الجيش الليبي يضيق الخناق على المتشددين طرابلس- نجحت قوات الجيش الليبي معززة بمسلحين موالين للواء خليفة حفتر أمس في تضييق الخناق على المجموعات المتشددة في بنغازي (شرق) ونفذت عمليات دهم واسعة استهدفت منازل عدد من قادة الميليشيات في المدينة. وقتل الأربعاء والخميس 21 شخصا في مواجهات في بنغازي ما يرفع حصيلة الضحايا في هذه المدينة منذ أسبوع الى 121 قتيلا على الاقل. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش النظامي الليبي إن "وحدات من الجيش النظامي الليبي معززة بمقاتلين من غرفة عمليات الكرامة بقيادة اللواء خليفة حفتر نفذوا الخميس عمليات دهم واسعة النطاق على بيوت من قادة الميليشيات الإسلامية في مدينة بنغازي". وأضاف العقيد أحمد المسماري أن "الجيش وجد ترسانات من الأسلحة والذخائر في بيت وسام بن حميد قائد ما يعرف بالقوة الأولى للواء درع ليبيا في المنطقة الشرقية في منطقة الكويفة الواقعة في المدخل الشرقي لمدينة بنغازي". وتابع أن "ترسانة أخرى من الأسلحة والذخائر وجدت في بيت أحمد العقيلي القيادي في أنصار الشريعة في منطقة أرض أزواوة وسط منطقة بنغازي". وقال شهود عيان إن الجيش والمسلحين الموالين للواء حفتر اشتبكوا مع قادة ميليشيات في الشريط الساحلي لمدينة بنغازي في عدة مناطق هي الكويفية وبودزيرة وأرض أزواوة مع كل من آل بن حميد وآل الشقعابي وآل العقيلي تباعا. وأضافوا أنه تم هدم منزل بن حميد، وحرق منزل العقيلي في أرض أزواوة بعد اشتباكات دامت أكثر من عشر ساعات في مناطق الوحيشي وشارع سوريا وسيدي يونس وأرض أزواوة وسط المدينة بعد إخراج العديد من الأسلحة والذخائر منه. وشن الطيران الحربي الموالي للواء خليفة حفتر غارات جوية على عدة مواقع بمنطقة بودزيرة والكويفية فيما اندلعت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة تواصلت لساعات. ووفقا لمصدر طبي فإن عمليات الدهم هذه والاشتباكات التي يخوضها الجيش في المدخل الغربي لمدينة بنغازي إضافة إلى اعمال عنف متفرقة أوقعت الخميس 11 قتيلا. وكانت وحدات من الجيش النظامي الليبي معززة بمسلحين موالين لحفتر قد تقدمت مساء الأربعاء إلى منطقة حي السلام شمال شرق وسط بنغازي للمرة الأولى منذ بدء الهجوم على الميليشيات المتشددة. مقاتلو القاعدة يتنقلون بحرية جنوب ليبيا خبراء يرون أن الجنوب الليبي أضحى ملاذا آمناً للجماعات المتطرفة ومكن من تنقل عناصرها بأريحية عبر الحدود والصحراء الشاسعة من ليبيا وإليها. العرب الجنوب الليبي أكثر من منطقة عبور طرابلس- لا تقف مشكلة ليبيا مع الإرهاب عند حدود المواجهة مع "أنصار الشريعة" (القاعدة) في بنغازي، أو "فجر ليبيا" الإخوانية في طرابلس، وإنما يمتد خطر خفي عن الأعين إلى الجنوب حيث باتت المنطقة ملاذا آمنا وطريقا سهلة لعبور الجهاديين الليبيين والأجانب. ويقول خبراء إن الجهاديين يمرون عبر ما يعرف باسم "مثلث السلفادور" الواقع بين مالي والجزائر والنيجر والذي لطالما اتخذ طريقا لتهريب المهاجرين السريين والمخدرات إضافة إلى تأمين تنقل سلس للإرهابيين بين شمال أفريقيا وبلدان الساحل والصحراء. وقال الأكاديمي الليبي محمد محمود الفزاني إن "الجنوب الليبي أصبح ملاذا للمتشددين"، لافتا إلى أن "الحدود بين النيجر وليبيا والجزائر تصعب مراقبتها". وأضاف أن "هذه المنطقة الشاسعة سهلة الاختراق ولا يمكن لأي قوة عسكرية أن تدعي السيطرة عليها ما لم تملك أحدث التقنيات". وأوضح الفزاني أن "المتشددين يعرفون تماما المنطقة ويمكنهم التسلل كما يحلو لهم بلا مشاكل وهم على اطلاع جيد بالأوقات المناسبة للتسلل من خلال عيونهم في عدة مناطق بل وفي مؤسسات الدول الرسمية". غير أن مسؤولا محليا في مدينة سبها قلل من أهمية تواجد المتشددين في تلك المناطق قائلا "حتى وإن وجدوا فإنهم بأعداد قليلة". وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إن "الجهاديين لا يتمركزون في منطقة من مناطقنا ولكنهم يتنقلون بأريحية عبر الحدود والصحراء الشاسعة من وإلى ليبيا". لكن جايسون باك، وهو باحث في التاريخ الليبي في جامعة كامبريدج ورئيس موقع "تحليل ليبيا"، قال إن الجنوب الليبي "هو أكثر بكثير من مجرد منطقة عبور". وأضاف أن "الجهاديين تراجعوا من شمال مالي إلى جنوب ليبيا وأنشأوا معسكرات وعملوا من هناك عبر شبكات التهريب". وقللت السلطات الانتقالية من هذه المخاوف، لكنها تراجعت عن موقفها خصوصا بعد فقدان السيطرة على طرابلس، وسقوط بنغازي في أيدي الميليشيات المتشددة. وقد أكد المتحدث باسم رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي لوكالة الصحافة الفرنسية وجود معسكرات تدريب للمتشددين في الجنوب خارج سلطة الدولة. وقال العقيد أحمد المسماري إن "الجيش يعاني من نقص الإمكانيات والموارد وغير قادر على توفير دوريات منتظمة في تلك المناطق الشاسعة خصوصا مع خوضه لمعارك ضارية في الشمال" سعيا لاستعادة السيطرة على مدينتي طرابلسوبنغازي.