لا يزال مئات العمال عالقين داخل المنجم إسطنبول - أعلنت الحكومة التركية الأربعاء الحداد ثلاثة أيام على أرواح ضحايا حادث الحريق المروع الذي اندلع في أحد المناجم غربي تركيا، وأودى بحياة أكثر من مئتي شخص حتى الآن. وذكر مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه سيتم تنكيس الأعلام اليوم في جميع أنحاء البلاد وفي السفارات التركية بالخارج. ولا يزال هناك مئات العمال عالقين داخل المنجم. وقد تمكن رجال الانقاذ من إنقاذ ستة أشخاص أحياء، وأفادت صحيفة حريات على موقعها الالكترونى إنه لم يعرف بعد مدى إصابة الستة أشخاص . وهناك مخاوف من أن يكون المئات مازالوا محاصرين تحت سطح الارض، وقد تم إنقاذ 80 شخصا لحقت بهم إصابات . ويعد الحريق الذي اندلع الثلاثاء في منجم للفحم بمنطقة سوما بولاية مانيسا غربي تركيا احدى اسوأ الكوارث الصناعية التي تشهدها تركيا. وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي تانر يلدز اثناء تفقده المكان ان "الامال بالعثور على ناجين تتضاءل". وعزا الوزير سبب تشاؤمه الى واقع ان "الحريق مستمر" في المنجم الواقع في سوما بمحافظة مانيسا. وكان يلدز اعلن في وقت سابق انه تم انقاذ 363 من عمال المنجم بعد وقوع المأساة. وقالت السلطات ان 787 عاملا كانوا في منجم الفحم عند وقوع الانفجار. وانتشر العديد من عناصر الدرك والشرطة في محيط الموقع لتسهيل دخول وخروج سيارات الاسعاف بين موقع الكارثة ومستشفى سوما حيث يوجد المنجم. وقالت امرأة خمسينية "انتظر انباء عن ابني" مضيفة "ليس لدي اي خبر عنه ولم يخرج بعد". خبراء: الخطر الرئيسي يتمثل في نقص الأوكسيجين وقال احد عمال المنجم ويدعى كوسكون "سبق ان وقعت حوادث محدودة هنا لكنها المرة الاولى نشهد فيها حادثا مماثلا وبهذه الخطورة". واعتبرت شركة سوما كومور للمناجم في بيان ان الانهيار "حادث ماسوي"، مضيفة "المؤسف ان عددا من عمالنا قضوا في هذا الحادث. وقع الحادث رغم اكبر قدر من الاجراءات الامنية و(عمليات) التفتيش لكننا نجحنا في التدخل سريعا". واوضح وزير العمل والامن الاجتماعي التركي ان المنجم تمت معاينته اخر مرة في 17 مارس وكانت المعايير المطلوبة متوافرة فيه. لكن العامل اوكتاي بيرين قال "ليس هناك اي سلامة داخل هذا المنجم. النقابات ليست سوى دمى والادارة لا تفكر الا في المال". وقال زميله تورغوت سيدال "هناك اناس يموتون في الداخل وجرحى، كل ذلك من اجل المال". والغى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان زيارة عمل الى البانيا، ويرتقب ان يتفقد مكان الانفجار الاربعاء. واوضح الاختصاصي في الصناعة المنجمية فيدات ديداري لفرانس برس ان "الخطر الرئيسي يتمثل في نقص الاوكسيجين"، مضيفا "اذا كانت اجهزة التهوئة معطلة فان العمال قد يقضون خلال ساعة". والانفجارات داخل المناجم تقع باستمرار في تركيا وخصوصا في تلك التابعة للقطاع الخاص. والحادث الاخطر وقع العام 1992 حين قضى 263 عاملا في انفجار للغاز داخل منجم زونغولداك.