Facebook.com/tharwat.gasim [email protected] 1- مقدمة . في يوم الأربعاء 3 ديسمبر 2014 ، وفي أديس ابابا ، وقعت القوى االمعارضة المدنية والحاملة السلاح ( حزب لأمة ، الجبهة الثورية ، تحالف قوى الإجماع الوطني ، ومبادرة كونفدرالية منظمات المجتمع المدني ) على نداء السودان المبني على إعلان باريس وعلى إعلان أديس ابابا ، والذي توافقت قوى المعارضة الموقعة على جبه لكافة الإعلانات والمواثيق السابقة ، وعلى إعتماده كمرجعية حصرية للعمل المُعارض ، ومُلزماً لكافة المكونات المُوقعة عليه . ثم تفرق الموقعون أيدي سباً . وصار ( نداء السودان ) ورقة معلقة في الهواء . تم فتح بلاغ جنائي من قبل حكومة الخرطوم ضد السيد الإمام تحت عدة مواد تتعلق بممارسة الإرهاب ، تقويض النظام الدستوري ، إثارة الحرب ضد الدولة ، الدعوة لمعارضة السلطة بالعنف ، من بين تهم أخرى . الكترابة ؟ عقوبة أي من هذه التهم تصل إلى الإعدام . وبررت الحكومة بلاغها بتوقيع السيد الإمام على ( نداء السودان ) مع الجبهة الثورية التي زعم البلاغ إنها تعمل لتقويض النظام بالقوة المسلحة . نسي البلاغ إن ( نداء السودان ) المبني على إعلان باريس يحفظ للجبهة الثورية حقها في الخيار العسكري ( الدفاعي حصرياً ) ، وليس الهجومي كما في حالتي ام درمان واب كرشولا . والحال هكذا وهي كذلك ، وإذا جرينا الخيط إلى مداه ، فمن المنطقي توقع تقديم الأستاذ فاروق ابو عيسى والدكتور أمين مكي مدني ، المحبوسين حالياً ، للمحاكمة بنفس التهم التي تم توجيهها للسيد الإمام ، لانهما إرتكبا نفس جريمة السيد الإمام المزعومة ، أي التوقيع على ( نداء السودان ) ! 2 – أين المشكلة ؟ في الطب اول خطوة في علاج المرض هي تشخيصه الصحيح وإعتراف المريض بالتشخيص ومساعدة الطبيب في قبول وتفعيل العلاج . وكذلك في السياسة وفي غيرهما من فروع المعرفة . المشكلة الأساس إن بعض نبلاء الإنقاذ لا يعترفون بوجود مشكلة ما ؛ ويؤمنون بأنهم سبيويهات في الشأن السوداني ، ويرفضون تشخيص المختصين وأراء الناصحين ، وذلك نتيجة لضيق ماعون بعضهم الفكري والسياسي ، وعوار بعضهم المهني والحرفي . هؤلاء ينظرون فلا يرون لا الأشجار المتحركة ، ولا المخلوقات تحتها ، ورغم ذلك تأخذهم العزة بالأثم ، وكأنهم يجسدون الآية 103 والآية 104 في سورة الكهف : قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ). الحكومة ماضية في سياساتها بغض النظر عما تفعله او تقوله المعارضة بشقيها , إنها تندفع كالقطار بدون كوابح ، ومن دون الأخذ في الاعتبار أية عوامل وطنية أو أخلاقية ، وذلك لضعف المعارضة وقلة حيلتها ، وعدم تجاوب الشارع السياسي معها ، من بين أسباب أخرى . 3- ماذ حدث يوم الأثنين 12 يناير 2015 ؟ من المفارقات التي أتى بها يوم الأثنين 12 يناير ، إن الخرطوم صارت وسيطاً لحلحلة مشاكل الغير ؛ إذ إجتمع بها وزراء خارجية الصين واثيوبيا وجنوب السودان والسودان لإيجاد مخرج لمحنة جنوب السودان . قال الأستاذ كرتي ملخصاً مخرجات الإجتماع بخصوص دولة جنوب السودان ومعارضيها ، ومؤكداً التناقض الكامل بين موقفه كوسيط في محنة جنوب السودان وموقفه كطرف في محنة السودان . قال الأستاذ كرتي إن طرفي النزاع في جنوب السودان وافقا على : + الوقف الفوري للاعتداءات ووقف إطلاق النار ( ولم يحدثنا الأستاذ كرتي عن وقف إطلاق النار بين حكومة الخرطوم والجبهة الثورية ؟ ) ، + وتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بينهما ( ولم يشرح لنا الأستاذ كرتي لماذا خرقت حكومة الخرطوم 16 إتفاقية وقعت عليها بدءاً بإتفاقية نافع – عقار ؟ ) ، + والإسراع في استئناف المفاوضات لتشكيل حكومة انتقالية وإدخالها حيز التنفيذ ( ولم يفسر لنا الاستاذ كرتي لماذا تعتبر حكومة الخرطوم رجس من عمل الشيطان مجرد الكلام عن حكومة إنتقالية للسودان كنتيجة لمؤتمر دستوري جامع ؟ ) ، + وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية ( ولم يبرر لنا الأستاذ كرتي عدم تفعيل حكومة الخرطوم للإتفاقية الثلاثية بخصوص توصيل الإغاثات لدارفور والمنطقتين ؟ ) . ويحق لنا أن نتسآل : + أتامرون الناس بالبر ، وتنسون أنفسكم ، وأنتم تتلون الكتاب ؟ أفلا تعقلون ؟ 4- إلى أين نحن ذاهبون ؟ ولكن ذلك التساؤل لا يمنعنا من تساؤل مماثل : + إلى أين نحن ذاهبون و ( نداء السودان ) ورقة معلقة في الهواء ؟ خصوصاَ وقد قال قائل منهم إن الحكومة سوف تسِير على نهج الحكومة المصرية في تفعيل إجراءات إستثنائية منها الآتي : + تقديم شكوى لمجلس الأحزاب لتجميد نشاط حزب الأمة لتوقيعه ( نداء السودان ) ، ومصادرة أملاكه . سوف تنظر المحكمة الدستورية في طلب الحكومة المقدم من مجلس الاحزاب وتجيزه ، كما أجازت المحكمة الدستورية في مصر قفل دور حزب الاخوان المسلمين ومصادرة املاكه ، وكذلك أملاك قادته . ولكن هل يقف حزب الأمة مُمحنناً ومكتوف الأيادي وهو ينتظر وقوع سيف هذا الإجراء التعسفي على أم راسه ، أم يقوم بإتخاذ إجراءات إستباقية ، بقرار من مؤوسساته ، كتجميد نشاطه وقفل دوره وحتى إشعار آخر وعودة العقلانية للحكومة وسمها الفائر الذي هيجه ( نداء السودان ) ؟ + كما حدث في مصر السيسي ، سوف تطلب الحكومة من المجلس الوطني إعتماد قوانين تقضي بالسجن المؤبد للمتظاهرين ، خصوصاً للمشاركين في المظاهرات الجماهيرية والوقفات الإحتجاجية المتوقعة خلال إنتخابات ابريل 2015 ! + لم يقل المجتمع الدولي ( بغم ) لحكومة السيسي في تفعيل إجراءاتها ضد حزب الأخوان وقادته في مصر ، الأمر الذي يقش الدرب أمام الخرطوم لتفعيل مخططاتها ضد حزب الأمة وقادة المعارضة الحردانة ! 5- خطوتان حتميتان ؟ تفعل مجموعة ( نداء السودان ) خيراً بأن تخطو أول خطوة في الطريق ( الذي نتمنى أن لا يطول ) إلى الهدف النهائي بإقامة نظام جديد ، بأن تتفق على السيد الإمام ليكون رئيساً لتحالف قوى النداء ، وليكون العنوان الذي يجسد النداء ، على أن تعاونه سكرتارية من مكونات النداء كما كان الحال مع التجمع الوطني الديمقراطي سابقاً ، وكما الحال حالياً مع تحالف قوى الإجماع الوطني والجبهة الثورية . الاسباب والمبررات لإختيار السيد الإمام لرئاسة تحالف قوى النداء بالكوم ولا تحتاج لتبيان ، وليس أهمها تاريخه الثوري في الإطاحة سلمياً وبنجاح وسلاسة بدكتاتورية نظام عبود ونظام نميري ، وجماهيرية حزبه الغالبة ، وماعونه الفكري الواسع ، وصلاته الدولية الواسعة التي دفعت ، ( كآخر ) مثال ماثل من بين مئات وليس للحصر ، ائتلاف البرلمانيات من الدول العربية لدعوته ليكون المتحدث الرسمي حول موضوع ( مناهضة العنف ضد المرأة ) في الاجتماع السنوي الأول لإئتلاف البرلمانيات ، المنعقد في عمان ( الأردن ) في يوم الثلاثاء 13 يناير 2015 . هذه هي الخطوة الأولى التي يجب على تحالف قوى ( نداء السودان ) تفعيلها ، بعيداً عن الغبائن والمرارات الشخصية التي إتضح أن لا مبرر لها . فقد أتهم البعض السيد الإمام بالخيانة وقالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر فقط لأنه إقترح في نوفمبر 2010 الكوديسا ( المؤتمر الدستوري ) كآلية للحوار الوطني مع نظام الإنقاذ ، وكمرحلة أولى تسبق الإنتفاضة الشعبية ، إذا رفض النظام الكوديسا . ثم عاد الجميع ومثلهم معهم لإستراتيجية السيد الإمام وتبنوها في ( نداء السودان ) ، وغيره من إعلانات ومواثيق . مالكم يا قوم كيف تحكمون ؟ أم لكم كتاب فيه تدرسون ؟ أرونا من فضلكم هذا الكتاب الذي فيه تدرسون ! ماذا يقول السيد الإمام لرماة الحدق ؟ يقول لهم حُسناً كما امره الذكر ! السيد الإمام يحاكي يسوع الناصرة ويدير خده الأيسر فهو من الذين يحبهم الله ، من الذين بلغوا مرتبة المحسنين ، قمة مراتب الإيمان ! نعم ... هو من المحسنين ، الكاظمين الغيظ ، العافين عن الناس ، الذين ينفقون من رحيق أفكارهم في السراء والضراء ؛ فهو يجسد الآية 134 في سورة آل عمران ، وكانها تمشي على رجلين : الذين ينفقون في السراء والضراء ، والكاظمين الغيظ ، والعافين عن الناس ، والله يحب المحسنين . وكفى بنا حاسبين ! 6- الخطوة الثانية ؟ الخطوة الثانية الحتمية هي حل تحالف قوى الإجماع الوطني والتجمع الوطني العريض وسائر التحالفات الأخرى وذوبانها في تحالف قوى ( نداء السودان ) ببساطة لان الهدف صار واحدا ... وهو العمل على التعبئة الشعبية والحشد الجماهيري لتفجير الإنتفاضة السلمية غير المُستنصرة بالأجنبي ، بعد أن إغتالت الحكومة الحوار الوطني ودفنته في مقابر أحمد شرفي ، في مساء الأحد 4 يناير 2015 ، بتبني المجلس الوطني التعديلات الدستورية وتفجيره لثورة الإنقاذ 2 الدستورية . من هنا نبدأ ! وإلا كان قدرنا 26 سنة أخرى من الإنقاذ 2 ! هنا جنة السيد الإمام ، وهناك جنتي الإنقاذ ذواتي أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل ؟