هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    تعادل باهت بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا    ((نصر هلال قمة القمم العربية))    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.جبريل إبراهيم : ارتحلت في طلب العلم حتى بلغت الواق واق.. .الحوار لم يبدأ بعد
نشر في السودان اليوم يوم 11 - 09 - 2014


عتبة أولى:
** ليس من اليسير الوصول إلى رجل في أهمية وخطورة الدكتور جبريل إبراهيم، الأبواب التي تفتح نحوه هى في الغالب أبواب دائرية، قد تتوه بك في بعض العواصم. لأكثر من شهر، بل لأشهر حاولنا استنطاقه، ولكنه لا يمكن الوصول إليه بسبب التسفار والعمل المضني، حتى عثرنا عليه في رادسون أديس أبابا، كان متوعكاً قليلاً.. في قرارة نفسه هو رجل واع ومتفهم للصحافة وأدوارها، جبريل إسلامي بشهادة الميلاد، تفتحت بصيرته على الهموم الكبيرة منذ أن شب عن الطوق.. هنالك في قرية الطينة في أقاصي دارفور، مضى مثقلاً بالطموح في طلب العلم حتى بلغ بلاد (الواق واق)، هكذا يتحدث عن نفسه، مجبول على محبة الآخر، شاطر وطموح، عيونه مسكونة برهق الأمنيات والتصورات البراغماتية، هو ابن الأزمة على كل حال، يعبر عن أفكاره بعمق وروية، لا يثرثر في العادة، يجيد اللعب بالبيضة والحجر، متمهل تماماً ولكنه لا يبالي من السير في الليالي المطيرة، سياسي على نحو باهر، عوضاً عن أنه رئيس حركة (العدل والمساوة) خلفاً لشقيقه الراحل الدكتور خليل إبراهيم، جبريل متفوق في التكتيك، يفاوض بعيون حذرة، حاورناه (لليوم التالي) فتحدث حديث العالم ببواطن الأمور، سكب ما يعتمل في دواخله حتى كاد يحرق صفحة الكتابة البيضاء، من الذي علمه الحكمة والكتاب؟ ربما كان أستاذه الطاهر يوسف أبكر الذي جنده للحركة الإسلامية، قلبنا معه دفاتر التاريخ والحاضر، وراهن الأزمة الذي يراوح مكانه، تحدث عن علي الحاج بمحبة نادرة، وقدم لوماً بدموع وفية للدكتور الترابي، هو مع الحوار الموحد الذي يعالج جذور الأزمة بطبيعة الحال، لننظر ماذا قال بالتفاصيل.
* جبريل إبراهيم بخلفياته التاريخية غير معروف للكثيرين، فماذا عن الطفولة والميلاد؟
- أنا سوداني بسيط، من مواليد قرية الطينة في الركن الشمالي الغربي من السودان، وقد درست بها المرحلة الأولية.
* أظنك ارتحلت شرقاً بعدها؟
- نعم ارتحلت شرقاً في طلب العلم حتى بلغت جزر الواق واق.
* نسمع كثيراً عن (الواق واق) وبعضنا لا يعرفها؟
- الواق واق تحريف لاسم اليابان القديم وهو "واكوكو" ويعني أرض السلام.
* من الذي جنّدك في الحركة الإسلامية؟
- الأستاذ الطاهر يوسف أبكر، وقد كان ذلك في عامي الأول بمدرسة الفاشر الثانوية.
* وخليل إبراهيم سبقك في العمل السياسي؟
- بالتاريخ لا، أما في الأداء والكسب والتفاني فنعم، عليه رحمة الله.
* أنت رجل كواليس، فما الذي أوكل إليك من قبل التنظيم خلال الحقبة التسعينية؟
- الفرضية بعيدة عن الحقيقة.. أنا أميل إلى العمل التنفيذي وفي وضح النهار.. كنت مؤسساً ومديراً لشركة عزة للنقل الجوي.
* كيف كانت المهمة؟
- لم تكن المهمة سهلة حتى أشركها بغيرها من الأعمال.
* وماذا عن علاقتك بقيادات الدولة في ذلك الوقت؟ حدثنا عنهم؟
- لم أسمع بمن اشتكى مني من الذين تفرض طبيعة عملي التعامل معهم، وهم أقدر مني على الإجابة عن هذا السؤال.
* فيم حضرت الدكتوراة؟
- في سياسات التنمية الاقتصادية وكانت الرسالة في "بناء الرأسمال البشري كاستراتيجية للتنمية الاقتصادية".
* ثمة من يزعم أن حركة (العدل والمساواة) هي الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي؟
- لكل من يقول حركة العدل والمساواة هي الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي نقول هذا حديث عفا عليه الزمن ودعاية مغرضة.
* هي ليست دعاية ولكن المشرب واحد وربما التوجه أيضاً واحد؟
- في النهاية البينة على من ادعى، وعلى الزاعم أن يثبت زعمه.
* الدكتور الترابي لم يدن هجوم الحركة على أم درمان؟
- للدكتور الترابي تقديراته الخاصة في عدم إدانة عملية الذراع الطويل.
* الملاحظ أيضاً أنه أدى واجب العزاء في قائدها.. فما الذي كان يعنيه ذلك؟
- أداء واجب العزاء في الشهيد خليل، فقد قام به الكثير من القادة السياسيين، وهو سلوك يعبّر عن أصالة وسمو قيم الشعب السوداني.
* ما هي قصة إعلان باريس؟
- إعلان باريس خطوة كبيرة في مساعي الجبهة الثورية السودانية لتوحيد صف المعارضة.
* متى بدأت تلك الخطوة؟
- بدأت بتكوين الجبهة نفسها، ثم ميثاق الفجر الجديد، ومؤتمرات جنيف الأولى والثانية، ولقاءات البرلمان الأوربي وغيرها.
* لنبدأ من حكاية الإمام؟
- الإعلان نفسه تتويج لمساعي الإمام الصادق المهدي لبناء جسور الثقة بين قوى المعارضة السودانية.
* ولكن المساعي تقف على أرض هشة؟
- إعلان باريس نقلة نوعية في المسرح السياسي السوداني وسيؤتي أكله خيراً وبركة على البلاد بإذن الله.
* وصفت لقاء الجبهة الثورية مع الصادق المهدي بالتاريخي، فهل تثقون في الإمام؟
- لقاء باريس تاريخي بمعنى الكلمة لأنه كسر حاجز المستحيلات، وجمع بين النادي السياسي القديم والجديد، وقطع الطريق على الاستقطابات الحادة والمخاوف الزائفة.
* وماذا عن الثقة؟ هل تثقون في الإمام؟
- بالنسبة للثقة، فلم يأتنا الإمام من أجل سواد عيون الجبهة، وإنما تقديراً لمصلحة سياسية رجاها وقدّرها، وكذلك الحال بالنسبة للجبهة. فإذا بقيت المصلحة المرتجاة بقيت العلاقة. وهذا ما نرجوه ونعمل له.
* الصادق المهدي هو رجل الخذلان الفريد، ثمة من يزعم ذلك؟
- الآمال الكبيرة تسبب إحباطات كبيرة إذا لم تتحقق، وأملنا أن يساهم الإمام الصادق مع الآخرين في بناء سودان الغد المشرق.
* الحكومة قدمت ضمانات لقادة الحركات المسلحة للدخول إلى الخرطوم والخروج منها في أي وقت، فلماذا لم تلبوا الدعوة؟
- على الحكومة أن تقدم ضمانات للشعب السوداني الذي لا يملك غير لسانه وقلمه في التعبير عن رأيه.
* هي قدمت ضمانات لإنجاح الحوار والتعافي الوطني؟
- عن أي ضمانات تتحدث وإبراهيم الشيخ يقبع في سجنه لأنه عبر عن رأيه بلسانه؟، ود. مريم الصادق في سجن انفرادي لأنها قابلت قادة الجبهة؟، وغيرهما من سجناء الرأي كثر!
* لنتحدث عن الضمانات ودلالاتها؟
- أخي الكريم الضمانات مطلوبة لمجتمعنا قبل أشخاصنا، وأزيدك أن مجرد لقاء قادة الجبهة الثورية جريمة تلقي بصاحبها في سجن انفرادي، فماذا يحدث لو صار قادة الجبهة المحكوم عليهم بالإعدام أو المطلوبون بواسطة الإنتربول العربي تحت رحمة النظام؟.
* ما الذي يمنع حملة السلاح من الاستجابة لحوار الداخل؟
- ستستجيب الجبهة الثورية لحوار الداخل عندما تتوفر أركانه ومقوماته، ولكنها أكبر من أن تنخدع بدخان يطلق في سماء البلاد لإلهاء الناس وإشغالهم لكسب الوقت للانتخابات.
* هل وصلتكم دعوة رسمية للمشاركة في الحوار الوطني ولو على مستوى حركة العدل والمساواة؟
- لم يحدث مطلقاً، ولو دُعيت حركة العدل والمساواة السودانية من غير مكونات الجبهة الثورية الأخرى لما استجابت لأنها جزء من كل.
* ألم تتلق أي اتصال أو رسالة من الخرطوم خلال الفترة الماضية؟
- لم يسترع انتباهي شيء من ذلك.
* بضاعة الخرطوم معروضة دون إقصاء؟
- بضاعة الخرطوم المعروضة لي لا تتجاوز الوعيد بالويل والثبور والإلحاق بإخوتي الشهداء.
* هنالك حديث عن مفاوضات سرية تجري بعيداً عن الأعين؟
- بالقطع ليست مع حركة العدل والمساواة السودانية أو الجبهة الثورية السودانية. ولو كانت هنالك محادثات سرية بحق لما علم بها المروجون.
* السياسة دائما فيها السر وفيها الجهر؟
- لماذا الحاجة إلى التفاوض في الظلام وقضايا الخلاف أوضح من الشمس في رابعة النهار؟!
* ما هي الضمانات التي تطلبونها للمشاركة في الحوار القائم بين الحكومة والمعارضة؟
- أولاً لا علم لي بحوار قائم بين الحكومة والمعارضة.
* أنا أتحدث عن الحوار الوطني؟
- وأنا أتحدث عن خارطة طريق الجبهة الثورية وإعلان باريس ومخرجات حوار مجموعة إعلان باريس مع موفدي 7+7 في أديس أبابا ما يجيب على سؤالك باستفاضة.
* هنالك رغبة قوية في الخروج بالبلاد من مأزقها، فلماذا لا تشاركون فيها؟
- لقد عبرنا عن رغبتنا القوية في إخراج البلاد من مأزقها.
* أنت رجل متفائل حتى في أحلك الظروف؟
- طبعا طبعا.
* هل تتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تغييرات أو انفراجا على الوضع العام؟
- ليس ذلك على الله بعزيز إذا أفاقت المجموعة الحاكمة من سكرة السلطة، ومنّ الله عليها بحد أدنى من الرشد.
* أنت أيضاً شريك في ما يحدث في دارفور؟
- ما يحدث في دارفور وبقية أقاليم السودان لن يحول دون الأجل المحتوم للتغيير، وحينها لات ساعة مندم.
* هنالك تقارير عن شاب من دارفور يصنع تحت أعين الأمريكان؟
- لم أسمع عنه.
* تقريباً اسمه سالم. فهل تعرفه أو سمعت عنه؟
- لم أسمع به ولا يشرفني معرفة أمثاله من أراجوزات الأجنبي، ولا أشغل بالي بمثل هذه القصص لأني على قناعة مطلقة بأن تربة السودان لا تصلح لإنبات أو نمو أي شكل من أشكال "آل كرازاي".
* جمعتك لقاءات سرية وعلنية بالدكتور علي الحاج، فماذا دار بينكما صراحة؟
- الدكتور أبو أحمد أخ وصديق وابن منطقة وصاحب سبق وتجربة سياسية جديرة بالنظر. عليه، دواعي التواصل بيننا كثيرة ليس بينها ما يستدعي لقاءات سرية.
* ما الذي يشغل باليكما؟
- ما يشغل بال الدكتور علي الحاج ويشغل بالي هو الشأن العام، والتردي الذي آل إليه الحال، وكيفية انتشال البلاد من كبوتها المستطيلة.
* هل لديك تفسير لصمت الدكتور الترابي والتقارب المفاجئ بين المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني؟
- ما المسؤول بأعلم من السائل.
* أنا لا أعرف صراحة.. دعني أسألك أنت؟
- المؤكد أن توحيد الصف الوطني والعمل على خلاص البلاد مقدم على أية مصالح ثنائية يمكن تحقيقها عبر هذا التقارب المريب.
* ما الذي تطلبونه من الشيخ؟
- الأمين العام للمؤتمر الشعبي مطالب شعبياً بتوضيح دوافع هذا التقارب المفاجئ بينه والوطني والانخراط في "حوار الوثبة" دون شروط.
* داخل مكونات الجبهة الثورية هنالك تباين في بعض القضايا.. هل تتفق معي؟
- تجد التباين في الرؤى والمدارس الفكرية حتى في التنظيمات العقدية التي يعتقد فيها أحادية النظرة والتكوين، فما بالك بتحالف جمع أشتاتاً من التنظيمات والأحزاب بما لديها من خلفيات وإرث!
* ما المطلوب من مشاركة الجبهة الثورية بالضرورة لحركة ذات أجندة مغايرة؟
- المطلوب في تحالفات كهذه ليس الوحدة الفكرية المطلقة، ولكن وجود برنامج حد أدنى يُجمع عليه الناس، ويعملون معاً من أجل تنفيذه.
* قطاع الشمال يحاور الحكومة في أديس أبابا، فما الذي يمنع العدل والمساواة من العودة إلى مفاوضات الدوحة؟
ليست هنالك مفاوضات في الدوحة لكي يعود إليها أحد.
* ما الذي ترمون إليها من شمولية الحلول وهنالك مطالب إقليمية ملحة؟
- الحلول الجزئية أثبتت عدم جدواها ولا جدوى من تجريب المجرب. قطاع الشمال في منبر أديس وافق القرار الأممي 2046 قبل أن تولد الجبهة بشكلها الحالي، ولكنه يعمل بتنسيق كامل مع بقية مكونات الجبهة، ولا يخرج عن خطها المرسوم.
* ما هي الخطوة المقبلة المتوقعة؟
- يبدو أن المنابر في طريقها إلى التوحّد، وكذلك الوساطة والمسارات ما لم يقف النظام حجر عثرة في سبيل هذه الخطوة.
* ثمة من يزعم أن الموقف من الإسلام السياسي فيه تباين داخل الجبهة الثورية؟
- العبرة في أن هذا التباين لن يحل دون تماسك الجبهة وصمودها في وجه أعاصير السياسة الهوجاء.
* العدل والمساواة لم تدع إلى العلمانية طوال مسيرتها؟
- حركة العدل والمساواة السودانية لا تدعو ولا تسعى لفرض العلمانية أو غيرها من الأيديولوجيا بحد السيف على الشعب.
*ولكن هنالك تباينا أيديولوجي من واقع المشارب والتوجهات؟
- كما قلت لك حركتنا لا تؤمن بأن مشكلة البلاد تكمن في نقص في المد الأيديولوجي.
* بماذا تؤمنون إذن؟
- على العكس تماماً، تعتقد الحركة أن التنافس السياسي على أساس الأيديولوجيا ترف نخب تناست معاناة الشعب الذي تشغله الضرورات الحياتية التي يجب أن تتنافس القوى السياسية على توفيرها بدلاً من الجدال فيما لا يوفر الغذاء ولا الكساء ولا الدواء ولا المأوى ولا التعليم للمواطن.
* هنالك حديث بأن قطاع الشمال هو الذي يقود كابينة الجبهة الثورية؟
هذا زعم غير دقيق، والكل يساهم قدر طاقته في تسيير دفّة الأمر في الجبهة الثورية التي تتمتع بقيادة جماعية فريدة لا يستفرد فيها أحد من أطرافها بقرار حيوي يمسّ الجميع.
* وجودكم وظهوركم في الدول الأوروبية يثير العديد من الاستفهامات؟
- يهاجر الناس مُكرهين عندما تضيق بهم بلادهم. ونحن نعمل ونتحدث في الهواء الطلق أينما كنا.
* قد يردد البعض بأن هنالك شيء يدور مع الخارج؟
- لسنا مسؤولين عن هواجس المسكونين بنظرية المؤامرة.
* متى سيلتحق د. جبريل إبراهيم بقطار الحوار؟
- عندما يثبت عنده أن هنالك قطارا شارك في صناعته، ويعرف مساره ووجهته والقواعد الضابطة لحركته، ومن هم رفقاء رحلته. حينها فقط تكون الجبهة الثورية شريكة في الحوار.
* حدثنا عن المخاوف التي تنتابكم عندما يتبدى ذلك القطار؟
- أخي العزيز بالنسبة لنا مسألة الاسترداف والالحاق مرفوضة وتمقتها النفس الأبية.
* ما هي فرص الوصول إلى تسوية سياسية شاملة؟
الفرص كثيرة ومتاحة، ولكن النظام فالح في إضاعتها لأنه يعتقد جازماً بأن الحرب هي وحدها التي تمده بأسباب البقاء على سدت الحكم، وتوفر له الحماية.
* متى رأيت الخرطوم آخر مرة؟
- في منتصف يناير 2001.
* الرئيس البشير أجرى تغييرات في كابينة القيادة بمثابة جراحة كبيرة، كيف قرأتها ساعتها؟
- المحزن أن يخلد الناس في مواقع القيادة للدرجة التي يُظنّ معها أن تغييرهم عملية جراحية قاسية. الحركة في كل شيء هي التي تحول دون التكلس والجمود. والسياسة والشأن العام ليسا بمنجاة من قوانين الحركة والسكون، ولا ينبغي أن يكونا.
* هل تقارب بتجربة محددة؟
- انظروا إلى الديموقراطيات كيف يغادر القادة مواقعهم وهم في عزّ عطائهم لإفساح المجال لأجيال وطاقات جديدة.
* ألا يعني لك خروج علي عثمان ونافع وعوض الجاز أشياء بعينها؟
يعني خروجهم من مواقع القيادة في الدولة عندي أن سنن الله ماضية حتى في الذين تناسوها، وأنها لا تدوم لأحد. كما تعني هذه التغييرات عندي أن النظام يتجه باضطراد نحو المزيد من العسكرة.
* شخصية جبريل إبراهيم تتسم بالحذر الشديد، فعلام الحذر؟
لست متأكداً من أن صفة الحذر هي الأنسب لوصف شخصيتي، ولكني أسأل الله أن أكون حذراً من غضبه ومعصيته بالقدر الذي ينجيني من عذابه.
* ما الذي يقلق منامك باستمرار؟
- أنين الأمهات الثكالى وبكاء يتامى الشهداء وضياع الأجيال وضنك العيش الذي يأخذ بتلابيب الشعب المبتلى.. السبيل الأنجع حقن الدماء دون تفريط في قضايا الشعب العادلة.
* كيف تريد أن ترى السودان وأنت صاحب فكر ورؤية وقد تجولت في معظم بلدان العالم؟
- أمنيتي وجهدي أن أرى السودان وقد خرج من دائرة الاقتتال والجوع والجهل والمرض، ولحق بركب الأمم المتقدمة، وقد منّ الله عليه بما يؤهله لأكثر من ذلك إن وجد القيادة الرشيدة الواعية التي تحسن إدارة التنوع، وتجيد تحويل المحن إلى فرص، والكبوات إلى دروس يتقوى بها في مواجهة الإحن.
اليوم التالي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.