا في الدنيا لي لشنو ؟ والبلد دي حقتنا كلنا والا حقت ناس ورثنا براهم؟ ( اللص الأول يعاود الجلوس بينما زميله الآخر يجلس علي مبعدة منه ) اللص الأول : ( لزميله) .... خلاص عطشت ...روحي مشحتفة علي كوز موية وكباية جبنة حارة. اللص الثاني : ( يرد) وأنا برضو..... حلقي نشف( فجأة) لكين ..أنا بقيت اتكربن لمن اسمع كلمة كوز دي. اللص الأول : ( يتلفت يمنة ويسري) يهو الدكاكين بدت تفتح ... أرح نشوف لينا حاجة نشربا. اللص الثاني : ( يتلفت مثله ثم يتذكر) نحنا ما خلينا قهوة "طرطش" بتفتح بورانا ؟. اللص الثاني : ( يضرب رأسه بيده كأنه يتذكر) قم أرح. ( اللصان ينهضان ثم يعاودان وضع القناع علي وجهيهما وينحنيان بتحية المسرح المعهودة ، ثم يذهبان نحو منتصف الستار ويفتحان شقيه ، كل في إتجاه ، فنري مشهدا لقهوة بلدية عجيبة التكوين ،خالية من الناس ، فهناك طاولة كبيرة في المنتصف، مرصوص فوقها بضع نرجيلات - شيشة- علي يمين الطاولة نري عدة ست شاي وعلي اليسار عدة اخري لست فطور ، ثم نري بضع كراسي وطاولات صغيرة للخدمة، موزعة بشكل جغرافي مقصود ، بما فيها الوسط ، ولا أحد يجلس عليها بعد . في الخلف نري يافطة كبيرة كتب عليها : قهوة المعلم "طرطش" للخدمات المتكاملة . فوق اليافطة نري خارطة كبيرة لدولة مشوهة ، مقطعة الأوصال ، لا يعرف لها أي هوية راسخة بعد . اللصان يعودان أدراجهما فيغلقان الستار). ( يتبع المشهد الخامس بإذن الله) الدمازين في :01/11/2013م. محمد عبد المجيد امين ( عمر براق) [email protected]