بقلم كريس ليفكو أقر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بأنه شن خفية حملة اعلانية ضد «غوغل» لمهاجمة محرك البحث الالكتروني بشأن ملف حماية الخصوصية الفردية، في ما يعتبر مرحلة جديدة من المواجهة العلنية بين عملاقي الانترنت. اشار موقع التواصل الاجتماعي الاول في العالم الى انه ابرم اتفاقا مع شركة بارزة في مجال العلاقات في الولاياتالمتحدة هي «بورسون مارستيللير» وذلك بغية لفت انظار الصحافيين حول ممارسات «غوغل» في مجال حماية الخصوصية. واكد متحدث باسم «فيسبوك» انه «لم يسمح بشن اي حملة للافتراء والتشهير. لم نكن نريد ذلك» ولكن «كنا نريد من طرف ثالث (مدونون وصحافيون) ان يدققوا في ان «غوغل» يقوم بجمع معلومات موجودة في ارصدة «فيسبوك» ويستخدمها، من دون الحصول على اذن من مستخدمي الانترنت». وتابع المتحدث: «لجأنا الى خدمات «بورسون مارستيللير» من اجل تسليط الضوء على هذه المسألة، عبر استخدام معلومات عامة يمكن التأكد منها بطريقة مستقلة من قبل اي وسيلة اعلامية او محلل». وكأنه يعترف بالذنب، اقر المتحدث فقط بنقص في الشفافية في ما قام به «فيسبوك». وقال «انها مسألة خطرة وكان من المفترض ان نقدمها بطريقة جدية وشفافة». وفي وقت سابق، كانت صحيفة ذي دايلي بيست قد نشرت الرسائل المتبادلة بين مدون و«بورسون مارستيللير»، التي قام احد موظفيها بتوجيه المدون الى فتح تحقيق حول «غوغل» من دون ان يقول له انه يعمل لمصلحة «فيسبوك». وقد كتب هذ الموظف:«على الاميركيين ان يعرفوا» ماذا يفعل «غوغل» بالمعلومات الخاصة بهم. واكدت «بورسون مارستيللير» الخميس انها تعاونت مع «فيسبوك»، ولكنها اخذت على موقع التواصل الاجتماعي اصراره على العمل في الخفاء، مانحا العملية صفة سرية. وقالت الشركة في بيان، «هذه ليست عملية عادية على الاطلاق، وهي تتعارض مع قواعدنا». وكانت الشركة، تماما كما «فيسبوك» قد شددت على أن «كل المعلومات التي يتم توجيه انظار الاعلام اليها تطرح مسائل حقيقية وهي متعلقة بالشأن العام، على ان تقوم وسائل الاعلام بنفسها بالتأكد من هذه المعلومات عبر مصادرها الخاصة». صحيفة «يو اس آي توداي» كانت من بين وسائل الاعلام التي تورطت، مما دفع بها منذ مطلع الاسبوع الى التلميح بوجود «حملة اشاعات» ضد «غوغل»، من دون ان تتمكن من تحديد من يقف وراءها، قبل ان تتمكن صحيفة ذا دايلي بيست الالكترونية من نزع القناع عن «فيسبوك» الخميس. وتعد هذه المسألة دليلا جديدا على المعركة بين «غوغل» الذي يعتبر اكبر نجاح اقتصادي على الانترنت والذي تأسس في عام 1998، وبين «فيسبوك» الذي يهدد شيئا فشيئا هيمنة المحرك، مع قاعدة تضم اكثر من 600 مليون متصفح في الشهر، بالإضافة إلى أنه استقطب 10 في المائة من موظفيه من «غوغل». ومع ذلك يبقى «غوغل» في الريادة. وقدرت شركة «اي ماركيتير» الخميس بحوالى %43.5 حصة «غوغل» من سوق الاعلانات الالكترونية في الولاياتالمتحدة هذا العام، مقابل %7.7 فقط ل«فيسبوك». ومع ذلك، تبقى المجموعتان محور جدل متكرر حول استخدامهما للمعلومات الشخصية لمتصفحي الانترنت، وهو ملف فائق الحساسية تسبب لهما بملاحقات قضائية. ويعتبر الحصول على المعلومات أمرا حيويا بالنسبة إليهما، على المستوى الاقتصادي.