الحلقة الخامسة ( 5 - 10 ) ثروت قاسم Facebook.com/tharwat.gasim [email protected] يحكي لنا توماس فريدمان الصحفي المشهور في صحيفة النيويورك تايمز ( راتبه السنوي مليون دولار صافي من الضرائب مقابل حفنة مقالات ) ، والذي يلعب الجولف مع اوباما ، إنه كان في القاهرة في معية الدكتور فاروق الباز عالم الفضاء الامريكي المشهور ، والذي كان من المخططين والمنفذين لرحلة مركبة الفضاء ابولو 15 في عام 1975 وللمركبة القمرية ؛ والذي سلم رواد الفضاء سورة الفاتحة في شريحة بلاستيكية ، إطمأنت قلوبهم بها وهم يطوفون الفضاء الخارجي وينزلون على القمر ، كما أكد رائد الفضاء الفريد وردن . قال : ونحن نهم بركوب الأسانسير في فندق هيلتون النيل في القاهرة ، رأيت الدكتور فاروق الباز يتمتم لنفسه بكلمات غير مسموعة . شرح لي ( الملك ) كما يلقبون دكتور الباز في امريكا ، إنه يردد لنفسه بعض أدعية من راتب شيخه الديني ليطمئن قلبه بها ، وهو يهم بإمتطاء الأسانسير . وتعجبت من كلامه بادئ الأمر وهو العالم المرموق كيف يردد خزعبلات لا تفيده شيئاً ؟ كما لم أستطع الربط بين خزعبلات القرون الظلامية ، وأسانسير الهيلتون الذي يجسد تكنولوجية وتقدم القرن الحادي والعشرين ؟ ولكنني بعد التفكير والتدبر ، حسدته ، وانا العلماني الملحد ، على الطمانينة التي تملأ جوانحه وهو يردد هذه الأدعية ، التي يطمئن بها قلبه . يزول الخوف من قلب ( الملك ) بمجرد ترديده لهذه الأدعية ، وتملأ الطمأنينة جوانحه ، ويطمئن قلبه ، ويملك عندها رفاهية ان يقول ( لا ) ، ورفاهية ان يكون عنده الكبير الجمل . يصير ( الملك ) رجلاً حراً بعد ترديده لهذه الأدعية ، لا يخاف المجهول ولا يخاف إلا الله ... منتهى السعادة . وكذلك المنصورة ! فهي تردد ، ومنذ طفولتها الغضة ، أدعية المصافاة التي كتبها المنصور عليه السلام في راتبه ، في كل صلاة من صلواتها ، وتعمل بمفهوم هذه الأدعية في تعاملها مع الناس ، فتصير أمرأة ( حرة ) كما يقول الأستاذ العظيم ، لا تخاف إلا الله ! تصير من الذين قالوا ربنا الله ثم إستقاموا ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . يقول دعاء المصافاة : ( ... واهدني الى أحسن الأخلاق ، فإنه لا يهدي لأحسنها الا انت ، واصرف عني سيئها ، فإنه لا يصرف سيئها الا انت ... ) . هل عرفت سر حسن أخلاق المنصورة وإستقامتها ، فهي تردد وتعمل وفق أدعية المصافاة وغيرها من أدعية راتب المنصور عليه السلام . تردد المنصورة عبارات من راتب المنصور عليه السلام فيطمئن قلبها وتغمر جوانحها راحة نفسية أشبه بالراحة النفسية السرمدية التي كانت تشع من عيون ومحيا الأستاذ العظيم . تردد المنصورة عبارات من راتب المنصور عليه السلام في المواقف الصعبة فتصير اسداً هصوراً لا تخشى قيد الطاغية ولا ظلم ذوي القربى ؟ راتب المنصور عليه السلام هو المنفلة التي تدور مكنة المنصورة . وبعد ... فراتب المنصور عليه السلام نبع إلهامي ووثيقة تحتوي على مجموعة مختارة من الآيات المحكمات والأحاديث النبوية الدالة وبعض أدعية المنصور عليه السلام المأثورة . يتلو انصار الله ما تيسر من الراتب في حلقات بعد صلاتي الصبح والعصر وفي مناسبات أخرى ، وبذكره وتدبره تطمئن القلوب . يمكنك الإستماع لما تيسر من الراتب بتلاوة المنصورة على الرابط ادناه : https://www.youtube.com/watch?v=0mLVcah4J3Y ردد ، يا هذا ، مع المنصورة ما تيسر من راتب المنصور عليه السلام ليطمئن قلبك ، الا بذكره تطمئن القلوب ؛ وأصبر نفسك معها ولا تعدو عيناك عنها تريد زينة الحياة الدنيا ، ولا تتبع من أغفل الله قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرطاً . ردد معها ، يا هذا ، الآية 175 في سورة آل عمران : ( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ ، فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ ، إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) . بعدها سوف تحاكي المنصورة المؤمنة ، ولن تخاف من الشيطان ، ولا من اولياءه ، وتخاف فقط من الحق سبحانه وتعالى ، وتصبح نفسك مطمئنة راضية مرضية ... قمة السعادة ... كما يؤكد لك رائد الفضاء الفريد وردن والدكتور فاروق الباز ، عالم الفضاء الأمريكي ( الملك ) وتوماس فريدمان ! . المنصورة متصالحة مع نفسها اولاً ومع الناس ثانياً ، وجهها يشع بإبتسامة دائمة ، وينضح بمزاج رائق ، مثل زرقة السماء الصافية قبل زحف عجاجات الخماسين ، ومياه بحر أبيض المُقطرة قبل هوجة بحر أزرق ، وأشعة الشمس الشفافة النقية قبل غزو جيوش الأدخنة وتحرش الأتربة وغضب العجاجات . من علامات تفرد المنصورة عن بقية ساسة السودان وزعمائه إنها تجمع بين الروحاني والمادي في خلطة لا شرقية ولا غربية ، يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار ، نور على نور ! تقرأ المنصورة الراتب وتتدبره . وتقرأ معظم ما تصدره المكتبات في شتى ضروب المعرفة ؛ فهي مواكبة للفكر الحديث ، تلتهم كل ما يصدر من كتب ومؤلفات ، مما يؤهلها لتكون في الطليعة دوماً في الفكر والسياسة والمعرفة . إنتهت المنصورة للتو وهي في فرنسا من قراءة كتاب جديد صدر في مايو 2014 في الولاياتالمتحدة عنوانه ( الثورة الرابعة ) ... السباق الدولي لإعادة إنتاج الدولة ... The Fourth Revolution: The Global Race to Reinvent the State يتحدث فيه مؤلفاه John Micklethwait and Adrian Wooldridge عن ضرورة تغيير أو تجديد أنظمة الحكم الديمقراطي في الغرب ، بعد أن دخل العالم عصر الثورة التكنولوجية والإنترنت والعولمة. يقترح الكتاب تقليص دور الدولة وحجمها ومسؤولياتها الاجتماعية ، لتكون دولة ذكية . ربما سخر البعض من المنصورة إنها تفكر في تفجير الثورة الرابعة ( الدولة الذكية ) في السودان ، الذي لم يحقق بعد ، الثورات الثلاث التي حققها الغرب وصولا إلى الدولة الذكية الحديثة ... ونعني ثورة الحرية ( الثورة الأولى ) ، وثورة الديمقراطية ( الثورة الثانية ) وثورة العدالة الاجتماعية ( الثورة الثالثة ) ؟ ربما سخر البعض من المنصورة إنها تفكر في تفجير الثورة الرابعة ( الدولة الذكية ) في السودان ، ومعظم ساسة السودان وزعمائه بل غالبية رؤساء تحرير الصحف اليومية في الخرطوم ، دعك من رعاة الغنم في صحارى الكبابيش ، لا يتعاملون مع الانترنيت ولا يملكون على عناوين الكترونية ؟ وتشرح المنصورة لكل من القى السمع وهو شهيد بأن المعركة ليست بين الدولة المركزية الكبيرة والدولة الذكية ؛ بل بين الدولة الديمقراطية الليبرالية حيث تسود الحرية وحكم القانون والمواطنة المتساوية والتوزيع العادل للسلطة والثروة من جانب والدولة الديكتاتورية العسكرية – الأمنية المتسلطة المستبدة التي تخلق مجتمع التمكين وبالتالي مجتمع الفساد ، مجتمع ال 5 % ، حيث يعيش 95% من المواطنين تحت خط الفقر . تحدثك المنصورة عن المنظمات التكفيرية المتطرفة التي أعلنت الحرب على عثمان ميرغني وعلى كل من يخالفها الرأي ، والتي ترى خلاص الأمة السودانية في العودة بالإنسان والمجتمع السوداني إلى القرن السابع الميلادي ، متجاهلة ما استجد في حياة الإنسان والمجتمعات البشرية من تطور وتقدم وتغيير ! نواصل مع المنصورة ...