بسم الله الرحمن الرحيم شباب السودان " يتوحد" في الدمازين قبل قليل ، أختتمت فاعليات الدورة المدرسية الثالثة والعشرين بمدينة الدمازين ، حاضرة ولاية النيل الأزرق ، ولقد كان للولاية كل الشرف إستقبال وإستضافة أكثر من خمسة الآف طالب وطالبة ، عدا المرافقين من مشرفين ومدربين وحكام. ما ميز هذه الدورة هو تجمع أبناء وبنات ولايات السودان المختلفة في مكان واحد ، للتنافس في مناشط رياضية وثقافية وفنية عدة ، مما أعطي ملمحا لوجه السودان الحقيقي ، بعيدا عن منعطفات ومنعرجات السياسات الغير رشيدة والإقصائية التي مورست طوال الفترة الماضية والتي أدت إلي إحداث الفرقة والشتات بين أبناء الشعب الواحد ، مما جعل السودان يتراجع كثيرا من مواقعه الريادية ، الإقليمية والدولية ، وإنتهي بتقوقعه في صراعات وخلافات داخلية محمومة علي السلطة ، كان الخاسر الوحيد فيها هو السودان الدولة والسودان الشعب. وعلي الرغم من كل هذه المرارات ، فقد بعثت هذه الدورة روحا وأملا جديدن ينبآن بأن الإهتمام بالشباب هو الإستثمار الرابح الوحيد المتبقي لإعادة لحمة هذا الشعب ووضعه في مساره الطبيعي ، ومن المؤكد أن ذلك لا يتحقق إلا بالتركيز علي تربيته تربية وطنية خالصة تربطه بالأرض وبالناس ، قبل الشخوص والأحزاب ، ثم تعليمه تعليما منهجيا راقيا ومواكبا ، وتنشئته علي الصلاح وفعل الخيرات . هناك فرق بين أن نضع في يد شبابنا "سيخة" أو أن نعطيه " زهرة " ، ان نشحنه حبا لطلب العلم والعمل من أجل الناس والوطن أو أن نسلحه بأدوات الكراهية والدمار للآخر. لا يفوتني أن أنوه إلي ذلك الموقف المشرف من شعب ولاية النيل الأزرق علي وقفتهم الحميمية والمضيافة لكل الوفود المشاركة ، فقد قامت أحياء مثل النهضة والربيع وحي الزهور والصحة والدرجة وأركويت وقنيص وقنيص شرق والسريو وغيرها من أحياء الولاية البسيطة الرائعة بالقيام بواجب الضيافة والخدمة بجهدهم الذاتي وعلي أكمل وجه ، رغم شح الإمكانات ، وضربت بذلك مثلا للحكومة الا تعتمد مرة أخري علي المنتفعين والأرزقية الذين " يترزقون" من مثل هذه المناسبات . في أثناء إنعقاد الدورة حكي أن مجموعة من شباب أحد الولايات الضيفة أرداوا شراء " قصب " من سوق " قنيص" فوقف طفل من أطفال الحي بدراجته وأبي الا أن يدفع هو ثمن القصب ، ثم إنصرف مسرعا وسط دهشة الحضور. التحية لشعبنا الأبي البطل علي إنجابه لهذه الكوكبة الميمونة من الشباب ونسأل الله تعالي أن يكونوا خير معين لوطنهم ولأمتهم في مستقبل الأيام وعلي يدهم يتم الصلاح والإصلاح . الدمازين في :09/01/2014م. محمد عبد المجيد امين ( عمر براق) [email protected]