اعتدى مسلحون على الأستاذ عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة (التيار) ، مما أدى إلى نقله للمستشفى مغمى عليه ، أمس السبت 19 يوليو . وقال صحفي يعمل بالصحيفة كان شاهداً على الجريمة ل (حريات) انه وفي حوالي الساعة السادسة ونصف من مساء أمس ، حضرت مجموعة ملثمة تحمل بنادق وعصى إلى مقر الصحيفة وسط الخرطوم ، وعرفت المجموعة نفسها في الإستقبال بانها من الأمن الإقتصادي وعند السماح لها بالدخول عرفت نفسها في صالة التحرير بانها من الأمن السياسي ، بعدها دخل أفراد المجموعة لمكتب الأستاذ عثمان ميرغني رئيس التحرير ، وأضاف : ( سمعنا بعدها أصوات ضرب وتحطيم فهرولنا لنجدة الأستاذ عثمان الذي وجدناه ملقياً على الأرض وملابسه ملطخة بالدماء ، عندها أشهر بعض أفراد المجموعة أسلحتهم في وجوهنا ثم بدأوا ضربنا عشوائياً بالعصى التي كانوا يحملونها ، واصابوا الصحفي عبدالله اسحق). وقال (عندما توقفوا عن الضرب طلبوا منا وهم يشهرون أسلحتهم في وجوهنا الجلوس على أرضية صالة التحرير ، وحطموا غالبية أجهزة الكمبيوتر بالصالة وأخذوا بعض الهواتف (موبايلات) الخاصة بالصحفيين ، وكانوا يرددون احاديث عن غزة واسرائيل ، ثم خرجوا ، ولم تستغرق كل العملية الإجرامية أكثر من ثلث الساعة) . واضاف ان المجموعة المكونة من حوالى (10) أفراد حضرت إلى مقر الصحيفة بعربتى (تاتشر) لا تحمل ارقاما وتشبه العربات التي تستخدمها القوات الخاصة فى جهاز الأمن خصوصاً مليشيا الدعم السريع ، الامر الذى أكده صحفى اخر بالصحيفة ، حيث قال سامي عبد الرحمن، لوكالة (الاناضول) إن ملامح المعتدين وتصرفاتهم لا تنم عن انتمائهم لجماعات إسلامية. واضاف الصحفى الشاهد ل(حريات) ان الأستاذ عثمان ميرغني يرقد حالياً بالعناية المركزة في (مستشفى الزيتونة) ، وتجاوز مرحلة الخطر حسب ما أبلغهم طبيب يعمل بالمستشفى ، وأكدت الفحوصات عدم وجود كسور أو نزيف داخلى ، مع وجود تضرر فى العين اليمنى وكدمات فى الرأس وعدة انحاء من الجسم. واحتشد عشرات الصحفيين أمام مستشفى الزيتونة، فى مساء نفس اليوم فى وقفة احتجاجية مرددين هتاف (صحافة حرة أو لا صحافة). واعلنت شبكة الصحفيين عن تنظيم مسيرة احتجاجية ظهر اليوم الأحد من أمام صحيفة (التيار) إلى مقر مجلس الصحافة والمطبوعات. (حريات) (التيار) مطلوب عاجلاً استيراد (مناديل)..!! عثمان ميرغني صحيح إخواننا الفسلطينيون في غزة يقتلون ويذبحون بالقنابل الإسرائيلية.. لكن الأصح أننا (200) مليون عربي.. (ومليار ونصف المليار مسلم) لا نملك لهم سوى الدموع.. التي تجف بجفاف آخر قطرة دم تسيل من أهل غزة.. وينتهي موسم (غزة) تماماً كما ينتهي موسم كأس العالم.. ننساها لحين دورة جديدة.. يتجدد فيه ذات القتل بذات الطريقة البشعة.. ويتجدد فينا ذات البكاء بذات الدموع العاجزة.. إسرائيل تقصف.. وغزة تموت.. ونحن نبكي.. ونسكب القصائد.. لا شئ يتغير.. طالما أن بعض مثقفينا وصحافيينا يظنون أن الدموع تبني الأوطان.. وتكف الأحزان.. طالما أن البعض يظن أن الحرب (أولها كلام) وكذلك آخرها كلام.. في كلام. سر التفوق الإسرائيلي علينا.. هو في (الإنسان).. وللزملاء الذين تفضلوا بانتقادي.. أكرر.. أن النموذج الإسرائيلي الذي أشرت إليه أقصد به معاملتها لإنسانها هي.. وليس لإنسان العرب.. ولو عاملنا نحن (إنساننا!) كما تعامل هي (إنسانها) لما تمكنت إسرائيل من قتل (إنساننا) في غزة في عز النهار.. فهي تقتل (إنساننا) وتهينه على أرضه.. لأن بقية (إنساننا) في كل عالمينا العربي والإسلامي.. لا يملكون ل(إنساننا) في غزة غير الدموع.. الجهاد ب(مناديل) الورق التي تمسح الدموع الثكلى.. نبكي كالنساء على وطن لا نستطيع الدفاع عنه كالرجال.. الفرق في (الإنسان).. كيف تدلل إسرائيل (إنسانها) بالحقوق المترفة.. وكيف نقهر نحن (إنساننا) بالقواهر المسلطة.. مصدر قوتهم هو بالضبط نقطة ضعفنا.. الإنسان..!! هل تصدقوا أن في قائمة أفضل (100) جامعة في العالم.. (6) منها جامعات إسرائيلية.. إسرائيل التي لا يزيد عدد سكانها عن سكان حي الحاج يوسف.. بينما (200) مليون عربي ليس لهم جامعة واحدة في قائمة أفضل (500) جامعة في العالم.. هل لأننا لا نملك المال؟؟ أم لأننا لا ننفق المال في (العلم) ونجزل انفاقه في كل شئ آخر.. الفرق هو في معاملتهم لإنسانهم.. ومعاملتنا نحن لإنساننا الذي نقهره بالممنوعات.. بينما إنسانهم مترف بالحريات.. في محاضرة ألقاها العالم المصري أحمد زويل بالخرطوم (بدعوة من جامعة المستقبل) لا زلت أذكر أنه ربط التفوق في (العلم) بحرية العقل والتفكير.. إبداع الإنسان وقوة عقله رهن مساحة انطلاقته والهواء العليل الذي يستنشقه ضميره.. فالإنسان المكبل بالهواجس والمحاذير.. لن ينطلق عقله من اسره.. نستطيع أن نحمي غزة.. عندما ندرك أن (الإنسان) هو أغلى (أصول) الدولة.. حقوقه مصانة.. لا يخشى على نفسه إلا من نفسه إذا انحرفت. (لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار).. إما أن نستثمر في قوة عقولنا. أو نستثمر في استيراد (مناديل) لمسح الدموع.. إما أن نجاهد بقوة إنساننا.. أو نجاهد بشلالات دموعنا.. هي حرب (حضارية) يجب أن نخوضها بالعقل.. وليست (عاطفية) بالدموع والشموع..!!.